طريــق متعــرّج
تبعثره الأحزان
تنيره الآهات
بيوت ترسمها الدموع
جدرانها هاجرتها السعاده
..
هـــــــــدوء يطغى أي هــدوء آخر ..
هدوء مؤلـــم
هدوء .. هدوء .. لا أعرف كيف أصفه لكم
وبين هذا الهدوء يتخلله صوت خافت
صوت يسمع .. يسمع من بعيد..
هل أنا في حلم أو في خيــال .
أنا جئت إلى هنــا وحدي كي أنسى الآلام والطعنــات
أنا وحدي لا أحد معي ..
نعم.. نعم ؟؟!!..
هذا مجرد خيــال
فجأة صوت صــراخ .. هزّ جدران هذا المكان
عندها تيقنت أني لست في خيــال .. بل في واقع ..
ولكن؟!!
من هذا .. من هذا اللي يصرخ ..
صــراخ يتقطعه رجفة خوف وألم ..
فقد بدأت الأوهام تسيطر علي ..
ذهبت إلى حيث الصــراخ ..
وأنا في طريقي إليه ..توقف ؟؟!!
.. فقط صوت أنيــن ..
هل قلت فقط .. لالا ..
صوت أنيــن ..
بريء ..
أنيــن لم أسمعه من قبل في حياتي كلها
كنت أسير بخوف ووجل وألــم ..
لقــد عرفت من صاحب هذا الصــوت .
نعم عرفتــه .
ليتني لم أعرفه
ليتني لم أتواجد في هذا المكان
ليت المنية وافتني قبل أن أعرفــه ..
إنهــا فاجعــه ..
صاحب هذا الصوت والأنين والصــراخ ..
طفـــل ,.. نعم طفل صغيــــر
طفل بريء حكمت عليه الدنيــا بالحزن المؤبــد
طفــل يتيــم ..
لا أم تسقيه حنانا ..
لا أب يلبّي احتياجاته ويعطف عليه
لا أخٍِ يشاركه همومه
لا أخت تدللــه
وحيـــد ليس معه أحد ..
يشاركه همومه وأحزانه ..
ما أقساها من دنيــا .. وما أوقحهــا
هل لهذه الدرجه الدنيــا قاسيــه
طفــل صغير.. هو صاحب هذا الصوت؟! ..
لم أصدق مارأيته .
طفل أحكم عليــه الدهر بأن يصبح يتيما طوال حيــاته
بدون ماأشعر ذهبت إليه وألقيته في حضني وبكيت من شدة أنينه وبكاءه
هل تعلمــون عندما حضنته؟؟!!
أنينه وبكاءه توقــف..!!
نظر في عيني وابتسم ..
وبعــــدها نـــــــام ..
نعم نام في حضني .. نام كأنه طفل لم يبلغ الأربعين يوما ..
نام في سبات عميق ..
وأنا جلست أناظــره ..
أنظر في عينيه النائمه
في ملامحه البريئه
في خصلات شعره الناعمه
طفل جميــل ..جميل جدا ..
لم أرى في حياتي اجمل منه
ولم أرى في حياتي طفل يحمل في قلبه هذه الآهات والزفرات
جلست أفكر .. أنا في نعمه .. نعم في نعمه
أمي بجانبي ,,
أبي أمامي ..
أختي أخي أهلي كلهم معي
ماأجملها من نعمه ..
بينما هذا الطفــل اليتيم .. لا أحد بجــانبــه؟؟!!
لقد غفوت معه
وفجأت استيقظت على قبلة من شفتيه الرقيقتان
..
أخذتــه معي إلى عالم لا يوجد فيه سوى أنا وهــو
اعطيته كل مايريــد ..
وأخيــرا..
أسمعني صوتــه ..
صوت رقيق .. هادئ .. بريء
فجلست أستمع إليــه فقط
كان يحدثني عن حيــاته ..
فأنتم تعلمــونه
حال كل يتيم ..
فقط عندما نسمع كلمه يتيم .. يقشعر بدننا .. فكيف لو رأينــا بالفعل طفل يتيم
صوت لو سمعتموه نسيتم أحزانكم وآلامكم جميعــها
.
.
.
.
وفجأه ومن غير سابق إنذار سمعت
صوت أمي
نعم أمي ..
كانت توقظني ..
لقد كنت في حلم نعم في حلـــم
فذهبت إلى أمي وألقيت نفسي عليهــا
قبلت يديها ورجليها وقلت لها ..
أمي أحبــك
وبحنيتها ورقتها ..
قبلتني
يالله ماجملهــا من قبلــه
.
.
.
.
آآآه ماأقساه من حلــم..
وما آلمه من موقف
قلب
ينبض بالحب
يعشق الأمان
يهوى السعــاده
يسكن بين الواقع والخيــال....
رد: حملــة اليــتـــيـــم (أمســح دمعــة و أوقــد شمعــة)
العرض العادي
