الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-06-11, 02:00 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
موقوف

 

البيانات
التسجيل: Jan 2009
العضوية: 6331
المشاركات: 3,640 [+]
بمعدل : 0.60 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 0
نقاط التقييم: 10
ابو صلاح is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ابو صلاح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي صناعة الحضارة

صناعة الحضارة
يمكن أن نتساءل كيف تصنع الحضارات، وهل بالإمكان فعل ذلك؟.
لقد تناول الأستاذ ابن نبي هذا الأمر بشكل دقيق لم يسبق إليه، حيث اعتبر أن التاريخ ليس عبارة عن أحداث متراكمة؛ بل هو بصمات المجتمعات الحية على صفحة الزمن؛ لذا فإن صناعة التاريخ بدل روايته فحسب هي مهمة الرجال الرساليين، وأن التاريخ ليس دقائق وثواني مهملة، بل إن التاريخ هو الصورة الحقيقية للمجتمعات، يقول ابن نبي:”إن الزمن نهر قديم يعبر العالم، ويروي في أربع وعشرين ساعة الرقعة التي تعيش فيها كل الشعوب، والحقل الذي يعمل به ولكن هذه الساعات التي تصبح تاريخا هنا وهناك قد تصير عدما إذا مرت فوق رؤوس لا تسمع خريرها”(19).
وقد قرر رحمه الله أن صناعة التاريخ تتم تبعا لتأثير طوائف أو عوالم اجتماعية أربعة:
تأثير عالم الأشخاص، تأثير عالم الأفكار، تأثير عالم الأشياء، تأثير عالم شبكة العلاقات الاجتماعية(20)، “التي تعطي للجهد الإنساني فعاليته النموذجية القصوى”(21)، وعلى هذا أكد أن كل حقيقة لا تؤثر في هذه العوالم هي حقيقة ميتة لا تغني شيئا(22)، وعلى هذا فإن كل “…شعب يجب أن يصنع تاريخه بوسائله الخاصة، وبأيديه ذاتها، والتاريخ في أي مستوى من الحضارة يتم إنجازه، إنما يمثل النشاط المشترك للأشياء، والأشخاص والأفكار المتاحة في ذلك الحين بالذات؛ أي في نفس الأوان الذي يواكب عملية إنجازه”(23).
فالحضارة تصنع بأيدي وسواعد وقوى الرجال الرساليين: المعرفية والروحية والسلوكية والعملية، وليس باستيراد أشياء الحضارة وتكديسها يقول ابن نبي:”إن علينا أن ندرك بأن تكديس منتجات الحضارة الغربية لا يأتي بالحضارة…فالحضارة هي التي تكون منتجاتها وليست المنتجات هي التي تكون حضارة، إذ من البديهي، أنَّ الأسباب هي التي تكوِّن النتائج وليس العكس؛ فالغلط منطقي ثم هو تاريخي لأننا لو حاولنا هذه المحاولة، فإننا سنبقى ألف سنة ونحن نكدِّس ثم لا نخرج بشيء”(24).
والأمر لا يقف عند هذا الحد فإنَّه حتى أشياء الحضارة ليست حيادية فهي تحمل روح الحضارة التي خرجت من رحمها، ذلك أن الحضارة”لا تشترى من الخارج بعملة أجنبية غير موجودة في خزينتنا، فهناك قيم أخلاقية اجتماعية ثقافية لا تستورد وعلى المجتمع الذي يحتاجها أن يلدها”(25)، مثل الفعالية، والإحساس بقيمة الزمن، وتكريم الإنسان، والشعور بالأناقة.
فالحضارة”هي نتيجة الجهد الذي يبذله كل يوم الشعب الذي يريد التحضر”(26)، ولعل الهزيمة النفسية التي نعيشها اليوم هي نتيجة انبهارنا بأشياء ومنتجات الحضارة، وظننا أننا لن نلحق بالركب حتى تَكون لدينا كل منتجات أو أشياء الحضارة، ولكن الحقيقة أن “…أزمة العالم الإسلامي منذ زمن طويل لم تكن أزمة في الوسائل، وإنما في الأفكار، وطالما لم يدرك هذا العالم تلك الحقيقة إدراكا واضحا، فسيظل داء الشبيبة العربية الإسلامية عضالا، بسبب تخلفها عن ركب العالم المتقدم”(27)، فصناعة الحضارة هي صناعة التاريخ، وخلاصته هو أن يعلم المربون والدعاة والمصلحون، ثم الشعوب عموما والشباب خصوصا”كيف تستطيع أن تكتشف طريقا تتصدر فيه موكب الإنسانية، لا أن يعلموها كيف تواكب الروس، أو الأمريكان في طرائقهم، أو كيف تتبعهم”(28















عرض البوم صور ابو صلاح   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL