أصبحنا نقرأ إعلانات يومية عن عقد دورات تدريبية في تنمية وصقل المهارات الإدارية للشباب العاملين في المجال الإداري بما يجعلهم حسب مزاعم تلك الإعلانات مديرين ناجحين. وأن الذي سوف يشرف هذه الدورة أو تلك الخبير العالمي فلان بن زعطان الفلاني ولنا مع هذه التوعية من الإعلانات عدة وقفات:
أولاً: ما هي الجهة العالمية التي أعطت لهؤلاء الخبراء العالميين المزعومين من الإخوة العرب وأحياناً من السعوديين، هذا اللقب الفخم والشهادة الباهرة بأن الواحد منهم قد بلغ من المهارات والخبرات ما جعله يصبح خبيراً عالمياً يشار إليه بالبنان ويتردد ذكره على كل لسان، منافساً بذلك بيل غيتس في الكومبيوتر، ومحمد يونس في الاقتصاد وجدتي في تربية الدجاج!! وكيف لم نسمع عن هؤلاء عبر الفضائيات العالمية أو على الأقل العربية، بين فواصل الرقص الشرقي أو ضمن الإعلانات المهمة ولماذا لا نرى صورهم ولا نقرأ أسماءهم إلا في صحفنا المحلية مع الإعلان عن كل دورة تدريبية يقيمها معهد خاص؟
ثانياً: لماذا تزامن ظهور مثل هذه الإعلانات التدريبية في مجال المهارات الإدارية، مع كثرة أعداد الحاملين للشهادات النظرية المتطلعين للالتحاق بأي عمل إداري، وهل يكون للبطالة دور في تزايد أعداد هذه الإعلانات فأراد القائمون على تنظيم شؤون الدورات تجميلها بالادعاء أن فرسانها مدربون عالميون على مستوى الخبراء لجذب المزيد من الزبائن الأغرار؟
ثالثاً: ألا توجد جهة رسمية أو شبه رسمية يحق لها التدخل للتأكد من أن مضامين تلك الإعلانات صادقة ودقيقة خاصة بالنسبة للقب «خبير عالمي» أم أنها مجرد ألقاب في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد، وكيف يمكن لعاطل عن العمل أو لموظف بسيط الخبرات أن يتحول إلى مدير ناجح «قد الدنيا!» لمجرد أنه التحق بدورة تدريبية يديرها خبير عالمي مزعوم؟!
بقلم / محمد احمد الحساني
موضة الخبير الأجنبي !!
العرض العادي
