د. عبدالعزيز بن علي المقوشي
قبل عدة أسابيع كشفت وزارة الشئون الاجتماعية عن مبالغ مالية ضخمة تم صرفها لمن لا يستحقها من قبل جهاز الضمان الاجتماعي بالوزارة!! ومنذ قرأت الخبر وأنا اقلب صفحات إعلامنا المطبوع بحثا عن إجراء يخدم "قتل" مثل هذه الظاهرة تتخذه الوزارة سواء من خلال سن أنظمة جديدة معينة تساعد في الحد من التلاعب وأخذ "غير المستحق" مما يمنع "المستحق" من الحصول على حقه الطبيعي الذي منحه إياه الوطن أو جهودا من الوزارة فيما يتعلق بموضوعات التوعية والتثقيف لمعالجة مثل هذه الظاهرة ومنع تكرار حدوثها.
@ والوزارة كشفت عن مثل هذا التلاعب من خلال تطبيق أنظمة بسيطة وربما جاء الاكتشاف صدفة!! مما يجعلنا بحق نطالب وزارتنا العزيزة بجهود أكبر فيما يتعلق بالتعرف على حال المحتاجين حقا ثم الصرف لهم وكذلك التعرف على الشرائح المجتمعية التي لم يتم إدراجها ضمن كشوفات الضمان الاجتماعي وهي أكثر ما تكون استحقاقا للدعم والمساندة والمؤازرة.
@ ونحن في مجتمعنا تعودنا أن يحصل على الشيء "في كثير من الأحيان" غير مستحقيه.. أو أن يزاحم "غير المستحق" "المستحق" في رزقه الذي ضمنه له الوطن ومنحه إياه!! نسبة غير قليلة ممن يحصل على الأراضي التي يتم توزيعها مجانا سواء الزراعية أو السكنية هم من غير المحتاجين لها!! وعدد غير قليل ممن يحصلون على التسهيلات في القروض والفرص هم أيضا من غير المحتاجين لها!! حتى أوامر العلاج للخارج يزاحم غير المحتاج فيها المحتاج وكثيرا ما يمنعه من تحقيق الفرصة للعلاج فيسافر غير المحتاج للعلاج على حساب الدولة بينما يسافر المحتاج للعلاج للخارج على حسابه الخاص!! وحتى العيادات الحكومية يستفيد منها في كثير من الأحيان من يمكنه العلاج على حسابه الخاص مزاحما ذلك المسكين المحتاج للعلاج المجاني!!
@ إنها جزء من الثقافة المجتمعية التي نعيشها والتي يجب علينا بالفعل مكافحتها وعلاجها!! بل واستئصالها!!
@ وعندما تطالعنا الجامعات ومراكز البحث العلمية السعودية بميزانيات أبحاثها نحس بنوع من السرور والغبطة، لكن نظرة إلى أولوياتنا الوطنية ونصيبها في البحث العلمي يجعلنا نغمض العين قبل أن تدمع محاولين عدم رؤية تلك الأرقام!!
@ أظن أننا بحاجة ملحة إلى تكثيف جهودنا من خلال البحث العلمي والدراسات المتعمقة لقضايا مجتمعنا الاجتماعية فهي أساس الخير أو مكمن الداء الذي يمكن أن ينخر في المجتمع وقد يسقطه!! الفقر والبطالة والإدمان والاختلال الاجتماعي والوعي الوطني والمجتمعي ومسببات العنف ومظاهر الإرهاب .. اللقطاء والأحداث وغيرها كثير ...أمور يدخل الموضوع الاجتماعي في قائمة مسبباتها.. فأين جهودنا البحثية تجاهه؟!
@ كما أنني أجدها فرصة للتساؤل عن حجم ونوعية الأبحاث والدراسات التي نفذتها "أو تسعى لتنفيذها" وزارة الشئون الاجتماعية.. ولعل إسهام القطاع الخاص من خلال برامجه للمسئولية الاجتماعية في هذا الموضوع أمر يحتاج إلى التحفيز والإثارة والتشجيع، فالوطن بحق يستحق منا جميعا أعمالا ابتكارية مبدعة تصب في خدمته يتم تنفيذها من خلال أبنائه فقط. @ إننا بحاجة لبناء ساكن الوطن قبل العمل على تشييد المساكن له... وللجميع التحية