تقرير مفجع - فهل من مستجيب ؟

هناك أشياء لا تحتاج إلى مقدمات ومنها التقرير الذي نشرته الرياض قبل أيام عن التضخم وارتفاع أسعار السكن وأسعار المواد الغذائية في المملكة !
كنا سابقاً نلوم التجار على ارتفاع الأسعار الكبير غير المبرر فكانوا يردون علينا بعذرهم المعتاد (إنه ارتفاع عالمي !) لكن تقرير «الرياض» أتى ليضع النقاط على الحروف ويكشف زيف بعض هذه الادعاءات !
فلو أخذنا ارتفاع الأسعار والتضخم بالمواد الغذائية لوجدنا التالي:
ان المملكة ارتفع فيها التضخم خلال الخمس سنوات السابقة 35% بينما دول العالم الأخرى
أمريكا 17% وسويسرا 12% وألمانيا 15% وبريطانيا 29%
أما الفاجعة الكبرى فهي بأسعار السكن وتضخمه !
فزيادة التضخم بالسكن بالمملكة 82 % !
فبعض دول العالم المعروفة بغلاء السكن لم يرتفع كثيراً فمثلاً بريطانيا 25% وسويسرا قل التضخم حتى دول الخليج المجاورة كالإمارات وقطر كان التضخم أقل! فقد قل في قطر بنسبة 16% وأما الإمارات فقد زاد بحوالي 21% !
إن معدل تضخم الإيجار بمدينة الرياض كان الأعلى في العالم ! حيث لم تصل أي مدينة إلى معدلات التضخم كما حدث في الرياض 156% في 5 سنوات !
طبعاً لا يوجد أي سبب منطقي بالعالم يفسر هذا الارتفاع الهائل إلا جشع التجار !
فهو دليل واضح على عدم الرقابة وان السوق العقاري أصبح تحت تحكم أشخاص استغلوا حاجة الناس للسكن بدرجة لم يسبق لها مثيل عالمياً.
طبعا هناك لوم يقع على عاتق عدة جهات سواء تخطيطية أو رقابية لكن إذا أردنا أن نتكلم عن جهة بعينها فوزارة الإسكان هي الغائب الأكبر!فمنذ إنشائها ونحن نتطلع لرؤية مجهوداتها على أرض الواقع لكن دون جدوى!ولا أجد أي عذر مقنع يفسر قصورها الكبير !فالجميع يعلم الميزانية الضخمة التي رصدت لها ولا شك أننا دولة تشبه القارة باتساعها وتوفر أراضيها ! لكن كالعادة المشكلة في البيروقراطية البطيئة التي تدير وزاراتنا !
فعندما أنشأ خادم الحرمين الشريفين وزارة مستقلة للإسكان كان واضحاً حرصه –حفظه الله- على حل مشكلة الإسكان بأسرع وقت ممكن وبكفاءة وجودة وخصص لها مئات المليارات !
لكن إلى الآن لا نرى غير المواعيد من الوزارة !
فالقاعدة التجارية الشهيرة (كلما زاد العرض كلما قل السعر) فلو وفرت وزارة الإسكان وحدات سكنية بأعداد مقبولة لما رأينا هذا الارتفاع في الأسعار !
أما الجهات الرقابية للأسعار سواء غذائية أو إسكانية فهي تغط في سبات عميق! ولا أعرف السبب في عدم مساءلة التجار! لنكن صريحين ما الذي قدمه بعض منهم لخدمة الوطن والمواطن ؟ الجواب بدون تنميق هو لاشيء !
فنحن لا نرى كثرة تبرعات ولا بناء مرافق خدمية أو خيرية للوطن مقارنة بما نجده خارجيا ولا توظيفاً لأبناء الوطن بنسب معقولة أو وظائف لائقة !
د/صفوق الشمري