لماذا يا نازعو الدسم ؟

مع كل قرار يأتي لإحياء الأمل في نفوس الناس الذين يقبعون تحت ضائقة ما، نجد أن هناك من يقف في الطريق لمنع الخير وكأنه الوطني الوحيد في البلد والخائف على تبديد خزينة الدولة على المواطنين،
خاصة أن خادم الحرمين الشريفين يستشعر أحوال الناس وضائقتهم حيال تعليم أولادهم، فيصدر قرارا بتحمل الدولة الرسوم الدراسية لـ 50 في المائة من أعداد من يقبلون سنويا في الجامعات والكليات الأهلية لمدة خمس سنوات.
والقرار ليس به استثناء أو (فذلكة زائدة) إلا أن التنفيذيين للقرار يقومون بعملية استئصال (دسم) القرار.
ومع استقبال المواطنين للقرار بفرح غامر إلا أن وزارة التعليم العالي لم تشأ استمرار هذه الفرحة طويلا حيث تحدث وكيل الوزارة للشؤون التعليمية أن القرار ليس منفلتا بل له ضوابط (وهذه الضوابط يصنعها من يقف في وسط الطريق).
وأن تلك الضوابط اشترطت نوعية من ينطبق عليهم القرار وهم الذين لم يجدوا قبولا في الجامعات والمؤسسات الحكومية، ثم انفرطت الاشتراطات التي حولت القرار إلى قرار مقيد، فالقرار في جوهره انطلق كدعم للأسر التي لا تستطيع دفع تكاليف الدراسة الجامعية لبنيها، وجاءت الموافقة على دعم رسوم الدراسة بنسبة 50 في المائة والتي فسرها الدكتور العوهلي بحد أقصى 20 ألفا في بعض التخصصات مع العلم أن معظم الجامعات الأهلية رسومها بين 45 ألفا و60 ألفا.
ومعنى ذلك أن القرار ليس له موقع من الإعراب لأن تطبيقه بهذه الصيغة لن يختلف عن الواقع الحالي، والتطبيق بهذه الصورة سيذهب بالفرحة قبل أن تسكن قلوب المستفيدين من القرار.
فهل المكرمة مقيدة بتفسير التنفيذيين.. أم أن التنفيذيين يظنون أن الأموال التي ستدفع للمستحقين للمكرمة سوف تدفع من جيوبهم الخاصة لذلك أظهروا الشح والعبقرية في تفسير القرار وتقييده باشتراطات تجعل القرار منزوع الدسم.
ومما لا شك فيه أنه قبل إصدار القرار رصدت الأموال اللازمة من أجل تطبيق القرار، فكيف يمكن تفسير التقييد وصرف الأموال من خزينة الدولة لتحقيق هدف تم تقييده حتى لم يعد له معنى؟
فمن سيجيب المستفيدين من تعطيل فرحتهم.

بقلم / عبده خال