هذه القصة حدثت بين الشيخ جمل بن لبدة القحطاني و برجس العنزي(غديرالموت)
الشيخ جمل بن لبدة القحطاني فارس ملأ الصحراء العربية بالبطولة والفروسية والفخر وأعاد سيرة جده الأول عمرو بن معد يكرب فارس العرب حيث نشأ الاثنان فيما حول تثليث وما انحدر منهمامن صفاه قحطان حتى أواسط نجد.
والشيخ جمل بن لبدة هو الفارس الذي تحدث عنه كل من سمع بقصص أو سير أبطال الصحراء كبطل متفرد بلا استثناء.
على الطرف الآخر شمالاً كان هناك فارس آخر هو (برجس بن مجلاد) أحد فرسان قبيلة عنزة الشمالية والملقب بـ (غدير الموت).
جمل الجنوبي سمع بالغدير الشمالي، و قيل له أنه لا يشق له غبار
وشاقه لقبه الرفيع (غديرالموت)، فقرر جمل من ساعته أن يشرب (غدير الموت)،
ولأن جمل لا يريدأن يكون هنالك فارساً مماثلاً له في جزيرة العرب فقد قرر أن يقابله.
تماماً كما قال جده عمرو بن معد يكرب: (والله لو سرت إلى بلاد العرب كلها ما خفت أن أغلب فيها ما لم يلقني عبداها وحراها) فأما العبدان هما عنترة بن شداد والسليك بن السلكة وأماالحران فهما طليحة الأسدي وعامر بن الطفيل الذي قال فيه:
ولو لا قيتني ومعي سلاحي
تكشف شحم قلبك عن سواد
ثم يفاخره بالكرم والحلم وكان عامر من أكرم العرب وأحلمهم.
إذ يقول عمرو:
ويبقى بعد حلم القوم حلمي
ويفنى مثل زاد القوم زادي
وتماماً كما بحث جد (جمل) عن عامر بن الطفيل فقد بحث جمل عن (برجس) غدير الموت وكان أن سار إلى الشمال ليلتقيه على (غدير من الماء) لا غدير من الموت.
فتوقف جمل حتى شرب حصان برجس ثم قمعه بالرسن تعمداً،
فما كان من برجس إلا أن أثخى (أنا برجس غدير الموت)
فقال له جمل بكل كبرياء:
(كم غدير شربه جمل)
آنذاك حدق به برجس وعرف أنه جمل بن لبدة (ما غيره)
وأضاف ضاحكاً: كم جمل شربه الموت.
فضحك جمل ثم ترجل الفارسان وتعانقا ودعاه برجس بن مجلاد إلى مجلسه
محتفلاً بقدوم فارس نبيل جاء من أقصى الجنوب لكي يتحداه ويراه
فكان أن أكرمه واحتفى بقدومه البطولي النبيل.
وهكذا هي أخلاق الفرسان...
ثم يضيف كاتب القصة الأستاذ/ سليمان الفليح:
وأرجو هنا ألا يضيف أحد من القبيلتين (من أسقط من على الفرس؟!) إذ تكون هنا هي: (العصبية القبلية المقيتة) التي تقتل كل القيم النبيلة (المشتركة) في تاريخناالجميل.
وهذا التعليق في حد ذاته يعكس أخلاق الفرسان لدى كاتب القصة.
أخلاق الفرسان .. (2)
العرض العادي
