الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-09, 01:57 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اعضاء الشرف
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 4062
المشاركات: 5,172 [+]
بمعدل : 0.81 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 731
نقاط التقييم: 10
أبوسليم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبوسليم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي المثقف (جوجل )

المثقف (جوجل ) / د. محمد الفقيه التاريخ: 19/12/1429 الموافق 18-12-2008 | القراء: 2327

المختصر / أين تكمن الأهمية في امتلاك المعلومة ؟ هل تكمن في مجرد حفظها ثم أدائها كما هي ، أم في معرفة المراد منها وما جعلت له ؟
لاشك ولا خلاف أيضاً أن نصوص الوحيين ( الكتاب والسنة ) تتطلب الأمرين فإذاأتينا إلى القرآن الكريم نجد أن حفظ القرآن شرف وكرامة وزينة لأولي العلم ((بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) (العنكبوت: من الآية49) .
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا بالنُضرة لمن حفظ حديثه وأداه كما هو من غير زيادة أو نقصان ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( نضر الله امرءا سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه ، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، ورب حامل فقه ليس بفقيه )) متفق عليه .
فمعاني الكتاب والسنة أوسع من أن تحد بفهم أحد ، وكم استخرج علماء الشريعة وفقهاءهاالذين هم أهل للاستنباط – من ألفاظ الكتاب والسنة معاني عجيبة ودقائق غريبة ونكتاً لطيفة ، فالكتاب الذي هو كلام الله تعالى والسنة التي هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته لا يقتصر منهما على مجرد الفهم والقرآن تكفل الله بحفظه فلا يستطيع أحد إدخال زيادة أو نقصان فيه إلا أتضح ذلك حتى صغار طلاب الكتاتيب ، أما السنة فقد توفر لها رجال وهبوا خلاصة أعمارهم وقرة عقولهم في حفظها وخدمتها ، ولذلك يكون المحدث قد أدى ما عليه إذا نقل الحديث بلفظه كما هو فيلقيه في أذن الفقيه الذي يستطيع بعد ذلك أن يستنبط منه من الأحكام ما يتوافق مع مقاصد الشريعة ، عكس الإخلال الذي ربما يربك الفقيه ويفسد عليه قياسه ويغير قاعدته .
وسيكون الكلام منصباً على الثقافة والفكر على وجه العموم ،فالعقول قد نستطيع تقسيمها إلى قسمين : عقل معلوماتي ، وعقل مبدع،العقل المعلوماتيمجرد وعاء للمعلومة فقط، فاهتمامه مركز على التقاط المعلومة المطروحةأمامه ومحاولة الاحتفاظ بها كما هي ثم أدائها أيضاً كما هي وهذا غاية جهدهدون أن تثير لديه أداة التفكير فيحاول أن يربط هذه المعلومة مع ما عداهفتكون مقدمةً أو نتيجةً أو شرحاً، أو يتساءل حول: لماذا وجدت؟ وكيف وجدت؟ ومدى مصداقيتها؟ واستمرارها؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي ينبغي أن يطرحها العقل المبدع المفكر حول القضايا والمعلومات حتى يحقق الفائدة المرجوة من هذه المعلومة .
