الكلمة مسؤولية

فعلت خيراً هيئة التحقيق والادعاء العام عندما توعدت من ينتج أو يتداول الشائعات قبل التحقق من مصدرها وخاصة تلك التي من شأنها المساس بالنظام العام للمملكة بالسجن خمس سنوات وغرامة ثلاثة ملايين ريال، ذلك لأن الكيل قد طفح من إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أسوأ استغلال من قبل بعض المرجفين الذين لايتوانون عن محاولة الاساءة للمملكة وشعبها تحت اسماء مستعارة، أو انهم يحاولون الصيد في الماء العكر من اجل أهواء شخصية هي بعيدة كل البعد عن الصالح العام، وقد تضر بالمصالح العليا لبلادنا.

كثيرون هم من اتخذوا وسائل التواصل الاجتماعي منابر لبث آرائهم ولا غيض في ذلك اذا كانت ضمن الحدود المتعارف عليها، فحرية الرأي مكفولة ولكن بضوابط تردع من يتجاوز خطوط الامن الوطني والسلم الاجتماعي، ومؤخرا اصبحت وسائل التواصل مصدرا للاخبار دونما التحقق من صدقية الخبر والاهداف من ورائه، بل ذهب البعض لأن يعتبر تلك الوسائل مصادر موثوقة يعتد بها رغم كثير من الغث فيها، وكثير من دس السم في العسل حتى تكون براقة من الخارج مميتة من داخلها، وهذا هو المقصود ان يجذبك المظهر فتتغاضى عن الجوهر وتصبح فريسة سهلة الانقياد لاناس لاتعرف من هم، ولا تدري ما اهدافهم ونواياهم والتي هي في احيان كثيرة لاتكون سليمة بل على العكس من ذلك تماما.

الإعلام اداة في منتهى الخطورة حالَ سيء استخدامه، ونحن في كل الظروف المحيطة بنا نحتاج لان نكون اكثر وعيا عما يدور حولنا، وان نكون اكثر حرصا على وطننا ومكتسباتنا ونسيجنا الاجتماعي، يجب ان نكون فعلا مواطنين مسؤولين ونتحمل مسؤوليتنا تجاه وطننا، فنحن نعيش في بلاد الحرمين الشريفين ونتشرف بخدمتهما وذلك بحد ذاته شرف لا يضاهيه شرف.

وبالتأكيد فإن هناك من يضع مصلحة الوطن نصب عينيه مستخدما وسائل التواصل او اي أداة اخرى من ادوات الاعلام لإبراز حقيقة بلادنا وإظهارها للعالم ومن تلك الادوات ما قامت به الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عندما أقامت فعالية (يوم الرياض) في مقر الامم المتحدة بنيويورك لأن ذلك يؤدي الى التعريف بعاصمتنا كمثال لبقية مدن المملكة التي تشهد مشروعات تنموية لاتقل ابدا عما في عاصمتنا الحبيبة.

الإعلام بما فيه وسائل التواصل الاجتماعي منابر مفتوحة للجميع يقولون فيها ما شاءوا، ولكن دون أن ينسوا، أو يتناسوا أن الكلمة مسؤولية قبل كل شيء.

صحيفة الرياض