[frame="7 80"]جاء نهر الجنونْ
موجهُ كالدبابيس تفقأ أعين من يعقلونْ
أغرق الحرث و الناس و الياسمينْ
و الديار التي من نوافذها ينبعثْ
صوت نايٍ حزينْ
أطفأ النار من حولها
كان يستدفئ البسطاءْ
في ليالي الشتاءْ
أسكت الأغنياتْ
مزّق الفرْحَ في مرح الفتياتْ
جئت بيت الحكيمْ
سائلاً عن نجاهْ
قال لي : أيْ بنيْ
ليس من بيننا من نبيْ
يولد الفجر من مقلتيهْ
يُبعث الميْتُ من لمسةٍ من يديهْ
أيْ بنيْ
فلتكنْ مثلهمْ
و استحمْ
في غُثاء العدمْ
لا يهم ْ
ذاك عصر الحداثة و المستحيلْ
قل طلاسم تعيي العقولْ
قل كلاماً بلا أحرفٍ أو نقاطْ
و اكتب الشعر فوق الهواءْ
من مداد العبثْ
لا يهمُّ الحداثةَ ما قد حدثْ
أيْ بنيْ
ليس أبسط من أن تغنّي بدون لحونْ
ليس أبسط من أن تدوس على ظلِّك المستكينْ
تعلن النصر دون قتالْ
ليس أبسط من أن تقول كلاماً بدون كلامْ
أيْ بنيْ
فلتكنْ مثلهمْ
لستَ نوحاً جديدْ
ألْقِ سيفك و ارفع لهم رايتكْ
ذاك أبسطُ
من أن تقاتل وحدك جيش الجنونْ
قلتُ : يا من تعلّمتُ منه الوفاءْ
كيف أخطو على جثث الشعراءْ؟
كيف أصنع لي رُقْية ً من جماجمهمْ؟
كيف أنسى العهودْ؟
يا رسول النجاهْ
ابْنِ طَوْفاً لنا
نجّنا
نحن أتباعك المخلصونْ
نحن من حاولوا
أن يخيطوا الحروف معاً لتكونْ
درعنا
من سيوف الجنونْ!
[/frame]
منقولة لكم