صراع فتح الداخلي يعيق المؤتمر السادس

صراع فتح الداخلي يعيق المؤتمر السادس لها
حركة فتح تعيش صراعا داخليا بات يهدد إمكانية نجاحها في عقد مؤتمرها العام السادس، ومصادر فتحاوية تؤكد أن الصراعات الدائرة حاليا منبعها شخصي الهدف منها البحث عن ضمان الموقع بالمستقبل..

رام الله-
تشهد حركة فتح صراعا داخليا بات يهدد إمكانية نجاح الحركة في عقد مؤتمرها العام السادس لانتخاب اطر قيادية جديدة، وذلك بسبب عدم الوصول إلى آلية محددة لعقد المؤتمر وعدد المشاركين فيه لانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديدين.

ويسود داخل الحركة حسب تقرير نشرته صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن الخميس 7-2-2008 أكثر من تيار، كل منهم يطالب بتنفيذ ما يراه بأنه الطريق الذي سيقود لبناء الحركة والنهوض بها من جديد.

فمنهم من يطالب بمحاكمة المسؤولين عن سقوط قطاع غزة بيدي حركة حماس رغم منحهم كل شيء من قبل السلطة وحركة فتح التي تقودها إلا أنهم ضيعوا كل شيء- كما قال الفريق نصر يوسف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح للنائب محمد دحلان في اجتماع المجلس الثوري الأخير.

وفريق آخر يعتقد بأن بناء الحركة والنهوض بها سيبدأ من اللحظة التي ستتم فيها الإطاحة بالحرس القديم الذين يقودون الحركة حاليا، من خلال عضويتهم في اللجنة المركزية الحالية والتي تم انتخابها في المؤتمر العام الخامس عام 1989.

وفريق ثالث يطالب بالدمج ما بين خبرة الحرس القديم وعنفوان القيادات الشابة في الحركة التي ترغب بتولي القيادة، بعد أن وصلت اللجنة المركزية الحالية إلى مرحلة الشيخوخة وعدم مقدرتها على إعطاء أكثر مما أعطت.

وفريق رابع يطالب بمحاكمة قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية الذين فشلوا في التصدي لحركة حماس في حزيران (يونيو) الماضي، وذلك قبل توجه الحركة للمؤتمر العام السادس لانتخاب قيادة جديدة للحركة، وفي ذلك الاتجاه تجري الاستعدادات داخل تيار في الحركة للمطالبة بشكل رسمي خلال الأيام القادمة بمحاكمة كل المسؤولين عما جري في غزة.

غياب البوصلة

وعلى وقع ذلك الصراع تغيب البوصلة ويسود الحركة الكثير من المسميات للتيارات الفاعلة في صفوفها، فهناك من يصنف على انه من تيار الحرس القديم، وآخر يصنف على انه من تيار غزة أو الهاربين من غزة - على حد قول الصالونات السياسية الفتحاوية.

وهناك من يعتبر نفسه من تيار الأسير مروان البرغوثي الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهناك الكثير من المسميات والمصطلحات السائدة على الساحة الفتحاوية.

من جهته، تحدث عضو المجلس الثوري لفتح محمود العالول لصحيفة "القدس العربي" عن الأجواء السائدة في حركة فتح والتي تهدد إمكانية عقد المؤتمر العام السادس، حيث أقر بوجود شيء من التجاذب في داخل الحركة.

وأشار إلى أن حالة التناقض الحالية لها علاقة بالخلفيات السابقة للأحداث التي مرت بها الساحة الفلسطينية خلال الأشهر الماضية، ومن أبرزها سيطرة حماس علي قطاع غزة.

وشدد العالول على أن مراكز القوى والثقل ضعف دورها في الحركة، لافتاً إلى أن حالة التناقض الحادة التي كانت في داخل الحركة لم تعد قائمة حاليا بنفس الحدة، مؤكداً تسارع الإعداد لعقد المؤتمر العام بغض النظر عن إدلاء شخص هنا أو هناك بتصريح صحافي مخالف لذلك.

