الجمال الإنساني !!

حين تنغمس في حياتك بكل تفاصيلها الصغيرة قد تغفل عيناك عن ما يحيط بها، لكن هناك أمور أو أحداث أو شخصيات تجبرك على أن تتوقف قليلا وتتأمل مندهشا أو متعجبا أو منبهرا بإعجاب وتقدير أو ممتعضا. وهذه الوقفات مهما كانت بسيطة أو قصيرة إلا أنها قد تعيد تشكيل مفاهيمك عن الحياة وتعيد ترتيب أولوياتك خاصة حين تسرقك نفسك من أحب الأشياء والأشخاص إلى نفسك. محظوظ أنت حين تعيش موقفا أو تقابل شخصية تدفعك للتفكير تدفعك لأن تدوس على مكبس الفرامل وتتوقف وتعيد تقييم أمور كثيرة في حياتك.
شخصيات كثيرة مليئة بالجمال الإنساني، تتواصل معها حتى لو لم تعرف سوى اسمها الأول أو رقم ملف أو رقم معاملة أو أنبوبة اختبار عليها رمز، وتتيح لك الظروف أن تلتقي بها فتتحول الرموز والأرقام إلى وجوه وأحاسيس ومشاعر. "أم سالم" شخصية من هذه الشخصيات التي تلفت نظرك، سيدة بسيطة لديها ستة أطفال، ثلاثة منهم مصابون بمرض يستدعي أن تترك بلدتها بين فترة وأخرى وتزور الرياض حتى يتسنى لأطفالها تلقي العلاج والمتابعة التي يحتاجونها. هي سيدة لا تقرأ ولا تكتب، لكنها تعرف مواعيد الأدوية وتفهم جيدا حالتهم، وتعرف مصطلحات طبية كثيرة، وتتعامل وكأنها طبيبة خاصة لهؤلاء الأطفال، وهي كأم تحرص على أن يتابعوا تعليمهم وترفض أن تكون حالتهم الصحية سببا يحرمهم من مواصلة التعليم. امرأة بسيطة تستخدم كل ما تملكه من طاقات وقدرات لتوفير الراحة لهؤلاء الأولاد يساعدها في ذلك ابنها الأكبر الذي تتحدث بفخر عن دخوله الجامعة وعن مساعدته لها وبره بها وباخوته، امرأة مليئة بالحب تحمل مسؤولية أبنائها لوحدها، لا تشتكي بل تبتسم وهي تنتظر أن يأتي الغد بكل ما هو جميل لها ولأبنائها. قد تواجه الدنيا وحيدة، لعلها تتعب من عملها البسيط حتى توفر الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الأطفال، لكنها لا تشغل نفسها بالتذمر. يكفي أن تراها وقد التف حولها أولادها مبتسمين وهم يحلمون بغد أفضل لم يوقفهم المرض ولم تقعدهم الحاجة.

"أم سالم" تجسيد للجمال الإنساني في تحملها لمسؤولية عائلة كاملة في تعاملها مع ظروفها الصعبة في حبها للحياة في تحمسها لمعرفة كل ما يخص حالة أبنائها الصحية، حين يسألها الطبيب عن حالها وحال أولادها هذه المرة تجيب بابتسامة "أحسن الحمد لله يا دكتور والمرة الجاية إن شاء الله أحسن". حين تسمع كلماتها المبتسمة الراضية لا تملك سوى أن تدعو لها بكل خير وأن يبارك لها فيما أعطاها وتخجل من نفسك ومن أشيائك التافهة التي تشغل يومك وتجعلك تتذمر وتشتكي!

أم سالم صورة من صور الجمال الإنساني الذي لا نراه بالعين بل نحسه ونشعر به ونتفاعل معه ونتحدث عنه بفخر وإعجاب.
بقلم ندى الطاسان

والله قصة ام سالم موجعه جدا ولانملك الا الدعاء

فسبحان الله لاتقراء ولاتكتب ومع هذا استطاعت ان تتخطى العقبات وتعمل لأجل صحة ابنائها المرضى،

تعرف مواعيد الدواء ومخاطبتة الطبيب،


شكرا لك


دمت بود

امرأة بمنتهى الرووووعة أمومة صادقة راااااائعة يقف أي انسان مهما كان منصبه بكل احترام وتقدير هذه الام التي هي بالفعل المدرسة والعظيمة التي خلفت وراءها رجال رغم ظروفها الصعبة وحياتها القاسية والتعليم ليس هو الهم الاكبر في الحياة فإن مدرسة الحياة أكبر علم نتعلم منه كل يوم الله يجعل اولادها من الصالحين ولايضع لها تعب وهذا اهم شىء ايضا

أخي الاتي الاخير

ليس بغريب عليك ياأخي مانقلت وكتبت فمن يقرأ لك يجبر ان يتابعك لما تختاره من موااااااضيع قيمة هادفة فيها كل الجمال الانساني بكل نواعه وزواياه أكثر الله من أمثالك وبارك فيك وجزاااك عنا خير الجزاء

شكرا لهذا الموضوع اخي الكريم
لك تحياتي