بل هو كذاب أشِر!

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم


خذوها قاعدة.. ليست لها علاقة بالقاعدة!».. إذا جاءكم من يقدم نفسه على أنه يعالج المرضى بالرقية،
ثم زعم بعد ذلك أن رقيته تستطيع معالجة جميع الأمراض
من الزكمة حتى الإيدز مروراً بالسرطان والسكري والتهاب الكبد الوبائي والفشل الكلوي وأمراض القلب والرئة والضغط والخفقان!،
فاعلموا رحمكم الله أن ذلك الراقي غير «الراقي»!
هو كذاب أشِر حتى لو زعم أنه يقول «الحقيقة» ولا شيء غير الحقيقة!
أقول قولي هذا بعد معايشة ومتابعة لأدعياء الرقية والطب البديل استمرت نحو ثلاثين عاماً
بحكم عملي الصحفي واهتمامي المزعوم بالشأن العام!،
وما يصلني من أخبار عن صعود نجم أفاك جديد بين فترة وأخرى،
يزعم أنه لديه قدرة فائقة على تقديم علاج شامل حاسم ناجع
لجميع ما على البسيطة من أمراض ثابتة ومنقولة، عن طريق الرقية التي يصفها بأنها شرعية،
والزيوت و«التُّفُل» والأحجية والقراطيس والنفث عن بعد وقرب
وأحياناً تدليك منطقة الإصابة أو وضع يد «البركة» عليها، وغيرها من الطرق والوسائل،
ثم يتضح في نهاية الأمر أن الموضوع كله دجل وكذب واحتيال فلا علاج ولا فائدة ولا يحزنون!

آخر المحتالين على الناس باسم الرقية إمام مسجد نشرت «عكاظ» خبر القبض عليه بعد عشرين سنة من ممارسته
الدجل والشعوذة والكذب على زواره من المرضى نساءً ورجالاً،
إلى درجة أنه كان يخدّر ضحاياه من النساء «خاصة»، عن طريق وضع المخدر في عسله «المبارك»!،
وبعد ذلك يفعل بالضحية ما يشاء وكل ذلك باسم الرقية بل الرقية الشرعية..
كبرت كلمة تخرج من رأس هذا المحتال المجرم المعتدي على الحرمات والعورات؟!
لقد كتب الكتّاب ونصح الناصحون وحذروا من أدعياء الرقية وزاعمي القدرة على علاج أمراض الإنس والجن قاطبة!،

ولكن الكثير من الناس لا يصدقون إلا الخزعبلات التي تقال لهم وبعضهم لا يصدق حتى يرى!،
ومن أظلم عقله فكان في ديجوره الحالك مقيماً ما أقام عسيب
فإن من الصعب ثنيه عن مواصلة تصديق مزاعم المحتالين من الرقاة،
وقد يجادلون بمن ينصحهم بالإقلاع عن بيع عقولهم والجري وراء الأوهام
ويدافعون عن الرقاة وأنهم من أهل القرآن
وكأن القرآن قد نزل عليهم أو أنه خاص بهم وبركته لا تأتي إلا عن طريقهم،
وسيظل المجال مفتوحاً للدجالين والكذابين والمحتالين مادام أن هناك من يصدقهم ويجري وراء علاجهم المزعوم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

الكاتب / محمد احمد الحساني


[/align]