دموع الارض الخضراء...بقلمي
من أين لنا أن نبدأ...
ونحن نسير من غير مبدأ...
نضرب جزافا عرض الظلام
نثور قليلا...ثم نهدا...
أحلامنا تقدس الكلام
لكن للفعل لا تقوى ولا تجرا...
عار عار...أن يكون السلام
شعارا تحمله أكتاف الحمام
ولا مكان له بين الأنام
ليست من البشر لكنها منهم تهزا...
في عينيها عتاب وملام
لعرب صنعوا سفنا بغير مرفأ...
تقول بدموع ساخرة
إن كان السكوت من ذهب
فما باله اليوم يصدا...
عار عار..أن لا يكون لنا قرار
أن نرضى بالفحم ولدينا النار
فكلمة الحق خلقت للانتصار
فلم التخفي والفرار
ما هذا تاريخ الأحرار
خيبة تتلوها خيبة
والصمت نتعبده في هيبة
أعلنا له كل الولاء
وبقينا للوعد محافظين
في خشوع ساجدين
قد طالت بنا الغيبة
فمتى نعود...
ونقطع ألسنة الشك والريبة
تمرد.تمرد
وعن ثياب الذل تجرد
فلا النصر آت
وأنت في محراب الصمت تتعبد
فماذا تنتظر...
قد بلغ السيل زباه
والشعب الليبي يستصرخ
وااا عروبتاه
فلبوا نداه
شعب رفع اللثام عن وجه المهانة
وفي فمه جرح يتكلم
رسم ابتسامة عرجاء
نصفها في النور والأخر يتألم
وأطلق ثورته للعلن
فدفع بغلاء الثمن....وأي ثمن؟
أشلاء تتطاير مخرسة تتبكم
والأرض الخضراء...
تحتسي ثملة طهر الدم
والموت تسال هل من مزيد
والشعب لباها النداء...
بغير رجعة أو ندم
والقائد الأعلى للبلاد
في هذا الجو المبهم
الذي يطرح ألف سؤال وسؤال
بغريب الألفاظ يدمدم
والعالم حوله مذهول
لحال الشعب يتحسر
ومنه يسخر ويتهكم
أيها الشعب العظيم...
اصنع ثورتك الخالدة
من أحشاء التاريخ الأسود
سيتمخط فجر الحلم
الحرية المقدسة محتجزة تنتظر
فافتكوها من بين أنياب العدم
لا شيء يأتي من فراغ
فشدوا الحزام وضعوا عنكم القلم
ماذا تخبئ الأقدار
وأي مستقبل هو في الانتظار
لا ندري فللدهر أسرار
لكن لا محال مع الإصرار
وان شئنا فهيهات أن يوقفنا إعصار
بأيدينا نفتك الحصار
فهيا يا عرب
غيروا عجلة التاريخ
وتوحدوا توحدوا...
الوحدة لا الانصهار
شماتة في كل ظالم جبار
دموع الارض الخضراء...بقلمي
العرض العادي
