[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
في سؤال للجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء، عن قلة الوارد من التبرعات إلى جمعية خيرية وعن قيام تلك الجمعية بعمل مسابقة عن (التكافل الاجتماعي) الهدف منها توعية المواطنين بما تقدمه هذه الجمعية من خدمات وأهمية مساندة ودعم القادرين منهم لما تقوم به الجمعية من دعم الأسر المحتاجة والأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، والمسابقة هي عبارة عن قسيمة اشتراك سعرها (3) ريالات، من يشتريها يدخل السحب ليكسب جوائز تتراوح قيمتها بين الألف والأربعة آلاف ريال. هذا النموذج يتكرر في كثير من المسابقات التي تجري حاليا تحت شعارات ومسميات متعددة ومختلفة، منها، على سبيل المثال، مسابقات الصحف اليومية أو الأسبوعية، علماً أن هناك فتوى شرعية من اللجنة الموقرة صدرت تحرّم مثل هذه المسابقات بالتحديد. ومنها مسابقات القنوات الفضائية التي تعتمد على المشاركة والسحب، ومنها مسابقات رسائل الجوال. كل هذه من المسابقات المحرمة شرعاً، ولكن الملاحظ هو أن المجتمع رغم معرفته بحرمة هذه المسابقات إلا أنه يمارسها، ويبحث عنها، ويصر عليها، لماذا؟! السبب هو أن الدافع الذي يحث المجتمع على مثل هذه الممارسات أكبر من الرادع الذي يوقف ممارستها. فالرادع هو حرمتها، ولكن الدافع هو الوهم والخيال والحلم. فالمجتمع للأسف لا يعيش الواقع، ولا يتعامل بمبدأ الممكن والمتاح، ولكنه يحلم بأن يحصل على أشياء من الفراغ. بالمصادفة والحظ، كل موظف يحلم بأنه المدير العام القادم أو وكيل الوزارة القادم، وكل أستاذ جامعة يحلم بأنه عضو مجلس الشورى القادم، وكل عضو مجلس شورى يحلم بأنه الوزير القادم.. عالم مليء بالأحلام المبنية على الأوهام لا على الحقائق. إذا كان هذا هو حال بعض الطبقات الواعية في المجتمع، فما بال البقية الباقية، كلها تحلم بالأوهام وتعيش بالأوهام وتضع أهدافها المستقبلية بناء على الأوهام، فكيف هي حياة أي مجتمع جاء من الوهم ويعيش في الوهم ويرى المستقبل من منطلق الوهم.
ومن هنا نقول: لماذا لا تدخل المراهنات الشرعية في هذا السوق وتصبح هي البديل. فقد أجازات اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المراهنة في ما استثناه الشارع، وهو: السباق على الخيل أو الإبل أو الرماية، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر)، وقد أجازت اللجنة أيضاً ما ينطبق عليه مفهوم الحديث مثل: الطائرات والسيارات.
د. أنمار حامد مطاوع [/align]