استاء كثيرون من سلوكيات وطرق تعبير الشباب عن أفراحهم التي صاحبت احتفاليات ذكرى اليوم الوطني وعيد الفطر المبارك وغيرهما من المناسبات التي توتر وترفع ضغط كل ولي أمر لشاب خرج من بيته ليحتفل بطريقته مع "ربعه" واعتبرها البعض طريقة غير مسؤولة لتلك التعبيرات التي تفتقد الإحساس والمظهر الحضاري.. .
لست أدافع عن الشباب بالرغم من أنهم من وجهة نظري أكثر الفئات حاجة لهذا الدفاع فهم المنعزلون جبراً، المغيَّبون قهراً بحكم أعمارهم الخطرة وأفكارهم الطائشة واندفاعاتهم غير المحسوبة.. في نظر المجتمع.
عموماً حديثنا عن هذه الفئة الغالية يتطلب دراسات وبحوثاً تستجدي أصحاب الرأي والخبرة إلا أنني في هذه السطور أقتصر الحديث عن الجهل في تعاطي الفرح..
متى علمنا أبناءنا كيفية التعامل مع أفراحهم.. أحزانهم... قلقهم.. انفعالاتهم.. ؟؟
لست أشجع وأؤيد ما حصل من بعض الشباب من تجاوزات اعتبروها تعبيراً عن ابتهاجهم ولكنني حقيقة ألتمس لهم العذر فمن يجهل السباحة حتماً سيتخبط كثيرا وينشر الفوضى في الماء والرعب لمن يشهدون هذا التخبط.. !!
التعبير عن الفرح لديهم يقترن بالهوس المحموم أن يرى الآخرون قدراتهم... مهاراتهم.. جمالهم.. قوتهم.. تميزهم..
التعبير عن الفرح لديهم مكبوت خلف أسوار لا يعلمون سمكها أو مداها ولم يدربهم أحد على اللهو ضمن حدودها.. وكأن عليهم أن يصطدموا بها مراراً وتكراراً ليدركوا حواجزها الفعلية .. !
التعبير عن الفرح لديهم لم يشهد أنفاسه الأولى سوى قريباً وقريباً جداً فالطفل في مجتمعنا العربي عليه أن يتصرف كرجل بمجرد فطامه.. !
لاسيما مع مشاعره السلبية والإيجابية.. فيبدو أن الصمت وكبت المشاعر صفة عربية رجولية.. !! في البيت.. في المدرسة.. في الشارع.. في العمل.. في الجامعات.. في كل المجمعات البشرية.. علينا أن ندرك حاجة الشباب بل المجتمع ككل للأسلوب الحضاري في التعامل مع الفرح في ظل ضبابية الحدود وازدواجية المفاهيم..
بقلم هدى السالم