وأرجع العالول التراشق الإعلامي مؤخرا ما بين عضو المجلس الثوري لحركة فتح أبوعلي شاهين واللجنة المركزية التي اتهمها بالفاشلة إلى جانب اتهامه الرئيس عباس بالقائد الفاشل إلى السجال الذي حصل بين الفريق نصر يوسف ومحمد دحلان على خلفية فشل الحركة في التصدي لحماس في قطاع غزة.

وكان الفريق يوسف الذي يرأس المكتب الحركي العسكري في فتح اتهم دحلان في اجتماعات الثوري الأخيرة بأنه كان السبب في دمار الحركة بقطاع غزة، وطالبه وكل الذين معه بعدم التدخل في شؤون الحركة.

وعن اتهام جميع اللاعبين على الساحة الفتحاوية بأنهم يسعون إلى تفصيل الحركة ومؤتمرها القادم علي مقاسهم بما يضمن موقعهم في المستقبل، قال العالول:" هناك من لديهم مشاريع شمولية ونضالية لإعادة بناء الحركة وهناك من لديهم مشاريع شخصية يخوضون صراعاتهم على أساسها".

من جهته، رفض قدورة فارس القيادي في حركة فتح الذي يصنف على أنه من تيار الأسير مروان البرغوثي الخوض في تفاصيل الصراع الداخلي في حركة فتح، إلا انه أقر بأن اللجنة المركزية غير راغبة بعقد المؤتمر العام السادس، وأن هناك خلافات حول آلية عقد المؤتمر العام.

تيارات أنانية

واتهم محمد الحوراني جميع التيارات داخل فتح بالأنانية، مطالبا بقيادة جديدة للحركة تدمج ما بين الماضي والقيادات الشابة عن طريق الانتخابات.

ونفي الحوراني وجود صراع داخل الحركة بالقول:" لا اعتقد بأن هناك صراعا بين الأجيال في فتح، فالحركة يمكن أن تستوعب الجميع، ولكن المطلوب هو الإعداد لمؤتمر يضمن التمثيل العادل لجميع القطاعات".

وعن رؤيته للتمثيل العادل قال الحوراني :" التمثيل العادل يعني أن يكون المؤتمر حسب معايير موحدة تضمن مشاركة ما بين 2500ـ 3000 عضو في المؤتمر العام حتى نخلق مقدارا كافياً من الشراكة لانتخاب قيادة تدمج ما بين خبرة الماضي ومشاركة الحاضر".

وشدد الحوراني على أن هناك جيلاً كاملاً انضم لحركة فتح في غضون الـ 17عاما التي لم يجر خلالها انتخابات للأطر القيادية للحركة، وأضاف" هناك جيل كامل جاء للحركة بعد 17 عاما، ولذلك فالمطلوب تمثيل أوسع يضمن مشاركة الجميع لان عدم تمثيل الناس بشكل كاف سيخلق مشكلة".

وتدفع اللجنة المركزية الحالية لحركة فتح باتجاه تقليص عدد المشاركين في المؤتمر العام السادس للحركة إلى حوالي 700 عضو لانتخاب لجنة مركزية من 21 عضوا، ومجلس ثوري من 120 عضوا.

ومن الجدير بالذكر انه لغاية الآن لم يتم الاتفاق علي مكان وزمان عقد المؤتمر وعدد المشاركين فيه، إلا أن اللجنة التحضيرية لعقد المؤتمر العام ستجتمع خلال الأسابيع القادمة في عمان لبحث رؤيتها لآلية عقد المؤتمر.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة في حركة فتح بأن اللجنة المركزية تدفع لعقد المؤتمر العام السادس دون رغبتها إضافة للصراع علي المواقع وتحديد الموقع المستقبلي للاعبين كلها عوامل تعرقل إمكانية نجاح الحركة في عقد مؤتمرها العام لانتخاب اطر قيادية جديدة.

وحسب هذه المصادر فان كل الصراعات الدائرة حاليا في الحركة منبعها صراع شخصي، والبحث عن ضمان الموقع في المستقبل للاعبين، وذلك في ظل غياب نظام المحاسبة.

وأشارت المصادر إلى أن كل تيار في فتح يسعي لتعزيز مواقفه من خلال الإقناع أحياناً وشراء الذمم في كثير من الأحيان- على حد قول المصادر.