الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-08-10, 03:27 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
المستشار الثقافي لرابطة الادباء العرب
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 295
المشاركات: 2,262 [+]
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 455
نقاط التقييم: 10
الزيزفون is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الزيزفون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : الكاتب و الأديب / سلطان الحويطي
افتراضي من المجموعه الكامله لجبران اخترت لكم

السلام عليكم .. لقد اخترت هذه القصص من المجموعه الكامله للاديب جبران خليل جبران ..

1_ الملك الناسك




خبرت ان فتى يعيش في غاب بين الجبال , و انه كان فيما مضى ملكا على بلاد واسعة الارجاء في عبر النهرين . و قيل لي ايضا ان هذا الفتى قد تخلى بملء اختياره عن عرشه و عن ارض امجاده , و جاء ليستوطن القفار .
فقلت في نفسي : (( لأسعين الي ذلك الرجل سعيا و أقف على ما في قلبه من الاسرار , لان من يتنازل عن الملك فهو ولا شك اعظم من المُلك!!!

فذهبت في ذلك النهار بعينه الي الغاب حيثما كان قاطنا . فوجدته جالسا في ظلال سروة بيضاء , و بيده قصبة كام ممسكًا بها كأنما هي صولجانه . فحييته كما يحيى الملوك . و بعد أن رد التحية التنفت إلي و قال بلطف : (( ما عساك تبتغي في هذا الغاب الأعزل يا صاحبي ؟ أجئت تنشد ذاتًا ضائعةً في الظلال الخضراء , أم هي عودة إلي مسقط رأسك عند انقضاء شغل النهار ؟ ))
فأجبته قائلا : (( انني ما نشدت إلاّك , ولا شاقني إلا الوقوف على ما حدا بك إلي استبدال مملكتك الكبيرة بهذه الغابة الحقيرة ؟ ))
فقال : (( و جيزة هي قصتى , فقد انطفأت فقاقيع غروري فجأة . و الي حكايتي :

فيما كنت جالسا إلي نافذة في قصري , كان وزيري يتمشى مع سفير أجنبي في حديقتي . وعندما صارا على مقربة من نافذتي سمعت الوزير يتكلم عن نفسه قائلا : (( أنا مثل الملك أتعطش للخمرة المعتقة , و اعشق جميع ضروب المقامرة , و يثور بي ثائر الغضب كسيدي الملك )) . ثم توارى الوزير و السفير بين الأشجار . و لكنهما ما لبثا أن عادا بعد برهة , و إذا بالوزير يتكلم عني في هذه المرة قائلا : (( إن سيدي الملك مثلى يحسن الرماية و يتعشق الألحان , و هو مثلي يستحم ثلاثا في النهار )) .

و سكت لحظة ثم زاد قائلا : (( في عشية ذلك اليوم تركت بلاطي ولا شئ معي سوى عباءتي , لأنني لم أشأ بعد ذلك أن أكون ملكا على قوم يدعون نقائصي لأنفسهم , و يعزون فضائلهم إليّ )) .

فقلت له ما اغرب قصتك , و ما اعجب أمرك ! ))
فأجابني قائلا : (( ليس هنالك من غرابة يا صاحبي , فقد قرعت أبواب سكينتي طامعا منها بالكثير , فلم يكن لك منها سوى السير . بربك قل لي من لا يستبدل مملكة بغاب تترنم فيه الفصول , و ترقص طروبه أبدا ؟ كثيرون هم الذين تركوا ممالكهم ليستبدلوها بأدنى مراتب الوحدة , و التمتع بحياة العزلة السعيدة . و كم هناك من نسور هبطت من جوها الأعلى لتعيش مع المناجذ في أنفاقها الصامتة , فتتفهم أسرار الغبراء . بل ما أكثر الذين يعتزلون مملكة الأحلام لكي لا يظهروا للناس أنهم بعيدون عمن لا أحلام في نفوسهم , و الذين يعتزلون مملكة العُري ساترين عُرية نفوسهم , حتى لا يستحى الأحرار من النظر إلى الحق عاريًا و التأمل في الجمال سافرًا . و أعظم من هؤلاء جميعهم ذاك الذي يعتزل مملكة الحزن لكي لا يظهر للناس معجبا مفاخرا بكآبته )) .

ثم نهض متوكئًا على قصبته و قال : (( ارجع الآن إلي المدينة العظمى , و قف بأبوابها مراقبًا جميع الداخلين إليها و الخارجين منها . و اعنَ بأن تجد الرجل الذي زُعم انه مسود بجسده فهو سائد بروحه - و لكنه لا يدري بذلك و لا رعاياه بدرون بسيادته - و الرجل الذي يبدو للعيان حاكمًا و لكنه بالحقيقة عبد لعبيد عبيده ))

و بعد ان فرغ من كلامه نظر إلي فلاحت لي منه ابتسامه خلتها ألف فجر و فجر .
ثم تحول عني متغل*** في قلب الغاب .

أما أنا فرجعت إلي المدينة , ووقفت بأبوابها أراقب العابرين بي على نحو ما قال لي . و ما أكثر الملوك الذين مرت أظلالهم فوقي , منذ ذلك اليوم حتى الساعة , و ما أقل الرعايا الذين مر فوقهم ظلي .















عرض البوم صور الزيزفون   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL