الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة خاص بالمواضيع المنوعة التي ليس لها قسم مخصص

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-11, 10:22 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف

 

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 6331
المشاركات: 3,640 [+]
بمعدل : 0.60 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
ابو صلاح is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو صلاح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي أيها المتملق المتذلل الخنوع

لجينيات ـ تريق ماء وجهك تحت أقدام الناس، وتلمع أحذيتهم بجبينك، بل بلسانك. يرفع الله تعالى قدرك ويكرمك، لكنك تأبى إلا الذلة والخنوع لبشر لا يمتاز عنك بشيء، ولا يملك لك من الضر أو النفع أي شيء.

ألا تعلم أن الطمع فيما عند الله أكبر القناعة، وأن الفقر إلى الله أعظم الغنى، وأن الطمع فيما عند الناس أبشع البؤس، وأن الفقر إليهم غاية الإفلاس أعطوك أو منعوك، وألا تعلم أن الخوف من الله غاية الأمان ومنتهى الطمأنينة، وأن الخوف من الناس أنكى الشقاء وأبشع الوسواس.

إنك لا تزال تذل نفسك، وتسحق كرامتك تحت أقدام الناس، خوفا منهم وطمعا فيما عندهم، وهم لا يزالون يطلبون منك المزيد من الخنوع، وينتظرون الأسوأ من التذلل.
مقابل ماذا بالله عليك؟ شيء من بريق الدنيا وذهبها؟ وإلى متى؟ أشهر أو سنوات؟ بل ربما لحظات؟

يتحول سادتك إلى أشباح تتراءى أمام عينيك في كل لحظة من لحظات يقظتك ومنامك. تنحفر صورهم المخيفة على جدران قلبك، فتظل متوجسا تحسب كل صيحة عليك.

كلما تحرك أحدهم ارتجف قلبك بين الخوف والطمع، وتسمرت عيناك على شفاهه، وتلهفت نفسك ترقب ما ينطق لاهثا متسائلا: يا ترى ماذا يزمع؟ يا ترى ماذا يحمل لي اليوم؟ بماذا سيحكم علي اليوم؟ يا ترى هل سيلقي بي في قارعة الطريق، كما ألقى بمن كان قبلي؟ هل قرر أنني استنفذت أغراضي؟ هل انتهت صلاحيتي؟ هل قفز إلى مكاني ثعلب مكار استطاع أن يبتكر أساليب جديدة للتملق أكثر إبداعا وتشويقا؟ وفي لحظات تنقلب متفائلا، كغريق متعلق بقشة، قائلا لنفسك: بل لعله قرر أن يرمي لي قطعة لحم أكبر.

أيها المتذلل الخنوع لو رأيت الناس كيف يرمقونك بأبصارهم، ولو سمعتهم كيف يسلقونك بألسنتهم، بل إنك تسمع وترى، لكن: من يهن يسهل الهوان عليه. إنك عند الناس أشد الناس مقتا وأقلهم احتراما، وإنك عند أسيادك لا تقل مقتا ولا تنقص احتقارا. ما أنت يا مسكين إلا مضغة نتنة في أفواه هؤلاء وهؤلاء، ما أنت يا حقير إلا أضحوكة يتلهى بطرائف سلوكها هؤلاء وهؤلاء.

إنك تستنزف كرامتك وإنسانيتك أمام أسيادك، ثم تحاول استعادة شيء منها عبر الاستمتاع بتملق حاشيتك لك، ومحاولة استمطار اهتمام الناس بك. لهذا تستوي منك المواقف، موقف أسيادك الذين يستنزفون كرامتك، ويمتصون إنسانيتك مقابل فتات موائدهم، وموقف حاشيتك الطفيلية التي تقتات على فتات الفتات، وموقف عامة الناس الذين إما يسخرون أو يحسدون أو يجمعون السخرية والحسد والشماتة. كلهم يستغل مهانتك ويسخر من سذاجتك، يمكر بك.

بالله عليك ماذا ترجو من كل هذا؟ ما غاية ما يمكن أن تحصل عليه بعد كل هذا التملق والطمع والتذلل؟ إلى متى يظل هذا الرعب يضطرب في صدرك؟ ما منتهى أن يحدث لك في هذه الدنيا؟ ماذا يملك هذا السيد من شأنك؟ الموت؟ الحياة؟ الرزق؟ السعادة؟ ما قيمة كل ما تحصل عليه إذا كنت دائما تقف على شفا جرف هار، يكاد ينهار بك في غياهب النسيان وشماتة الأعداء.

صالح بن عبدالعزيز الربيعان















عرض البوم صور ابو صلاح   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL