يكتبهــا: أســـــامة وحيـــــد
الموقف العربي الرسمي من القرّصنة الإسـرائيلية لكرامة أمة تم إغراقها في عرض البحر، كان قـمة في التنديد والاستنكار الموحد، فكلهم ''خيبة'' واحدة وكلهم مهانة ومذلة موحدة، فهم، ولا نستثني فيهم ''نعامة'' عربية، أسودا في حظيرتنا و''بط'' إذا ما لفظ الموج قراصنة يعرفـون أن الزمن العربي زمن بط ونعام ودواجن، قوتها محددة في جغرافية ''الخم'' الذي فيه تبيض ومن خلاله تستمد قوة التـسردك ضد ''فراخها'' إذا ما نقنـقت خارج ما هو ''منقـنق'' أو مسموح به..
على العموم رد الفعل العربي الباهت والخافت من الأزمة الإسرائيلية التركية، صب في خانة أن أوردوغان أدرى بسفينته المقرّصنة، فالحرب حربه، وعليه أن يتحمل مسؤولية استفزازه لحكومة نتنياهو حينما توعدها قبل أيام من المذبحة البحرية، فكان الجزاء من جنس التهديد والتوعد، ولأن السفن العربية المشاركة في أسطول ''الرغيف''، لم يثبت ـ حتى الساعة ـ أنها تعرضت لأي عدوان إسرائيلي، فإن حكامنا قد كفاهم ''صمتهم'' شر القتال والنزال والسجال الدولي.. حزب الله، حامل لواء النصر على اليهود، وإيران المُلوحة بالنـووي العظيم، ومصر التي أتخمتنا بأمومتها للقضايا وللدنيا والجزائر معقل الثـوار والأحرار، وليبيا سرير أمير المؤمنين وملك السند والهند وغيرهم من ''أصنام'' عربية حاكمة وحالمة بتحرير القدس عن طريق جهاد مقاطعة ''الشكولاطة'' السويسرية، عراهم أردوغان كبير حمّله واقع العبث والجبن العربيين أن يقود سفينة القدس وحده، بعدما بوأته مذبحة السفينة مسؤولية أن الحرب لم تعد حرب أحد سواه وأنه من الآن ومن اللحظة لا يحق لأي ''نعامة'' أو ''بطة'' عربية حاكمة تسويق بيضها تحت قبة القدس، فالملف خرج تسييره من الخم العربي، وأضحى ملفا تركيا بحتا.. فشكرا ''نتـنياهو'' فلقد قدمتم خدمة لأم القضايا من حيث لا تعلـمون..؟
شكرا ''نتـنياهو''
العرض العادي
