15-12-09, 08:42 PM
|
المشاركة رقم: 9
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو مجلس الإدارة |
الرتبة: |
|
البيانات |
التسجيل: |
Nov 2009 |
العضوية: |
8624 |
المشاركات: |
3,622 [+] |
بمعدل : |
0.63 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
558 |
نقاط التقييم: |
33 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
كاتب الموضوع :
جلنار
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلنار
جاء في الحديث الصحيح، عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أن من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضا عنه الناس، ومن أرضا الناس بسخط الله سخط الله عنه وأسخط عنه الناس"
هذا ما لا نرجوه وهو سبب طرحي للموضوع كي لا اقع فيه ...
لكني اقصد ان نبين لهم اننا متقبلين الديانات الاخرى وليس بمتعصبين
عما انتشر عنا في الآونة الاخيرة ,,
واتوقع انه لو كان في الزمان القديم كان له تصرف اخر مرغب وليس بمرهب ..
|
هذه التهنئة نوع من البر الذي قال الله تعالى فيه: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (الممتحنة: 8 - 9).
وبالتالي فقد أجاز لنا الشرع نكاح نسائهم، وأكل طعامهم - الجائز في شريعتنا - والبر والإقساط إليهم
قد ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ لأنه يوم نجّى الله فيه موسى وأتباعه من فرعون الطاغية، فقال نحن أولى بموسى منهم.
إن هذه الزيارات تمنع كثيرًا من الفتن والدماء، وفي باب الموازنات يتحمل الضرر الأدنى لدفع الضرر الأكبر، فربما تساعد مثل هذه الزيارات لمنع الفتن الطائفية، ولحقن الدماء التي تراق هنا وهناك بغير ذنب إلا التعصب الممقوت البغيض من كلا الطرفين.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع مشركي مكة على الرغم من الخلاف الذي كان بينه وبينهم إلى الحد الذي جعلهم يأتمنونه على أموالهم، وظلت هذه الأمانات عنده حتى هاجر، وترك عليًّا رضي الله عنه خلفه يرد هذه الودائع إلى أهلها، ولم يمنعهم الصراع الذي كان بينه وبينهم من أن يأتمنوه على أموالهم، كما لم تحمله صلى الله عليه وسلم عداوة بعضهم وطرده والتربص به وبأصحابه أن يرد أماناتهم.
لقد سجل القرآن الكريم فرحة المسلمين بانتصار الروم، وهم أهل كتاب، على الفرس عبدة النار في بداية الدعوة حتى يوضح أن ثمة مساحة مشتركة بين المسلمين وأهل الكتاب يمكن للمخلصين من الفريقين أن يفيد منها ويعظمها، "الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ" (الروم: 1 - 5).
صحيح أننا لا نُقرّهم عليه وننكر عليهم، ولكن لكل مقام مقال، والبلاغة مراعاة الكلام لمقتضى الحال، وتأخير البيان أمر وارد في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وإننا مأمورون أن نصبر على الناس ونعرض عليهم ديننا مرات ومرات حتى يأذن الله لهم بالهداية، ولن يسمع أحد منا إلا إن كانت ثمة أرضية مشتركة من البر والتسامح، وصدق الله إذ يقول: "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت: 34 - 35). "وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلَاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ" (العنكبوت: 46 - 47).
ونحن لا نطالب المسلمين جميعًا بالذهاب إلى تهنئة النصارى أو مشاركتهم في أعيادهم، ولكن الأمر يخضع للموازنات، والمصالح المشتركة من ناحية، ومصلحة الأمة مقدمة على مصلحة الأفراد، ولا مانع من الاختلاف حول هذا الموضوع وغيره، لكن المحزن حقًّا هو اتهام النيات والمسارعة في التفسيق والتكفير بغير برهان ولا سلطان، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
|
|
|