مخدرات ... جنس ... سحر

صحيح أن هناك من المخدرات ما يدفع دفعاً نحو الشارع في المملكة ربما رغبة في إحباط مهمات تطور هذا الشارع لأسباب مختلفة، لكن من يفعل ذلك ليس هو الكل..

حقيقة أخرى يجب أن نعترف بها وهي أنه لولا وجود قابلية محلية في الشارع لاستهلاك أنواع المخدرات لما أمكن أن يصل عدد من تم القبض عليهم «١٥٦» بين مهرب ومروج دفعوا إلى الشارع كمية ثلاثة أطنان من الحشيش وخمسة ملايين قرص كبتاغون.. بل لقد بلغ الاحتراف ذروة التمكن حيث أن بعض المخدرات تمت محاولة تهريبها بواسطة قوالب أسمنت تم تفريغها من الداخل، ولولا يقظة رجال الأمن الدقيقة جداً والعالية المهارة جداً لما أمكن اكتشاف ما بداخل قوالب الاسمنت.. حدث هذا يوم ٨/٦/٢٠٠٩ وفي ١١/٦/٢٠٠٩ أي بعد بعد ثلاثة أيام فقط نشرت «الرياض» في صفحتها الأخيرة خبراً يقول إن جمرك الحديثة أحبط عملية تهريب مليوني حبة مخدرة..

هذا الذي يحدث.. المخيف جداً.. والذي يريد تحويل الشارع إلى ارتخاء واستسلام فتكون مشاريع الدولة الضخمة والهائلة في واد ونوعية المواطن وبالذات الشباب في واد آخر.. القليل منه مرتب وفق عمليات استهداف، والكثير منه هو تجاوب ربحي مع قابلية بعض مشاة الشارع لهذا الضياع الذهني..

أتصور أن أجهزة الأمن التي نقف جميعاً احتراماً لها في تفوقها بمطاردات الإرهاب واعتقال محترفيه قبل تفجير أحقادهم هم أيضاً يستحقون تقديراً مضاعفاً في مواقفهم البطولية والواعية أمام سيول تدفق نوعيات التخدير.. لكن هذا لا يكفي.. فالسيول تحتاج إلى مواجهات اجتماعية جماعية.. لابد من تحريك القوى الشبابية، المدارس، الجامعات، المؤسسات الكبرى، المنظمات الاجتماعية والإنسانية.. حتى تتوفر مواجهة جماعية حازمة ضد هذا التدفق القاتل..

الغريب أيضاً أننا مستهدفون بمخادعات أخرى مبتذلة وتافهة.. مثلاً تلقيت اتصالاً تليفونياً بعد رنة واحدة ثم طلبت النمرة التي بدايتها «٠٠٢٦١٢» ولا أريد أن أضيف بقية الرقم لئلا ينخدع به مراهق.. أجابت سيدة.. قالت إنها من جمعية تعارف.. تعال.. نوفر لك كل الاحتياجات وبالذات علاقات تعارف مع السيدات.. و.. و.. سألتها من أين تتكلم ذكرت اسم لبنان، لكن بداية الرقم ليست للبنان ولا لأي دولة عربية..

قبل ذلك بعامين أو ثلاثة تواصلت الاتصالات معي ومع غيري من قبل أشخاص يتحدثون من غرب أفريقيا الشمالي ويقدم المتصل نفسه إلى كل صاحب رقم مميز.. من أنه سكرتير الشيخ فلان الذي يرغب بتقديم خدمة روحية مباركة لك.. أحدهم مؤخراً قال عني إنني مسحور ولابد أن أرى الشيخ.. والمحادثة الأولى قبل ثلاثة أعوام قال صاحب الاتصال إنه سكرتير الشيخ الذي يريد محادثتي.. فوافقت.. قال لي إن وفداً كريماً أتى من الشارقة ونقل له معلومات عني تفيد بأن مخاطر جسيمة تهددني، سألته من أين يتكلم ذكر اسم دولة غرب افريقية، وسألته ومن هذا الوفد.. ملائكة أم بشر أم جن؟.. قال جن.. قلت له أنت وهم أغبياء فالمسافة بين الشارقة والرياض ساعة فقط.. لماذا ذهبوا إليك عبر ثماني ساعات.. وحقرته بما يستحق من توبيخ.. ومازالت تتوالى هذه المكالمات بالنسبة لي ولغيري..

من يروجون الجنس التجاري أو ادعاءات السحر هم لا يتصلون بأحد يعرفونه لكنهم يتخبطون بين الأرقام المميزة بحثاً عمن يتجاوب معهم..

ترى لماذا نحن مستهدفون بهذه المستويات المؤلمة المضحكة..

الأرقام موجودة لديّ لمن يرغب في ملاحقتهم.. وهذا ما يجب..


بقلم تركي السديري