فعلاً هذا ما يخطر في بالي حين أرى بعض الفتيات في مراكز التسوق وكأنها أتت لحضور حفلة أو مسابقة لعروض أزياء ليست محلية بل عالمية.
ماكياج صارخ وصيحات ألوان وموديلات لا يضاهيها مصممو الأزياء العالميون روائح عطور تدير الرأس وألوان وأصباغ لا حدود لها وفتحات وكسرات وشدات.
وكل ما يخطر في بال القارئ من تشكيلات.
كيف يمكن وصف فتيات في قمة الجمال والأناقة والإبهار والفتنة كيف أصفها والتي لا يشوهها سوى.. الجرأة الزائدة والاستماتة للفت الأنظار.. تمشي مشية الغنج والدلال.. أين؟ في الأسواق العامة.!! هل بقي بالله عليكم من جمالها شيء..؟
والله يؤلمني قلبي على تلك الفئة من الفتيات.. إنها ترخص نفسها وتبيح عرض مفاتنها فتروج لنعمة باهظة الثمن بأرخص الأسعار؟
يا بنات أين أمهاتكن..؟
أين الأمهات..؟
يمنعون الشباب السعودي من دخول المراكز التجارية خوفاً على البنات أن يتعرضن للمعاكسات والتحرشات فهل هؤلاء الفتيات يخشين على أنفسهن..؟!
يمنعون الشباب من دخول المراكز التجارية العامة بزعمهم أن الشر من هذا وذاك.. والله إن الشر الأعظم في تلك الفئة من الفتيات وليست الحكمة في ارتداء عباءة أو لبس نقاب لا والله فكم من سيدة احترمتها لا تعلم ارتداء العباءة.. وكم من ملتفة بعباءتها أوجعني ميعها وتبرجها..!
وأمامكم الدلائل كثيرة فكم هن اللاتي يرتدين الحجاب عن قناعة وفهم واحترام لهذا الحجاب..!؟
انه حجاب للستر ورد نظرات الرجال غير المحارم.. الرجال من مختلف الجنسيات والطبقات.. وليس هو شعار للسعودة أو علامة الجودة..!
إن أولئك السيدات هداهن الله يعرضن الحجاب والستر الإسلامي للإهانة والتشويه وكأننا نعلم الآخرين أننا نرتدي هذا السواد ونفعل تحته ما يحلو لنا..
يقف بعض بائعي تلك المراكز أمام محله "لا تنسوا الملابس الداخلية النسائية" ينفخ دخان سيجارته ممتعاً عينيه بتلك الفئة الفاتنة التي لن تبخل عليه بنظرات الدلال أو أحاديث الارتجال، وللأسف تزداد مساحة تلك النوعية يوماً بعد يوم وأبناؤنا الشباب ممنوعون من الدخول حفاظاً على راحة البنات.
سؤالي فقط أين الأمهات..؟
الأمهات اللاتي يكابدن داخل وخارج المنزل من أجل فلذات أكبادهن.. نساؤنا اللاتي عرفن بالصبر والتحمل من أجل أبنائهن.. ألا يرون بناتهن..؟
قد لا تعرف تلك الأمهات ما يحدث خلف ظهورهن ربما سذاجة وربما جهل.. بل قد تكون الثقة التي في غير موضعها هي الكارثة.. وقد يكون عدم إحساس الفتيات بالمسؤولية سبباً آخر..!!
وقد تكون مدارسنا التي كانت تمنعني في طفولتي وصباي من وضع ما تسمى "بكلة" على شعري ومارست نفس القوانين على ابنتي وحفيدتي هي السبب..!
باختصار ما نراه هو محصلة ونتائج كبت غير مدروس وقوانين بالية تدل على مجتمع متناقض.. ويبقى السؤال الأهم أين الأمهات مربيات الأجيال..؟
هدى السالم