في ليلة القدر، وفي أطهر البقاع، وأفضل الأيام، حيث تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، يجتمع الملايين من أبناء الأمة الإسلامية عند بيته سبحانه وتعالى، وفي صعيد واحد يرفعون أكف الضراعة إلى الله سائلين المغفرة والرضوان.
في هذه الليلة وفي نفس المكان، يلتقي رؤساء ومندوبو ست وخمسين دولة إسلامية توافدوا إلى بيت الله الحرام، حيث اجتمع يوم الرابع والعشرين وزراء خارجية دول مجلس التعاون، وفي اليوم الذي يليه اجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية، ليمهدوا لاجتماع اليوم لينعقد الإجماع والتوافق على تضامن المسلمين وبحث السبل اللازمة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة، وعلى رأسها ما يحدث في سوريا من عنف وقتل، وما يتعرض له المسلمون في ميانمار من إبادة على يد طائفة حاقدة متشددة، بالإضافة إلى القضايا الأخرى وعلى رأسها قضية فلسطين، وفي 27 من الشهر سيكون اختتام المؤتمر.
لقد كانت دعوة من خادم الحرمين الشريفين لقادة العالم الإسلامي تبرئة ذمة، يشهد عليها الله سبحانه وتعالى، والمؤمنون الطائفون حول البيت، والركع السجود، على وجوب تضامن الأمة، وعدم الفرقة، والوقوف إلى جانب الحق، ونصرة المظلومين في كل مكان.
إن قدسية المكان والزمان لن تدع مكانا كما قال الدكتور عبدالعزيز الخضيري لمراوغة الحكام، ولا دهاء السياسيين، ولا كذب المستشارين، ولا تزلف المنافقين، ولا مصالح الفاسدين، فهي مسؤولية عظيمة ولابد أن يستشعر بها كل مسلم وكل مؤمن صادق.
لقد رحبت شخصيات علمية وبرلمانية وأكاديمية بالدعوة لهذا المؤتمر، وأكدوا على أن الغرض منه هو إعادة رص الصفوف الإسلامية، والحرص على وحدة الهدف لإعلاء كلمة لا إله إلا الله ونبذ الفرقة، ورفض العنف، ونشر التسامح، وإقرار العدالة، والأخذ بأسباب الرأفة والرحمة التي دعا إليها الإسلام.
لقد كان عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد آدم باتيل من أوائل المرحبين بهذه الدعوة الكريمة، فقال: بأنها تنم عن حرص خادم الحرمين الشريفين على تعزيز التضامن الإسلامي، وسار على نفس السياق اللورد محمد الطاف شيخ.
إنها ليست قمة سياسية بل هي قمة تضامن، فلا يجب أن تخرج عن مضمونها، لهذا نسأل الله أن يكلل هذه المساعي بالخير للإسلام والمسلمين وللبشرية جمعاء.
انور ماجد عشقي