فهوقد ركز جهده واهتمامه على تلك المعلومة بحد ذاتها وبكل ما يتعلق بها حتىلو كان قليل الأهمية فينصب اهتمامه بما تتضمنه المعلومة من ألفاظ وأسماءوأعداد، لأن الإخلال بأي جزئية من المعلومة يعتبر إخلالاً بالمعلومةكلياً، فيحاول عند استعراض المعلومة أن لا يسقط شيئاً منها ، فيتحول كآلةالتسجيل تحفظ الشيء كما هو، فيكفيه أن يعرف طرفاً من المعلومة حتى يقومبتشغيل آلته العقلية لتعطي المستمع المعلومة بأطرافها وما تتضمنه منجزئيات عديدة أكثرها قد لا يهتم بها ، وقد يكون قصد المستمع جزئية بعينها أو إشكالاً بحد ذاته حول المعلومة ، وقد يطول النقاش بين عقلية من العقول المعلوماتية حول الجزئيات مع نسيانهم لأصل القضية التي يتناقشان حولها ، لذلك يجد صاحب العقل المبدع أن من المستحيل ومن ضياع العمر أنه يجادل صاحب عقل معلوماتي ولكنه يرى في مثل هذا العقل فائدة له أنه ينقل المعلومة كما هي ليستفيد منها صاحب العقل المبدع ، فهو يرغب إليه أن يؤدي المعلومة كما هي دون أن يضيف عليها رؤية أو تحليل .
ونظراً لكثرة المعلومات المذهلة في زماننا وتنوع مصادرها أصبحالعقل المعلوماتيفي حرج وحيرة من أمره، فبينما يجهد نفسه في تتبع جزئيات معلومة بعينها إذبعشرات المعلومات تخرج تباعاً، وتتفجر عليه المعلومات من كل مكان فلا يجدأمامه إلا الشحن والتفريغ المستمر ، فلا يكاد يحفظ معلومة حتى يأتي غيرها فيترك الأولى ليذهب للأخرى ، وهكذا من غير أن يستفيد من هذه المعلومات شيئاً يذكر .
وأما إذا كتب فهو حريص غايةالحرص على لملمة جزئيات تلك المعلومة من بحثه بحيث لا يغادر منها شيئاً مااستطاع إلى ذلك سبيلا ، ويظهر هذا جلياً في كثير من الرسائل الجامعية حيثأصبحت الرسالة عبارة عن أرشيف معلومات ، ولا تُقتنى إلا لهذا الغرض غالباًحيث أنها تجمع بين ظهرانيها كماً هائلاً من المعلومات ، فيرتاح مقتنيها منتعب البحث لجمعها ، أما تقديم الرؤية الناضجة والفكرة الرابطة بين تلكالمعلومات فيكاد يكون مُنعدماً إلا فيما ندر ، ولذلك كان قرار كثير من الجامعات - أن لا يبحث الطالب في بحث قد بحث فيه – قراراً له ما يبرره إذا كانت الدراسات من هذا النوع ، فإذا كانت الرسالة مجرد أرشيف للمعلومات ، فعندنا أرشيف سابق فاصنع أرشيفاً في معلومات أخرى !!
فمثل هذا العقل تقف الاستفادة منه عند حدود أداء المعلومة سريعاً كما يستفاد من محركات البحث في الإنترنت، حيث تعطيه لفظه أو طرفاً لمعلومة فيسرد جميع المعلومات المتعلقة بهذه اللفظة أو بتلك المعلومة دون أن يكون له تداخل بنظر أو تحليل أو فهم .
أماالعقل المبدعالمنتج الذي لا يقف عند المعلومة بحد ذاتها ، بل يبحث عن ما وراء المعلومة، فيبحث عن أسبابها ومقدماتها التي أوصلت إلى هذه المعلومة ثم ما النتائجالمترتبة عليها بعد ذلك ، فهدفه واضح عند قراءتها دون أن يهدف إلى تتبعالجزئيات التي لا تنتهي فيضيع عمره ويطيش عقله بلا فائدة ، ولذلك قد ينقطع أمثال هؤلاء الذين يتتبعون الجزئيات عن مشروعات كثيرة يبدءون فيها ثم ينقطعون بسبب تراكم المعلومات لديهم وعجزهم عن الفصل بينها وتركيبها محل معلومة في مكانها المناسب ولا يستطيع هذا إلا صاحب العقل المبدع الذي بنية عقله وتفكيره مؤهلة لهذا
وقسم منها خلقيوهبةٌ من الله تعالى لا نتكلم في هذا ، وقسم منها مكتسب حيث يسعى صاحبهلتكوين بنية عقلية تفكيرية قادرة على التعامل مع المعارف وانتظامها برابطمحدد وتسييرها في نسق معين ، فالمعلومة تعطيه إشارة أو لمحة وقد تتحول إلىقاعدة عقلية لديه أو نسق فكري ، ويتعامل مع المعلومات بطريقة مرتبة لا مبعثرة فيضع كل فكرة في موضعها ويرجعها إلى مرجعها ، لذلك حين يكتب تكون الفكرة المراد الكتابة عنها واضحة لديه ، والمعلومات تأتي تبعاً للاستشهاد أو لتوضيح الفكرة غالباً .
المصدر: القلم

http://www.almokhtsar.com/cms.php?action=show&id=195















عرض البوم صور أبوسليم   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
(جوجل , المثقف


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL