سعودي يناقض أعـراف القبيلــه

في "ساق الغراب" .. سعودي يناقض أعراف القبيلةغلاف الروايةبيروت: تشكل رواية "ساق الغراب" للكاتب السعودي يحيى آمقاسم الصادرة عن دار الآداب ببيروت سجلاً حافلاً بالعادات والتقاليد العشائرية والطقوس الفولكلورية والمعتقدات والأمثال الشعبية والأساطير والخرافات والأغنيات وأسماء الأطعمة والرقصات البدوية، يقوم بفعل السرد راوٍ واحد يروي بصيغة الغائب.
وهي تروي ، وفق "الحياة" اللندنية، سيادة عشيرة على الأرض حكايةً وشعراً، وتُراجع دورَ المرأة في قيادة نصف الحياة إن لم يكن كلها، وبلغة تنفذ إلى دلالات اللهجة المحلية لقرى تهامة جنوب غرب السعودية.
تشكل حادثة ختان حمود الخير نفسه موضع فخر العشيرة ووفاء لطريقة الأجداد في الإعلان عن الرجولة.
لكنها تعتبر - وفق المصدر نفسه - تمرداً على تعليمات الإمارة ومخالفة لطريقتها تجر على المخالف العقاب الشديد. لذلك، يكون على الشيخ عيسى والد حمود وشيخ العشيرة أن يتدبر مع أمه صادقية المرأة الحكيمة المجربة مخرجاً يتقيان به غضب الأمير ويشهران رجولة المختون.
تحديات كثيرة واجهتها العشيرة عبر تاريخها، تتراوح بين مقتل شيوخها، وتربص جيرانها بها، وطمع الغزاة فيها، وغضب الطبيعة عليها. وكانت تنجح في كل مرة في تجاوزها، بفضل صادقية، الأم الخبيرة، المجربة، القائدة، ذات القوى الخارقة التي تستشرف الغيب، وتتنبأ بالمستقبل، وتتصل بالجن وتكلم السماء فتستجيب لها.
تلعب صادقية في الرواية دور البطولة فتتولى قيادة العشيرة بعد مقتل زوجها، وتضحي بعينيها في سبيلها، وتشد أزر ابنها الشيخ عيسى، وتلعب دوراً استشارياً فيهرع القوم لطلب رأيها كلما أعوزهم سداد الرأي، وتشرف على زراعة الأرض وحصادها وتوزيع المحصول وتخزينه، وتتخذ القرارات الكبيرة وتشرف على تنفيذها.
وإذ تقرر صادقية الرحيل بعد أن شهدت انهيار العشيرة وأفول نجمها، تعهد بالقيادة الى شريفة "بنت الأرض التي صارت بنت الرجال" لا سيما انها بما أُوتيت من جمال أخاذ وصحة رأي وحسن تدبير ومعرفة بأوقات الزرع وقدرة على اتخاذ القرار يمكنها أن تستعيد مجد العشيرة التليد.
وتأتي نهاية الرواية المتمثلة بتحول صرر الحبوب التي راحت تبذرها شريفة بين جبل "عكوة اليمانية" وقريتها "عصيره" الى "خط مستقيم لنبت يفرّ من الأرض كروحٍ تشغف لجذوة الرقص" لتشي بإمكانية استعادة ذلك العهد الذهبي.

قراءة جميلة في الرواية و عهد النساء قادم لا محالة

شكراً لمروركــ سيد المكان



تحيتي