استراتيجياتنا .. وكيف تكتب ؟

يقول خبير المدرسة الفرنسية للإدارة «باتريس دو فور» إن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد هي الطريقة المبدئية فقط في معالجة الفساد، إذ تتطلب مكافحته استراتيجية متعددة الجوانب تضم جملة من التدابير، منها إصلاح السياسات الاقتصادية كالضرائب والميزانية، وإجراء إصلاحات مؤسسية في أجهزة الجمارك والخدمة المدنية، وتفعيل الخصخصة، وإجراء إصلاحات قانونية وقضائية كإعادة الهيكلة وتفعيل القوانين، وإصلاح الرقابة المالية كمراجعة الحسابات والمشتريات والنظام المالي، وإصلاح آليات المساءلة، ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني، وإيحاد الهيئات المستقلة، وعمل الدراسات والتغطيات الإعلامية اللازمة... إلخ.

كل هذا الكلام قلناه، لكن عندما يتحدث خبير دولي زار المملكة واطلع على تجربتها عن كثب، فينبغي أن نصغي إليه جيدا؛ لأنه لا يصبح في هذه الحالة مجرد كلام جرائد.

اليوم، لا حديث يعلو فوق حديث الفساد، فهو موضوع الساعة وحديث من لا حديث له.

التدابير التي أشار إليها «دوفور» وقال إنها تسبق إقامة هيئة لمكافحة الفساد لم تمتد لها يد الإصلاح حتى هذه اللحظة!!

كلنا نسمع عن استراتيجية لمكافحة الفساد، وأنها نوقشت واعتمدت، فأي استراتيجية لا تأخذ بحسبانها مثل هذه العناوين الأساسية التي ذكرها المسيو «دوفور»؟

ترى منهم هؤلاء العباقرة الذين يكتبون نصوص هذه الاستراتيجيات من خلف أبواب مغلقة، وعلى ماذا يستندون، وكيف تناقش، وعلى أي أساس يتم إقرارها!!

الأمل بالله، ثم بالملك المصلح؛ لأنه الرائد والراعي الحقيقي للحركة الإصلاحية في البلاد

عيسى الحليان
عكاظ