والله.. نحن مسلمون مؤمنون

كل منا أصبح ينصب نفسه أنه الداعي إلى الله (وذاك واجبه وحقه)..

وليس من حقه أن يحقّر ويكفر آراء الآخرين..

وعند الاختلاف تطرق الأمثلة بغير إلمام بأهدافها.. ليصبح قائلها هو الذي يدفع ثمن هذه الأمة بدمه ومواقفه.. وإن طريق الخير هو طريقه.. ومعرفة الحق هي منه وبه..

وللأسف أن يأتي ذلك بعد أن يكون الملقي مزودا بعلم.. فيكون علمه قد طغى على عقله ووجدانه..

وأصبح لا يرى غير طريق واحد.. هو طريق يضرب به الأمثال.. وتكون بعيدة عن المعنى المقصود في الإصلاح..

لكنه يلوي عنق المفردات لتطابق هواه ومبتغاه.. وينسى أن ذلك جهل منه بالمعنى المقصود لتوعية البشر وفتح آفاق المواقف ليتعلم الآخرون.. من قول القرآن الكريم..

إني أرجو أن يتنبه أولئك حتى لا يقعوا في مجازر الهوى.. فيطفح بهم وبغيرهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..

فمقارنة ولد نوح بولد إبراهيم من باب التمثيل.. ممكن لإظهار الإيمان والكفر..

ومقارنة الثلاثة الذين خلفوا مع الذين أعتذروا.. مثل للصدق والإيمان.. والنفاق والكذب.. ومع هذا فقد أعرض عنهم النبي.. وكذلك مقارنة قوم أهل الكهف بالحاضر افتراء..

فإذا اختلفنا.. فإننا لن نكون مسلمين مؤمنين لنا وجهة نظر في التعامل الحكيم.. ولسنا كفارا مثلهم.. ولسنا محاربين..

افهموا يرحمكم الله..

أن الدعوة إلى الله دعوة تستحق أن تتعمقوا في أدائها بالتي هي أحسن..

بدون تكفير أو ازدراء أو تحقير لما نؤمن به.. وأنتم ترون أن هذا منكم عدل ونحن نراه غير ذلك.. وأنتم ترون أننا كفار.. مارقون.. ظالمون.. ونحن نرى غير ذلك..

نرجو أن يغلب حسن ظننا فيكم على سوء ظنكم فينا..

[واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة].


احمد حسن فتيحي
عكاظ