الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-10, 07:33 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
بغداد ياطاهرةالنهرين
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عاشق الادب

 

البيانات
التسجيل: Feb 2010
العضوية: 9324
المشاركات: 3,023 [+]
بمعدل : 0.53 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 523
نقاط التقييم: 327
عاشق الادب is a jewel in the rough عاشق الادب is a jewel in the rough عاشق الادب is a jewel in the rough عاشق الادب is a jewel in the rough

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عاشق الادب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي بعض من نراهم قرب القمة خسساء

وصف أحد النقاد رواية عبده خال (ترمي بشرر ...) التي فازت بجائزة البوكر للرواية العربية للعام 2010 بأنها «نص فني لا يمكن التشكيك بجماليته». وسأتجاوز عن كل ما قيل عن مفردات الرواية سواء أولئك الذين أثنوا عليها أو آخرين تقززوا منها ووصفوها بالسوقية أو الجارحة وسأتناول ما خرجت به منها أنا كقارئ بمعزل عن المقولات النقدية لنقاد النص أو البعد الفني للرواية.

رواية «ترمي بشرر» وفق قراءتي الخاصة هي أقرب إلي التحليل السياسي والاقتصادي لمجتمع شهد متغيرات كبيرة بوتيرة أسرع من أن تتحملها بنيته الاجتماعية، استفاد منها طغمة من المنتفعين الذين تحكموا في مصائر المجتمع وأهله واستطاعوا، من خلال ركوب موجة تطوير وتحديث المجتمع، الاستيلاء علي ثرواته بشتي الطرق المشروعة وغير المشروعة. واستعانوا في تحقيق السيطرة علي المجتمع ومقدراته بثلة من «أرزال» الناس تمكنوا من خلالهم من السيطرة والتكسب وتكوين الثروة والسلطة والجاه. وقد اتبع القابضين علي زمام المجتمع في الوصول إلي غايتهم سياسة الترهيب .. بالعذاب النفس والجسدي بشتى الطرق حتى أدناها لؤماً وقذارة، أو سياسة الترغيب من خلال إغداق المال ومنح الامتيازات وشيء من السلطة والنفوذ الذي كان يكبر أو يصغر علي قدر تعاون هؤلاء مع (السيد) صاحب المكان والمسيطر علي أدوات الزمان.

كان أحد هؤلاء المتعاونين مع السيد هو بطل الرواية (طارق فاضل) الذي يصف نفسه بقوله: «سعيت في كل الدروب القذرة وتقلدت سنامها. سمة القذارة هذه هي التي أدخلتني القصر (مركز النفوذ والسلطة والمال). عندها لم يعد من مناص سوي البقاء مغموراً في دناستي لأتعلم حكمة أخري: «كل كائن يتخفى بقذارته، ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين»!.

نحن إذن أمام مجتمع «غير» .. غيرته الثروة من مجتمع كان يقوم علي بساطة العيش وعلو المُثل والأخلاق وسيادة الفضيلة .. إلي مجتمع صاخب تُقاس قيمة الفرد فيه بسطوته وماله. لذا كانت أمنية بطل روايتنا هي «امتلاك مقومات السيادة: المال، والسلطة. هاتان الصفتان ظلتا طوال الأزمان هما الوسيلتين لصوغ التصنيف، تصنيف السادة، والعبيد، ومن لا يمتلكها فهو عبد، حتى وإن لم يشعر بعبوديته»!

لكن للسيادة مواصفات ومتطلبات دونها لا يمكن أن يكون السيد سيدا، فكما يقول عبده خال علي لسان أحد أبطال روايته: «لا يكفي أن تكون سيداً أعزل، لا يحيط بك العبيد، والمتملقين، والمنتفعين واللصوص، هذه الخامة من البشر هي التي تنسج منها حلة السادة، ومن غير أن تحاط بالعبيد، والمنافقين تكون كلمتك فيهم هي الحق المطلق، لا يمكن لك أن تكون سيداً، فليس هناك أخلاق يمكن أن يحتزم بها السيد في داخله، فالقوة لا تضع لشهوتها سقفاً محدداً، تغدوا شهوات السادة جسورة مترامية الأطراف، شعارها: اسحق لتبق سيداً».

ولكن .. هل يستمتع السيد بما تسبغه عليه سلطته وسيادته علي من يقعوا تحت يديه من الناس الذين يتفنن في إذلالهم وإشعارهم بأنه مصدر القوة والسلطة والمال وأنهم دونه صفراً علي الشمال؟ وهل يجد المتعاونين مع السيد في ما يقومون به مصدر سعادة لهم أو انتشاء أو شعور بالسطوة والقوة؟ وقد تكون الصيغة الأقرب للسؤال هي: هل في مثل هذا النوع من الممارسات استمتاع أو سعادة لأصحابها حتي ولو ركبهم شياطين الإنس والجن مجتمعين؟

إن في نهاية بطل الرواية وقبله كل أقرانه ممن عملوا في نفس مهنته في خدمة السيد وتلبية طلباته، بل وفي نهاية السيد نفسه الإجابة .. فجميع هؤلاء، بما فيهم السيد صاحب السلطة والمال، هم كما يصفهم العم محمد الركابي، «مجرد جثث متحركة»!

