ابناؤكم سيموتون عطشاً

صدر تقرير «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» الأسبوع الماضي وفي أوراقه أرقام تثير المخاوف والكوابيس، هذا على افتراض أن العربي يهمه مستقبل ابنه وحفيده، إذ تحدث التقرير وبالأرقام عما سيواجهه العربي في المستقبل، وأن حصته من المياه في 12 دولة عربية تقل عن مستوى الندرة الحادة.

وأكد التقرير أنه من المتوقع أن يرتفع عدد سكان البلدان العربية المقدرة حاليا بنحو 360 مليون نسمة إلى 634 مليون نسمة بحلول عام 2050م، وأن الفجوة ما بين العرض والطلب في مجال الموارد المائية في المنطقة قدرت بأكثر من «43 كيلو مترا مكعبا سنويا»، ومن المتوقع أن تبلغ 127 كيلو مترا مكعبا مع اقتراب 2030م.

وأضاف التقرير أنه على الرغم من أن الندرة تشكل أساس أزمة المياه العربية، فإن الأزمة تكمن كذلك في سوء إدارة هذا المورد الثمين من خلال الجميع شعوبا وحكومات.

وهذا التقرير الذي يبشرنا بموت أبنائنا عطشا، هو إضافة لما قاله مسؤولون في «جامعة الملك عبدالله» في عام 2009م إبان افتتاح الجامعة، وأنهم اكتشفوا أن جامعات المملكة بأكملها، لم تشتغل على هذه الأزمة، ولا يوجد بها أي بحث علمي يعتد به في مجال المياه وتحليتها.

إذن نحن أمام أزمة ستأتي بعد 30 عاما، ولكن لدينا الوقت الكافي للعمل على حلها، ويمكن الحد من انفلات «النمو السكاني» الذي ورطنا اقتصاديا وسيورطنا بعد 30 عاما باقتتال على الماء، صحيح أن هناك من يجابه ذلك بمسألة «التكاثر»، لكن الإسلام الذي يطالب بهذا، يؤكد أنه يمكن لأمة قليلة أن تهزم أمة كثيرة، وبالتأكيد لأن هذه الأمة تصنع فقراء ومحتاجين وأميين ولا يكترثون بالمستقبل.

كذلك ـ وهذا الأهم ـ يمكن العمل على أن يعاد للدنيا والحياة قيمتها، وأنها ليست شيئا تافها وحقيرا لا قيمة لها، ومن المؤكد أن هذا لن يتم من خلال كتابة المقالات، بل من خلال منهج تعليمي يخبر أبناءه، أن عليهم وإن رأوا يوم القيامة بأعينهم وفي يدهم «شتلة» أن يزرعوها، لأن مهمتهم بناء وإعمار الأرض، لا أن يبحثوا عن دولة يتحارب أهلها على السلطة والمال، فيشدون الرحال لها ليقتلوا ويقتلوا، لاعتقادهم أن هذه مهمتهم الوحيدة في الحياة.

صالح ابراهيم الطريقي
عكاظ

يعطيك العافيه ع النقل