دورية حِسْمَى

دورية حِسْمَى

تصدر عن نادي تبوك الأدبي
العطوي يؤكد البعد القومي للدورية وانفلاتها من عقال المحلية الضيق

اختار مسؤولو نادي تبوك الأدبي اسم (حِسْمَى) عنوانا لدوريتهم استنادا لاعتبارات كثيرة يجملها رئيس النادي المشرف العام على الدورية الدكتور مسعد العطوي في كونها بوابة الجزيرة العربية الشمالية، ولجمالها الذي يخطف الأبصار والألباب بحسب تعبير العطوي الذي يرى أن تلالها الحمراء الجميلة وهضابها العالية المتنوعة الأشكال وجبالها الشامخة المطلة على البحر الأحمر وأوديتها العميقة الغريبة المناظر، يجعلها تحمل من الكنوز ما لم يستثمر إلا قليله. ويذهب العطوي إلى أن حسمى هي آخر أرض جف عنها الطوفان من بعد نوح، وهي موطئ سيدنا إبراهيم، هاجر إليها أبناؤه ومنها انطلقت هجرتهم إلى مصر وهي أرض مدين صيفا ومراتع أنعامهم، وهي المكان الذي تنقل فيه موسى في هجرته إلى مدين، وهي موطن الحضارات العربية، ومنهم إمارات من عاد والثموديين واللحيانيين، ثم الأنباط، ثم الحضارات العربية الإسلامية، وهجرات القبائل العربية عبروها إلى بلاد الشام.
كما أن حسمى طريق القوافل من جنوب الجزيرة إلى الشام ومصر وأوروبا وهو أضخم طريق أثري يحتفظ بمعالمه وآثاره، ومنها النقوش المتناثرة على حجارتها وجبالها التي احتفظت بنقوش الأمم المتعاقبة.
لأجل هذا كله أطلق اسم حسمى على الدورية في عددها الأول لتبقى حسمى حاضرة في الوجدان العربي كما يقول العطوي، إذ تميزت بتنوع موادها إقليميا وجغرافيا، رغم تقليدية التصنيف الذي وزع محتويات العدد ما بين القصة القصيرة والشعر والمسرح والمترجم وأخيرا «هتاف» الذي كان بمثابة (منحنى الوداع) لرئيس التحرير محمد فرج العطوي الذي لفت الانتباه إلى فكرة تسمية كثير من الإصدارات بأسماء أماكن أو أعلام ذات أثر خالد في حياة الأمم والمجتمعات على مر التاريخ. ورأى محمد العطوي أن حسمى متحف مفتوح لآثار المنطقة قائلا (حسمى الإصدار ديوان شعر ومدونة قصص وإبداعات متعددة أردنا أن نبث من خلالها ما يجود به المبدع العربي).
وهنا يؤكد العطوي على البعد القومي للدورية وانفلاتها من عقال المحلية الضيق، فنجد في العدد ترجمة لعبدالوهاب المقالح من اليمن ونصوصا لخديجة موادي من المغرب وسيف محاسنة من الأردن وحنان عبدالقادر من سوريا ومحمود سلامة من مصر والدكتور عبدالرحمن عثمان من السودان وايمان فضل من عمان وفيصل الزوايدي من تونس، إلى جانب حشد من المبدعين السعوديين.