إلاك يا فرحي................

الى من كانت ...هنا ..ورحلت ..مبتعده...الى حيث لا ادري ...اكتب هذه الحروف.....
لقد دفنت قلبي مع أشباح الذكريات وقد ظننت أنه مات ولن يعود للحياة ......
حتى كان في يوم ......
سحابة سوداء تمر في سمائي ......
ولا أدري أتحمل غيثاً أم مطراً ......
وهل أرضي تستعد للعطاء من جديد ......
فالأفق زاهي بلون الصفاء ......
كأن العمر مشتتٌ بي لون ولون ......
أشعر بالدفء لدرجة الاحتراق ......
أشعر بالبرد لدرجة التجمد ......
فقلبي يصلب روحي في هبوب الإعصار القادم ......
والأشباح القديمة صارت فصول عامٍ سرقتها الدنيا من تفاصيل عمري ......
لا مفر ...... لا مفر ......
فالبحر بلا موج يمـــــوت ......
والعقل بلا تفكير فنـــــــــاء ......
لا مفر ...... لا مفر ......
ولا أمل في أن تعتقني الحياة من مآسيها أو تسترد مني أخيراً قيودها الصدئة ...... لا مفر ! نعم ، فأشباح الدموع لا تموت وجروح الحزن لا تبرد أبداً .......
السحابة تخنقُ بكل حولٍ لها تفاصيل الحياة ......
الأعماق تتردد تقول بصمت وتفرح بصمت حتى ......
الرجوع بات مستحيلاً ......
القافلة لا تضيع في الصحراء إنها واثقة الخطى ......
يا لوعة الروح وعذابات الآفاق ......
اهدئي قليلاً فآخر سحابةٍ ترحل قريباً ......
اهدئي لا تغيبي فستشرق شمسك في نهاية ......
آه آه هل تقولها أيها القلب ؟ ...... هل تعرفيها يا أمي ؟ ......
اليوم عرفت الحقيقة ......
إنه من طرفٍ واحد ......
دائماً ...... الفشل يلاحقنا ......
آمالنا تموت بسرعة تحصدها الأيام ......
أحلامنا تموت رويداً مثل موسم الربيع ......
الحقيقة دائماً صعبة ......
لكنها ليست بعيده ......
فالشيء الصعب بها أنها قريبة جداً لدرجة الالتصاق ......
قريبة كأنها الأنا ......
نعم وجهها يلبس وجهي ......
وروحها تسكن أعماقي ......
وتفاصيل حياتها يسطرها القدر تاريخاً لي ......
أيتها الأيام ...... آما أن لك تحليني من ذلك الإحرام ......
أما آن ذلك أن تحملي على راحتيك كفن بؤسي لتدفنيه بعيداً ......
فأشرعة فجري ظمآنة للحياة ......
ودروب عمري الشائكة أبقتها الطريق ......
ومللت الانتظار ومللت الحلم ......
تشرئب ُّ البداية بأجنحتها نحور نور بعيد، هل سيصبح قريباً ؟ لا أعرف ......
فقد محت الرياح كل كلامي الذي كتبته على رمال الماضي ......
ونسيت التباشير أوراقي ومحبرتي على النسيان أو على نواقيس الليل ......
وبقيت رياح الليل برفيفها تغني لموتي أغاني الطيور المهاجرة عندما تعود للسفح فالأعالي لا تكون إلا للصقور ......
والآمال لا تكون إلا للصغار وقد كبرت وكبر معي حزني القديم ......
وشوقي للبحر يلح هل تأتين ؟ ......
إلى أين أمضي يا صديقي البحر ؟ ! ......
فالطريق إليك صار مستحيلاً ......
ومتى تأتي ؟ ......
هل صنعت لي من الأقحوان عقداً لأفرح به ؟ ......
وهل كتبت لي كلمات روحك بهمس ؟ ......
وهل ستقول لي ماذا رأيت في الطريق ؟ ......
أو ماذا سمعت ......
مع هذا الظلام أضأتُ لك المكان بوهج شوقي ونور لهفتي ......
ونظمت لمسمعك من أناتي قصيدة ......
سبقك الفجر بالمجيء ولم تأتِ ......
فعرف الشك طريقه إلى قلبي ......
لعله مر من هنا ولم أراه ......
لعل محطات آلامي ليست مقصده ......
فهو دائماً يبحث عن الفرح ......
والفرح عني بعيدٌ بعيد ......
وكل ما أملك قديم ٌ قديم ......
وليس هناك جديد ......
تمسمرت في مكاني وتحجرت مدامعي وتحول جسدي إلى حجرٍ ميت ......
وكأنني مع ذلك كله بقيتُ أنتظر ......
حتى مرَّ من عندي كل العائدين إلاك ......
والعبور إليك صار أماني ......
هل تسمعني يا صديقي البحر ؟ ......
هل تسمع النشوة المؤودة في نفسي ؟ ......
أو تسمع نداء روحي التي تفيض بالنوح ؟ ......
لا يا صديقي البحر عندما أتيتُ إليك بالأمس كنت أبحث عن هماً يشغل قلبي مع الفرح ......
أمّا الآن يا صديقي البحر فأنا مثقل بالهم خجل منك أنا ......
أحترمك ...... لا بل أخاف منك أو أهاب ......
فقد قلت لي يوماً : " لولا الصخور لما ارتفعت الأمواج عالياً ". نعم أيها البحر إنها أمواجٌ ترتفع وتنخفض ......
وهي ليست قلبي الذي يطمع بالارتفاع دائماً ولكن دون صخور ......
أو في حقيبتي الكثير لأقول لك ......
نسيت كل الحكايات ......
نسيت كل الطرق حتى نسيت تفاصيل اللقاء بك ......
انتظرك على محطات آلامي صبّرت جرحي وأشغلت صراخي بشوقي إليك ......
وعندما جاء الظلام ولم تأتِ أمطرت مدامع القمر على قلبي حزناً ......
فأين أنت ؟؟ ......
منكم السموحه

اخيكم

غيث السهاري