فمن نراهم علي القمة ليس جميعهم يستمتع بالقرب من السيد أو الدخول إلي قصره العالي، لذا فلقد أنتهي كل واحد منهم نهاية مأساوية تتجانس مع حياة الخسة والنذالة التي كان يعيشها ويقدم من خلالها خبراته الفذة للسيد فيتحول في نهاية الأمر من «فاعل» إلي «مفعول به» بعد أن يستنفذ السيد منه أغراضه فيقذف به «خارج جنته» مثل فردة شراب نتنة ليستبدله بغيره من المنتظرين علي «دكة» الاحتياطي تواقين لخدمة السيد دون أن يعلموا ما تخبئه لهم الأقدار؟!

رواية «ترمي بشرر» كما أرادها عبده خال هي تعرية لما هو مخبوء ومقصى، وكان بعيدا عن النظر .. رواية كان الكاتب يُدرك بأنها لن ترضي الكثيرين لأنها كما يقول: «صادمة وتهز الكثير من القناعات الثابتة لدينا.. وهي تظهر كم القاذورات التي نحاول أن نواريها». وتفضح الرواية من خلال البوح والتعري، كما تقول الناقدة رفيف صيداوي، «بعض عيوب المجتمع السعودي العربي لكن عبر إطلالة نقدية راقية تستند إلى أدوات السرد الفني بقدر استنادها إلى أدوات التحليل الاجتماعي». وأتفق معها بأن الرواية هي «خطابا مناهضا لكل أشكال السلطة القمعية، سواء أكانت سياسية أو عائلية، أم اجتماعية عموما، وذلك عبر تقاطع أنا/الشخصية الروائية مع الهم الاجتماعي». لذا فرغم ما ارتأته الناقدة سميحة خريس من إن «إقحام السياسي في الرواية براءة لم يكن من اللازم طلبها للنص»، فإن السياسي في رواية عبده خال يُقحم نفسه بنفسه حتي ولو تجاوزه الكاتب حيث لا يمكن عزل الخاص عن العام في بلدان لا يفرق فيها القائمين علي أمور السياسة والحكم في كثير من الأحيان بين الحُكم .. والتملك.



د. عبدالعزيز حسين الصويغ















عرض البوم صور عاشق الادب   رد مع اقتباس
قديم 17-11-10, 09:51 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 7847
المشاركات: 171 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 215
نقاط التقييم: 10
أخت النشامى is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أخت النشامى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : عاشق الادب المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي رد: بعض من نراهم قرب القمة خسساء

منذ أن فازت رواية ترمي بشرر بجائزة البوكر وأنا أرغب في قراءتها وقد زادت لدي هذه الرغبة حين قرأت الملخص الذي أوردته أخي عاشق الأدب والذي أشكرك عليه كثيرا وقد أحسنت إختيار العنوان الذي جاء متفقا مع المضمون شكرا ثانية















عرض البوم صور أخت النشامى   رد مع اقتباس
قديم 18-11-10, 07:19 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
النخبة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Feb 2010
العضوية: 9226
المشاركات: 535 [+]
بمعدل : 0.09 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 247
نقاط التقييم: 42
مرايم بنت ابوها is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
مرايم بنت ابوها غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : عاشق الادب المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي رد: بعض من نراهم قرب القمة خسساء

يسلمو ع الطرح الرائع
شوقتني اني اقرا الروايه بجد
تقبل تحياتي
مرايم بنت ابوها















عرض البوم صور مرايم بنت ابوها   رد مع اقتباس
قديم 28-11-10, 07:03 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف

 

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 11016
المشاركات: 52 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
الحرف التاسع is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الحرف التاسع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


كاتب الموضوع : عاشق الادب المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
Thumbs down رد: بعض من نراهم قرب القمة خسساء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الادب مشاهدة المشاركة
.

كان أحد هؤلاء المتعاونين مع السيد هو بطل الرواية (طارق فاضل) الذي يصف نفسه بقوله: «سعيت في كل الدروب القذرة وتقلدت سنامها. سمة القذارة هذه هي التي أدخلتني القصر (مركز النفوذ والسلطة والمال). عندها لم يعد من مناص سوي البقاء مغموراً في دناستي لأتعلم حكمة أخري: «كل كائن يتخفى بقذارته، ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين»!.

نحن إذن أمام مجتمع «غير» .. غيرته الثروة من مجتمع كان يقوم علي بساطة العيش وعلو المُثل والأخلاق وسيادة الفضيلة .. إلي مجتمع صاخب تُقاس قيمة الفرد فيه بسطوته وماله. لذا كانت أمنية بطل روايتنا هي «امتلاك مقومات السيادة: المال، والسلطة. هاتان الصفتان ظلتا طوال الأزمان هما الوسيلتين لصوغ التصنيف، تصنيف السادة، والعبيد، ومن لا يمتلكها فهو عبد، حتى وإن لم يشعر بعبوديته»!






د. عبدالعزيز حسين الصويغ
ياعيني على الواقع















عرض البوم صور الحرف التاسع   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL