الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-04-11, 07:13 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف

 

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 6331
المشاركات: 3,640 [+]
بمعدل : 0.60 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
ابو صلاح is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو صلاح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي الثورات العربية المطالبة بالإصلاح




بعد أشهر معدودات من اندلاع الثورات العربية المطالبة بالإصلاح السياسي وغيره من مناشط الحياة العامة, نجد أن غالب الأنظمة الحالية, التي لم تفلح الثورات بعد في اقتلاعها من أماكنها، لم تتعظ بمن سبقها, ولم تتفاعل بالشكل الايجابي مع هذا الثورات.
وعين المراقب لابد وأن تلحظ تتطابق الإشكالات السياسية في غالب الدول العربية, التي اندلعت فيها الثورات, أو تلك التي ما زالت تختمر فيها الاحتجاجات الشعبية, فثمة استبداد سياسي أغلق كافة نوافذ الحريات, تبعه احتكار ثلة قليلة للعملية السياسية برمتها, ومن ثم راحت تلك الفئة المحظوظة سياسية تبحث عن مصالحها الاقتصادية فاحتكرت لنفسها الاقتصاد, وجمعت بين السلطة والثروة, ثم ذهبت إلى تأديب من تجرأ أو حاول أن يفتح نافذة للحرية أو يصيب شيئا من متاع الدنيا بأدوات القمع الجاهزة.
هذا هو المشهد الغالب في الدول العربية, الذي كان سببا مباشرا في تفجر تلك الثورات، والتي وجدت الأبواب السياسية موصدة وبقوة في وجه أية محاولة للتغيير السلمي, ومسالك الحياة المعيشية الكريمة دونها حجب وحواجز وضعها المنتفعون, حجبت عن عامة الشعب خيرات البلد التي عرفت طريقها جيدا إلى خزائن كبار الساسة وعائلاتهم.
الحصانة الزائفة:
وإزاء هذا المشهد العبثي, كما أسلفنا, تفجرت الثورات, وما زالت, وكما تشابهت الدول والأنظمة العربية في منظومة الفساد, وآليات الاستبداد, راحت تستعير من بعضها أدوات قمع الثورات ووئد الاحتجاجات, فجمعت بين حالة الطغيان والوصاية بها, وصدق فيها قول رب العزة - سبحانه - : {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (*) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ}(الذاريات: 52،53).
فكانت وصايتهم لبعضهم, وكأنهم يتهامسون فيما بينهم, أن بلادهم ليست كغيرها, وأن فيها من المنعة والقوة ما يمنع خروج الاحتجاجات, وتفجر الأزمات.. فقالوا في مصر أن مصر ليست كتونس.. وقالوا في ليبيا إن ليبيا ليست كمصر وتونس.. وتسمع ذات التصريحات الآن من سوريا.. وتسمعها من اليمن.. والبقية ما زالت في الطريق.
ومن عجب أن الطغاة والجبارين لا يعرفون كيف يُقرأ التاريخ, ولا يتعظون بما حدث لأسلافهم, هذا على مر التاريخ القديم والحديث على السواء, فقد أنذر الرسل قومهم فما اتعظوا, وذكروهم بمن سبقهم فما عقلوا, والحوا عليهم في الفهم فما زادهم إلا تيها وغرورا, حتى نزلت بهم صاعقة العذاب الهون في الحياة الدنيا.
حدث مع قوم نوح.. وقوم إبراهيم.. وقم صالح.. وقوم لوط.. والآن حدث في تونس وفي مصر, فما نفعت الذكرى أولئك المتربعون على عروشهم, فما أصلحوا ما بينهم وبين شعوبهم, ولا تركوا لشعوبهم الحرية يتنسمون عبيرها بعد عقود خلت من الظلم والكبت.
أدوات القمع:
فلما باغتتهم الثورات وداهمتهم الاحتجاجات, ما وجدوا مفرا من إخراج ما في جعبتهم من أدوات قمع لطالما أغدقوا على أصحابها من الأموال لتكون لهم حصنا منيعا وسدا قويا في مواجهة المعارضين والثوار, فخذلتهم أشد الخذلان, وما أغنت عنهم من الثورات شيئا.
وكأني الآن أنظر إلى فرعون, الذي طالما انفق على السحرة ليكونوا الغالبين دائما, والمؤيدين للنظام في كل حين, فلما جاءت ساعة الحسم التي طالما انتظرها فرعون, كانت خيبته في سحرته, أكبر من دهشته من قوة موسى وحجته, فصب عليهم جام غضبه ولعنته, وباء من حينها بالخسران.
