كانت شركات الاتصالات غالبا تتعامل مع مشتركيها كما يتعامل المزارع الشره مع بقرته الحلوب، يحاول احتلاب ضرعها حتى آخر قطرة، حتى جاءت وثيقة حماية مستخدم شبكات الاتصالات التي فرضتها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتضبط شكل وطبيعة ومسؤوليات العلاقة بين شركات الاتصالات والمشتركين!
والوثيقة طويلة ومكونة من ١٣ صفحة (http://cutt.us/lk0Q)، وقد اختبرت العديد من بنودها خلال استخدامي للشبكة وخاصة عند السفر حيث لم يعد قطع الاستفادة من خدمة تجوال الإنترنت مرتبطا بالحد الائتماني لإجراء المكالمات، وكانت شركات الاتصالات سابقا تفصل جميع الخدمات بمجرد بلوغ الحد الائتماني أو تجاوز موعد سداد الفاتورة، كما أن استمرار استقبال الرسائل النصية رغم فصل الخدمة مكن المشتركين الاستفادة من استقبال رموز تفعيل الخدمات الإلكترونية للبنوك وبوابة المعاملات الحكومية!
لقد انقشعت الكثير من الغيوم التي كانت تحكم علاقات المشتركين بمزودي خدمات اتصالاتهم بالضبابية، وقد يكون ذلك استغرق سنوات أطول مما ينبغي لكن أن تصل متأخرا خيرا من أن لا تصل أبدا!
بقي من الأمور العالقة، عدم دقة سرعات الإنترنت التي تزعم شركات الاتصالات تقديمها للمشتركين وخاصة مشتركي الخدمات الأرضية، حيث تنهال العروض على المشتركين لزيادة سرعاتهم دون أن تكون مقاسم وشبكات أحيائهم قادرة على دعم هذه السرعات!
كما أن ضعف الأبراج في بعض المواقع مازال يعكر صفو العلاقة بين شركات الاتصالات وبعض مشتركيها!.
خالد السليمان
عكاظ