اتقوا الله فينا يا وزارة المواصلات

المشكلة سيدي ليست في المشاريع بحد ذاتها . فنحن نعلم ان المشاريع قائمة بحمد الله و لكن المشكلة في تنفيذ هذه المشاريع . و من المؤسف جدا ان الناس يشتكون من سوء تنفيذ غالبية الطرق الخارجية الجديدة . فعندما تسير على طريق جديد لم يمضي على تنفيذه سوى بضعة اشهر تجد وكأنك تسير على طريق غير معبد و ذلك نتيجة سوء السفلتة و سوء عمليات التسوية بالاساس فتلاحظ ان الطريق غير مستوي و كله مطبات و نتوءات و به خشونة غير مقبولة و هذه التشوهات تؤثر على المركبات و على السلامة العامة لمرتادي هذه الطرق . كما تؤثر على توازن المركبات و في احيان كثيرة تفقدها التوازن . و السبب في ذلك هو عدم تعبيد الطريق بشكل جيد قبل صب الاسفلت عليه و معلوم ان الاسفلت يجب ان يصب حارا لكن المقاولين يصبونه و هو بارد من اجل زيادة الربح و هذه مشكلة يجب الالتفات اليها . كما يقومون بتقليل كمية القار المستخدمة فيصبح الطريق في منتهى الخشونة و السوء . و اكبر مثال على ذلك طريق ضباء تبوك و خاصة المسار الايمن الجديد المؤدي الى تبوك الممتلئ بالمطبات و التشوهات و هو لم يفتتح بعد . ناهيك عن الطريق المؤدي من ضباء الى ينبع و الذي لم يمضي على تنفيذه سوى سنتان و نجده الآن يعاني هبوطا في مساره الايمن و يعاني من تشوهات في عملية السفلتة تؤثر على سلامة المركبات و سلامة الركاب . و لا نعلم كيف استلم مهندسوا وزارة المواصلات هذه المشروعات و هي بهذه الحالة المزرية فهل هو اهمال وظيفي ام ان هناك فسادا و مصالح شخصية مستترة تستوجب محاسبتهم من قبل الجهات الرقابية . كما نأمل من مسؤولي الوزارة وقفة حازمة مع هؤلاء المقاولين الذين ينفذون الطرق بطريقة سيئة جدا و اجبارهم على تنفيذها بحسب المواصفات و المقاييس و المعايير المتبعة عالميا و التي يجب ان تتبع في مثل هذه المشاريع ؟ و نتساءل لماذا نجد ان الطرق التي نفذتها سابقا شركات اجنبية بقيت بحالة ممتازة لمدة ثلاثين عاما من تنفيذها دون اي مشكلة و دون اي حاجة للصيانة و الترميم ؟ بينما الطرق الجديدة و التي لم يمضي على تنفيذها الا فترات بسيطة تعاني من عمليات الترميم و الترقيع و مواصفاتها سيئة و تعاني من الخشونة مما يجعل السفر عليها معاناة و مخاطرة . نحن كمواطنين نتمنى طرقا بمواصفات عالية و ذات عمر افتراضي طويل و نستغرب انشاء مثل هذه الطرق المشوهة و غير الآمنة التي اتلفت السيارات و سببت الكثير من الحوادث و المآسي و اساءت للبنية التحتية لهذا الوطن المعطاء الذي بذل قادته الغالي و النفيس لاعماره و تطويره و تنميته .