ثم أنظر إليه ثانية, وهو الذي لم يتعظ بذلك الموقف من جنوده الذين رباهم على يديه وأغدق عليهم من أموال الشعب وقوته, انظر إليه وهو وسط هؤلاء الجند جميعهم, وهم يلهثون للحاق بركب موسى قبل أن يركب البحر للقضاء على {شِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ}, لا يجد من ينقذه من هؤلاء من ماء البحر الذي تلاعب به وبجنوده فأغرقهم أجمعين.
لقد استخدمت الأنظمة كافة أدوات البطش في محاولة لقمع تلك الثورات, ما تخلف منها نظام واحد, لكنها ما أفلحت في وقف هدير الثورات, بل انقلبت تلك الأدوات في غالب الأحيان على أسيادها, وخلعت رق العبودية من عاتقها, في مشهد يذكر بسحرة فرعون وانضمت إلى قافلة الثوار, كما التحق سحرة فرعون بموسى عليه السلام.
التنازلات المؤلمة:
وحينما تبدو مشاعر الهزيمة, ويقترب اليأس من قلوب تلك الأنظمة, نجدها, وعلى مضض تلقي بفتات سياسي, وتنثره فوق رؤوس الثوار, وكأنها أغدقت عليهم من نعيمها وتنازلت عما هو حق لها دون غيرها, فتقيل وزارة وتأتي بأخرى, وتعطي وعودا بفتح بعض نوافذ الحرية, وتحسين المستويات المعيشية, تفضلا وتكرما, لا لان هذا هو الحق الأصيل لتلك الشعوب!
مشهد ملئ بالصور العبثية, لمن تأمل...
الصورة العبثية الأولى, حينما تحاول رؤوس تلك الأنظمة أن تقنعنا أن المشكلة ليست فيها هي, وأن العقبات من صنع غيرها, فالمسؤول عن الفساد الوزارة المتقاعسة, والفساد السياسي من ورائه برلمان مرتعش, وهكذا في محاولة للتنصل من كل خبث سياسي ومعيشي وإلقاء التبعة على من استوزرهم هم في حكومة, أو أجلسوهم في برلمان.
وتتجلى الصورة العبثية الثانية في هذا المشهد, في تلك المحاولة الثانية لإقناع الثوار والشعب أنهم لا يستحقون أكثر من تلك الفتات, ويجب ألا تتطلع أنظارهم إلى ما هو أعلى من ذلك, فسقف حرياتهم, تغير حكومة وحل برلمان, وكسرات خبز إضافية!
والصورة العبثية الثالثة, حينما يحاول من هو على رأس كل نظام من تلك الأنظمة أن يروج لذاته, على اعتبار أنه حافظ الاستقرار والأمان, وأنه سد منيع في مواجهة مخططات التقسيم والانفلات, ومن بعده لن ترى البلاد نورا, وستتخبط في ظلمات الفتنة وستقع صريعة الاقتتال الداخلي.
الفزاعة الدينية:
ثم نجد تشابها بين تلك الأنظمة, في محاولة استخدام فزاعة الجماعات الإسلامية, ساعية إلى تخويف الداخل من هذا الوحش الأسطوري, الذي سيمنع عنهم نسيم الحريات الذي طالما تمتعوا به, فيلاحق المتبرجات, ويضطهد أصحاب الديانات, ويجعل حياتهم جحيما بعد أن كانت في عهده نعيما!
وهذا المشهد يستدعي إلى الذاكرة موقف فرعون من موسى - عليه السلام -, وكيف حاول أن يبث الرعب في نفوس بني إسرائيل من موسى ودعوته, مخاطبا قومه: {...إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ}(غافر: من الآية 26).
وأنظمتنا إذ تفعل ذلك تسعى كذلك إلى استمالة الغرب, على اعتبار أنها عنصر الاستقرار والضامن لمصالحة, وان تلك الجماعات الإسلامية سيكون من شأنها تقويض مصالح الغرب في المنطقة, وسيكون مضطرا إذا ما قدر لتلك الثورات أن تنجح أن يتعامل مع الإرهابيين والمتطرفين الذين طالما حاربهم في جبال تورا بوارا وكهوف أفغانستان.
وما أدركت تلك الأنظمة أن عصر الفزاعات قد ولي وانتهي, بعدما ساعد البث الفضائي على إدخال هؤلاء إلى كل بيت, فما رأوا فيهم ذلك الوحش الغاضب, ولا الشرير المتعطش للدماء, كما صم الغرب أذنيه, بعدما أدرك زيف تلك الدعاوى, وأن تلك الاحتجاجات لم تكن تلك الجماعات لها قائدة, بل كانت مشاركة, وأنها ثورة شعب لا جماعة, ونهضة امة لا طائفة.
المشهد في صورته الكلية يقول أن مشكلة أنظمتنا العربية أنها ما قرأت تاريخا للتعظ, وخرجت عن سياق الزمن الحالي فما فهمت رسالة الثوار في بدءها فكان هذا حظها.















عرض البوم صور ابو صلاح   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL