. فهد حمود العصيمي
كنت أسمع كلاما كثيرا عن المستشفيات وما بها من مشاكل وكل من حكى في قضيته مع مستشفى أقول لعله يبالغ في الحديث أو له غرض في ذلك - ويالهول ما فوجئت به عندما أحست مريضة عندي أن بها أعراض الزائدة وذلك يوم الأحد ليلة الأثنين 1427/10/28ه. فذهبنا بها إلى مستشفى الملك فهد الطبي وقلنا ما شاء الله البركة ستكون بهذا المستشفى الجديد حيث المظهر الخارجي والداخلي يغريك أن تذهب إليه للعلاج وبعد الفحوصات قالوا إنها أعراض زائدة ولكن لايوجد عندنا سرير وعجل ابحث لك عن مستشفى حاولنا عبثا بشتى الوسائل ولم نفلح في اقناعهم فقلنا المستشفى الجامعي والحمد لله يوجد عندهم لنا ملفات وحملنا المريضة لمستشفى الملك خالد الجامعي - وبعد الفحوصات التامة قالوا الأرجح أنها زائدة ولكن الحقوا لكم مستشفى لايوجد عندنا سرير وحاولنا عبثا اقناعهم بخطورة مرض الزائدة وأنها قد تنفجر ويموت المريض فقالوا نعلم ذلك ولكن لايوجد سرير فأصررت على إبقائها مما اضطرهم إلى أن يأتي مسؤول الغرف والسرر أو المناوب السعودي فأكد لنا أنه لايوجد سرر وطلبنا. منه التوقيع فوقع على ذلك واسمه موجود لدينا، حيث أكد المسارعة لحملها إلى مستشفى آخر، فقمنا ببعض الاتصالات في مستشفى الأمير سلمان فرحبوا بنا وادخلناها الإسعاف فقالوا ربما زائدة ولكن لايوجد سرير حاولنا بشتى الوسائل ولكن أكدوا عدم وجوده - ولم يقصر المناوب فأجرى اتصالات بمستشفى الشميسي فأعتذر لعدم السرير وانتهى المطاف بمستشفى الإيمان وقلنا لعلها خيرة ان شاء الله تعالى ودخلنا الإسعاف وقلت بنفسي لعلها لاتكون زائدة فدعوت الله لها بالشفاء ووجدت محتاجا بالمستشفى فتصدقت عليه بنية أن يشفي الله مريضنا حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام {داووا مرضاكم بالصدقة} وبالفعل ولله الحمد والمنة لما طلعت تحاليل المستشفى قال الدكتور ابشرك لايوجد عندها زائدة وأكد لي ذلك اولا انخفاض مستوى الألم لديها ووقوف التطريش وعدم وجود مايدل على وجود الزائدة في تحليل الدم، فحمدنا الله وشكرناه وأخذنا المريضة تمشي بدون علمية.
وفي هذا الانتظار اتصلت ببعض المستشفيات الخاصة فوجدت المبالغ الخيالية التي لاتكافئ مثل هذه العملية الصغيرة التي قد لاتستغرق ساعة وتنويم يوم أو يومين والسؤال الذي أود أن أطرحه من خلال ماحصل ولا أظن أنه يخصني وحدي وانما هو عام لجميع الناس:
1- من المسؤول لو انفجرت الزائدة بين مستشفى ومستشفى ثم مات المريض
2- هل صحيح ما يدعونه أن المستشفى لايوجد به سرير لمثل هذه الحالة الطارئة كالزائدة والمرارة فإن كان ما يدعونه صحيحا فأين وزارة الصحة عن تحمل المسؤولية أمام الله وأمام الناس بسد هذا النقص عن طريق تكثيف المستشفيات أو الأقسام الداخلية علما أن شرق الرياض ذو الكثافة السكانية لايوجد به مستشفى ماعدا اليمامة للولادة والأطفال فالمفروض أن يكون هذا المستشفى عاما لجميع الأمراض وجميع الحالات لعله يخفف الضغط على المستشفيات الأخرى.
3- وإن كان ما يدعونه من عدم وجود السرير ليس بصحيح وله نسبة من الصحة بدليل أن المريض إذا دخل بعد التي واللتيا يجد معظم الغرف خالية من المرضى وقد شاهدت ذلك بنفسي وحدثني كثير من المرضى عن تلك الظاهرة، فالسؤال من المسؤول عن صرف المريض عن تلك السرر الفاضية ولاندري ماهو السر الحقيقي في إخفاء تلك السرر مع وجود حالات لاتقبل التأخير كالزائدة والمرارة ونحوهما أرجو أن أكون مخطئا في أنهم يلجئوننا للمستشفيات الخاصة لسر لانعلمه.
4- نحن نعلم أن الدولة وفقها الله تدفع الملايين الكثيرة لصالح وزارة الصحة بحيث لايبقى المواطن في مهب الريح خاصة الطبقة الفقيرة الذين لايستطيعون الذهاب للمستشفيات الخاصة بسبب تحكمهم بالأسعار العالية التي تثقل كاهل الغني فضلا عن الفقير لضعف الرقابة عليهم فهذا السبب يجعلني أتساءل والناس جميعا كيف تدفع تلك الميزانية المرتفعة للصحة ومع ذلك يقال لمن به زائدة أو مرارة تكاد تنفجر لايوجد سرير، أو إعطاء المريض المواعيد البعيدة التي قد يموت قبل حضور الموعد مما يضطر البعض إلى المستشفيات الخاصة ذات الأجور الخيالية.
وأختتم حديثي بحديث لرسولنا عليه الصلاة والسلام أخاطب به الأطباء والمناوبين بالطوارىء {لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه} فتخيل أن هذا المريض ابنك أو زوجتك أو نحو ذلك فماذا أنت فاعل، وأذكر الجميع بقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)..
ولاتنسوا جميعا أن من سلم من مسألة الدنيا فمسألة الآخرة أشد وأنكى - ولي وقفة إن شاء الله مع المستشفيات الخاصة وأسعارها المرتفعة بعد جمع المعلومات عنها إن شاء الله تعالى جعلنا الله هداة مهتدين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد .