مشروعنا المعطل !!!!

هناك سؤال ملح يتكرر منذ نصف قرن، هل لدينا مشروع ثقافي طويل الأجل، وهل من خطط في الطريق تبدأ في تكثيف مثل هذا النشاط الذي يعد الأهم بعد الغذاء والدواء ؟..
كثيرون كتبوا في هذا الموضوع قبل أن تلحق الثقافة بوزارة الإعلام وبعدها، وهناك مناداة ملحة بإحياء مكتبة الطفل والشاب داخل المدارس الحكومية والأهلية، كبديل لمكتبة المنزل لمن لا يستطيعون شراء الكتاب، وأخرى بالتوسع بالمكتبات في كل حي، إلى جانب مكتبات الجامعات والمعاهد الأخرى، وهناك مطلب ثالث بتبني مشروع الكتاب وتوفيره بأسعار متدنية أسوة بدول فقيرة شكلت هيئات لطبع الكتب بأدنى كلفة، وهي النظرة المتباعدة عن رأي أو رغبة أي مسؤول، سواء بوزارة الثقافة والإعلام أو أي دائرة تهتم بمثل هذه المسؤوليات..
فنشر الثقافة لا يأتي من خلال المذياع، أو محطات فضائية فقط، ربما لا يسمعها أو يعيرها الاهتمام أي قطاع شعبي،بل لابد من تواصل مع الثقافة من خلال الكتاب ثم الصحف والمجلات، والتي هي المنطلق، ولا أعتقد أن وسائل النشر الثقافية الراهنة قادرة على البروز والمساهمة في خلق مناخ ثقافي، ما لم تكن هناك ركائز أساسية تجعل مثلاً، القصة، والمسرحية والرواية تتحول إلى أعمال مثل المسلسلات أو الأفلام أو العرض المسرحي، والدليل: أن كثافة الحضور لأي نشاط كهذا يؤكد أن الجمهور متواجد، وأن التناغم بين المؤلف والمنتج أي كانت طبيعة نشاطه متلازمان، بل وربما أن حافز التأليف لنقله من الكتاب إلى الشاشة أو خشبة العرض أحد أهم الحوافز التي تنشط العمل الثقافي في مستوييه ..
الطرف الآخر الأندية الثقافية، وهي لدينا خارج مدار الاهتمام، لأن نشاطها اقتصر على المحاضرة أو قراءة قصة أو قصيدة، في وقت حسر قيمتها في تشجيع المؤلف وتبنيه وحمايته من سطوة المنع ليلجأ إلى الفضاء الخارجي باعتباره بدون قيود، وحتى هذه لا تتوفر للجميع، إذ بعض الناشرين ممن عرض عليهم بعض المؤلفين كتبه رفض بحجة الخوف من منع كتبه في أي معرض يقام في المملكة، ومثل هذه القيود لا بد من فكها، بل والمفترض أن يُعان أي مؤلف في نشاط ثقافي أو علمي، ومشكلة افتقاد أي قيمة لتلك الأندية تكمن في أنها تعاني من الروتين، وقلة الموارد، وطبيعة الإدارات التي تعاقبت عليها دون أي أداء جيد، وحتى المجلات ذات الاختصاص الثقافي تعاني مصاعب قد تجعلها عرضة للقفل والنعي عليها..
أعود وأقول إن اهتمامنا بالثقافة لا يتناسب والنقلة التعليمية الهائلة، ومن يعتقد أننا مجتمع لا يقرأ عليه أن يشاهد الإقبال على معارض الكتب في الداخل والخارج ونسبة المواطنين الذين يسافرون للحصول على الكتاب، لكن ما يؤلم أن الكتاب لا زال في هاجسنا العام خطراً على الأمن الذاتي، بينما كل الدراسات الإنسانية والاجتماعية تقول إنه أكبر حصانة في تهذيب ووعي للإنسان..

بقلم يوسف الكويليت

اشكرك أخوي أبو ثامر على طرح هالموضوع بداية
أعتقد أن الدور ينبغي أن يكون على مستوى الأحياء أيضا بالإضافة إلى المدارس
فلو أفترضنا بأن هناك مكاتب في بعض الأحياء كفروع للمكتبات العامة اللي عادة قد تكون بعيده أو لبعض الظروف اللي تكون فيها عوائق لبعض مرتادي المكاتب العامة
أتمنى أن يكون للثقافة وقفة جادة كجهة مسؤولة وأن يكون فعلا هناك
جهد ملموس من الجميع في أن يكون التثقيف متوازي مع التعليم
حتى نصل إلى مرحلة يطمح لها الوطن بأكلمه للأرتقاء بالمواطنين
وإنشاء مجتمع قارئ وتغيير بعض المفاهيم الخاطئة الموجودة
وأن يعود الكتاب خير جليس وأن نأخذ من الغرب حبهم للقراءة
تحياتي لك
تقبل مروري