تشغل منطقة تبوك الجزء الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية .. وتغطي مساحتها ( 400*116 كلم مربع ) وتقع مابين جبلي حسني في الغرب وشروري في الشرق . تطل من جهتها الغربية على البحر الأحمر وخليج العقبة من ناحية محافظة حقل . وتشترك بحدود إدارية من الجنوب وأجزاء من الشرق مع منطقة المدينة المنورة ، وفي الشرق تقع محافظة تيماء ، ومنطقة حائل ومنطقة الجوف ، وفي الشمال حالة عمار ومنطقة الحدود الشمالية الغربية مع الأراضي الأردنية وتعتبر من أهم المداخل البرية للمملكة .
المناخ
يؤثر على المنطقة مناخ البحر الأبيض المتوسط الممطر شتاءاً والمناخ الموسمي المتفرق الأمطار ومعدل درجا الحرارة صيفاً مابين 30 – 38 درجة مئوية عظمى .. ومابين 1- صفر كصغرى . وهي ذات مناخ ممتاز صيفاً ويميل في بعض الحيان إلى مناخ صحراوي ، وموقعها مرتفع عن سطح البحر بمقدار 2250 قدم
من عبق التاريخ إن تاريخ منطقة تبوك يعود إلى ماقبل الميلاد بـ 500 سنه وكانت تعرف باسم ( طابو ) يوم كانت هي ومدينة العلا عاصمة للعيانيين ويعتقد ان منطقة تبوك ( أرض مدين ) . ( دادان ) التي ورد ذكرها في الكتب السماوية . وليس أدل على الحقب والأحداث التاريخية التي مرت بها الدول التي قامت فيها من غنى المنطقة بالآثار التاريخية التي يعود بعضها على ماقبل ظهور الإسلام وبعضها إلى مابعده ، وقد كانت ممراً للقوافل التجارية العابرة من الجنوب إلى الشمال وبالعكس ، فهي مدينة جمعت بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملأ جناناً ( صحيح مسلم ) "
تبوك .. الاسم والمسمى هناك اكثر من رأي في سبب تسمية تبوك بهذا الاسم ، ولكن من الثابت أنها كانت معروفة من قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال لأصحابه وهم في طريقهم إلى غزوها بقيادته : ( ستأتون غداً إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس ماءها شيئاً حتى آت ) . ويقال أن أصل التسمية هو كلمة ( TABU ) أو ( TABOO ) وهي كلمة لاتينية تعني المكان المنعزل نظراً لأن تبوك كانت منعزلة عن شبه الجزيرة العربية جنوباً وعن بلاد الشام شمالاً . وقد اشتهرت في المصادر بغزوة تبوك وبعينها التي فجرها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عسكر بها . ومسجدها الذي ينسب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ويسمى مسجد التوبة وهو من المساجد التي بناها عمر بن عبدالعزيز في العصر الأموي بالحجارة المنقوشة . وفي العهد الإسلامي بدأ يظهر ذكر تبوك ضمن الحديث عن غزوة تبوك او غزوة العسرة التي قادها المصطفى صلى الله عليه وسلم لمحاربة الرومان . بعد هذه الغزوة أصبحت تبوك من أهم مناطق الدولة الإسلامية وبقيت ثغراً مهماً للجزيرة من جهة بلاد الشام .
تبوك .. تطور ونهضة مستمرة إن منطقة تبوك تمثل صورة من صور التطور السريع الذي تعيشه المملكة العربية السعودية والتي تمثل نهضة عمرانية وحضارية شاملة . وتطوير الإمكانيات الاقتصادية وخاصة في مجال الزراعة وفتح الباب للمزيد والمزيد من التقدم والرقي الذين يمكن أن يلحظهما الزائر لحظة أن يصل تبوك ، فتتداعى على ذهنه صور من الماضي القريب كيف كانت ، وتتمثل امامه روائع الإنجازات وكيف أصبحت ، ومن هنا فالحديث عن منطقة تبوك هو حديث عن ماض عريق ، وحاضر مشرق ، وغد بإذن الله أكثر إشراقاً . ولقد تم مؤخراً توقيع مذكرة التفاهم بين إمارة منطقة تبوك والهيئة العليا للسياحة لدعم وتطوير السياحة في المنطقة .