الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-09, 05:06 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ام الفهد

 

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 7081
المشاركات: 1,011 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 301
نقاط التقييم: 10
ام الفهد is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ام الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : مقالات ا . د / فدوى بنت سلامة ابو مريفة الحويطي
افتراضي رحلتي أنا و الفهد

أغلى مقال كتبته ،، نشر قبل ثلاثة أعوام ،، وقد أبكى الكثير من الأمهات .. و لا زال يبكي أم الفهد كلما قرأته ..
أتمنى يعجبكم



منذ بداية الرحلة وأنا خائفة من نهايتها .. وقد جاء يوم الختام .. كان يوماً لا يشبه الأيام .. فهو آخر يوم أتمكن فيه من دخول مدرسة الفهد وإيصاله بنفسي إلى فصله.. سرت لمدرسته في هذا اليوم بخطى ثقيلة وبقلب مودع.. دخلت المدرسة وأطلت الجلوس على ذلك المقعد الذي بات يعرفني،، وتركت الذاكرة تعود بي لأربعة أعوام مضت.. وأنا أفكر هل يعقل أن لا أرى الفهد بعد ذلك داخل أسوار مدرسته يناقش معلماته ويلعب مع أقرانه؟! هل لن أرى المقعد الذي يحتضن صغيري كل يوم؟!.. هل هذه آخر مرة أتمكن من المكوث طويلاً في فناء المدرسة لإقناعه بدخول الفصل وأن المدرسة جميلة وأمسح دموعه المتوسلة لي بالبقاء معه وأقبل أنامله المتشبثة بالعباءة...!! كنت استمتع بالدخول معه داخل المدرسة، حيث يريني الألعاب المنتشرة في الفناء، ولا أتردد في إركابه الأرجوحة لانتظره على نفس المقعد أو ليتزحلق على الزحليقة، ليزهو بنفسه أمام من تشاهدنا من المعلمات بعيون الدهشة وكيف أنني استجبت لرغبته.. كان يأخذني خلف المدرسة ليريني الريحان الذي اكتشفه.. أو يأخذني حيث الحضانة ليريني ذلك الطفل الرضيع وكيف أن أصابعه صغيرة جداً... ولأنني كنت خائفة من اليوم الذي لن أصاحبه حيث يجلس في الفصل ولن تتابعه نظراتي حتى تستقر نظراته ويطمئن، لذا فقد كنت حريصة أن أوصله للفصل كل يوم، فالخطى كانت محببة في هذا العمل والتعب كان لذيذاً ولم أشعر يوماً بالملل على الرغم من زحمة العمل الذي ينتظرني هناك، في مكتبي بالكلية، إلا أنني كنت أضع ذلك في الحسبان بحيث لا أتأخر عن عملي... تلك الأيام افتقدها اليوم وسأفتقدها غداً عند دخوله مدرسة البنين...

أعوام أربعة هو زمن هذه الرحلة، فاليوم يسير فهدي بجانبي على أقدامه لنستلم شهادة التخرج من التمهيدي وبالأمس... وما أجمل الأمس.. دخلت مدرسته لأول مر وأنا أحمله طفل الثانية، أحمله بين ذراعي.. تارة أخفيه من برد الشتاء وأمطاره، وتارة أغطيه عن حرارة الشمس.. أربعة أعوام مضت على روتين محبب إلى قلبي... روتين ألفته مع رفيق دربي... تدق الساعة السادسة ويشرق الصبح في عيني عندما يشع بريق عينيه، يلتفت يميناً ويساراً باحثاً عن أية لعبة ليبدأ بها يومه وكأن الوقت في الصباح هو ملك في أيدينا وعلى الرغم من ضيق الوقت الذي لا يكفي لإنجاز ما خططنا له ليلاً ولا يكفي لتجهيز طفل لاصطحابه خارج المنزل، إلا أنني كنت أسمح له بقليل من اللعب حتى يذهب بنفسية جيدة للمدرسة، وأحياناً كان يصيع الوقت في الاستماع الى سلسلة اعذاره لعدم رغبته في الذهاب وتتلوها سلسلتي في ترغيبي له في المدرسة.. وما هو إلا جزء من الساعة ونصبح كلينا في السيارة.. كانت المسافة قصيرة والوقت نقطعه في حديث لا يشبه كل الأحاديث.. حديث يتعانق فيه سذاجة الطفولة وشموخ العاطفة، نتحدث عن ذلك الصديق المشاكس أو عن تلك المعلمة الكثيرة العقاب... بدأ الفهد الرحلة مبكراً حيث اضطرتني الظروف كأي امرأة عاملة إلى تسجيله في الحضانة في وقت مبكر... وكنت أسلمه الحاضنة بعد عناق طويل وصراخ وتشبث بالعباءة، وعلى الرغم من صعوبة الموقف على قلبي الذي يصاحبه احتباس الدموع في عيني إلا أنني كنت أقنع نفسي بأن للعودة ناقوساً لا بد أن يدق لأذهب لاستلامه واحتضانه واستفسر منهم عن احواله وماذا آكل وكم ساعة نام.. ومضت الأيام وكبر الفهد وتدرج في مراحل الروضة الثلاث وكبرت أحاديثه واهتماماته... ولأنه طفل شغوف بالحيوانات فقد أثرى وحدة الحيوان التي كان يدرسها في كل عام، فكانت له مشاركاته المتميزة في اصطحاب جميع أنواع الحيوانات للمدرسة لشرح الدرس بدءاً بالكتكوت وانتهاء بخروف العيد، الذي رفضت المعلمة لمسه مطلقة عبارات الخوف بلغتها الإنجليزية، إلا أنني هدأت من روعها وطلبت منه أن يتولى الأمر واستطاع سحبه إلى داخل المدرسة وسط دهشة الجميع...

تلك كانت مقتطفات من أجمل رحلة أبحرت بها في عالمي، فاستمتاعي بالوقت الذي أمضيه في رعاية الفهد لا تعادله سعادتي بالشهادات التي مُنحتها ولا الدروع التي حصلت عليها ولا الجوائز التي تسلمتها وكلما تداعب أنامله قسمات وجهي أتدبر في نعم الله علينا وأعلم أنه لا تعد ولا تحصى...

كم أشفق على تلك الأم العاملة التي فرطت في مثل هذه اللحظات وأوكلت للخادمة مهمة إيصال طفلها للمدرسة مع السائق (وهن كثير) على الرغم من أهمية ذلك على نفسية الطفل واستقرار عواطفه. وحيث بدأت عيادات الأطفال النفسية في الانتشار فإنني أدعو الكثير من الأمهات العاملات إلى الموازنة بين واجباتهن، لأننا إن لم نستطع المحافظة على أبنائنا في عهد الطفولة فكيف لنا أن نحميهم زمن المراهقة وإن لم نكن قادرين على جزل العطاء لهم في مشاعرنا في صغرهم فإن البخل في المشاعر سينمو ولن نستطع من احتوائهم في الكبر...


]















عرض البوم صور ام الفهد   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الفهد , رحلتي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL