الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-11, 10:24 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
غنامي
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية غنامي

 

البيانات
التسجيل: Dec 2006
العضوية: 234
المشاركات: 52 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 234
نقاط التقييم: 10
غنامي is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
غنامي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي زهرة الحنظل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زهرة الحنظل
هذه باكورة اعمالي وهي الآن تحت الطبع والنشر 0 وسوف اسردها لكم تباعاً 0

هذه صورة الغلاف





زهرة الحنظل



بسم الله الرحمن الرحيم


مقدمة :
أروي لكم هذه القصة وهي القصة الأولى لي ، وتدور أحداثها ما بين الستينات وحتى التسعينات ، وأشخاصها نقابلهم في حياتنا اليومية ،

وكتبت معظم حورا أبطالها باللهجة العامية لكي تكون أقرب للواقع .

آمل أخي القارئ .. أختي القارئة أن تكملا قراءتها لتستنبطوا ما بها من عِبر ..


المؤلف : منصورعلي سليمان أبو مريفة .


الفصل الأول
..........

الجزء الأول : عام 1967
...............................

وليلِ كموج البحر أرخى سدوله على قاهرة المعز في مساء الثلاثين من مايو ، حيث كانت تحلو للشيخ علوان حلقات السمر التي تجلو صدأ الهموم عن القلوب ببكرج القهوة الذي يحمل رائحة مساءات ( العريش ) ذلك المكان الذي غادره الشيخ علوان إلى القاهرة عام 1928 م طلباً للرزق والسكينة ومعه كثيرون من عرب سيناء وكل منهم له جهة وطلب غير الآخر.
جلس الشيخ علوان وقد اجتمع حوله أبناؤه يهبهم حكمة الشيوخ ويسلم منهم عزم الشباب ويرى في عيونهم أمسا لربما لم يكن هو ما أراد ....كانورجالاً في نفوسهم أطفالاً في حضرة أبيهم للإيمان المطلق بهيبة الأب وكبير العائلة كما هو عرف القبيلة وموروثها .


لم يكن الشيخ قبل هذا اليوم يحكي لأبنائه سيرة حياته مؤثراً سردها عليهم حين يثق أنهم سيسمعوها بقلوبهم لا بآذانهم كان على الشيخ أن يفتتح المجلس فما كان يحق لأحد أن يبدأ الحديث فإن ذلك ينافي التأدب في حضرة كبيرهم .
كان الشيخ سعيداً بهذا الجمع العائلي فقد كان يحبه وزاد من سعادته في تلك الليلة مجيء ابنيه رجب وخميس من خط القناة في إجازة لمدة يومين حيث يرابطان هناك إذ هما مجندان في سلاح الدفاع الجوي حيث استقبلت القاهرة هذا العام وهي تحشد قواتها المسلحة في سيناء التي تشكل أهمية استراتيجية عظمى لمصر ورغم سعادة الشيخ بأبنائه إلا أن غصة كانت تعاود الشيخ بين الحين والآخر حين تقع عيناه على ابنه فتحي الذي قدر الله عليه علة دائمة حيث أصيب بشلل الأطفال نتيجة الجهل والإهمال .
نظر الشيخ إلى أبنائه واحداً تلو الآخر وسألهم عن أحوالهم وأمورهم وبعد أن إطمئن عليهم سألهم بقلق : هل تظنون أن توقيع ميثاق الدفاع المشترك بين مصر و الأردن سيدفع إسرائيل لشن حرب على مصر ؟
أجاب حامد – والذي كان يصغر رجب بستة أعوام إذ كان أخاه لأمه – قائلاً : إن موشيه ديان أعلن يا أبي أن مصر هي العدو الحقيقي لإسرائيل و أنها هي المستهدفة بالحرب إن كان هناك ثمة حرب .
رد حسن – الذي كان شقيقاً لحامد ويصغره بعامين – قائلاً وقد أخذه حماس
الشباب : إن اسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة حتى تخوض حرب ضد مصر أو الأردن أو سوريا.
أمسك سالم حينها بدفة الحديث – وقد كان أيضاً أخاً غير شقيق لهم إذ كان وحيد أمه – وتابع القول بنفس حماس أخيه حسن : نعم لا شك أن اسرائيل عازمة على خوض حرب جديدة خاصة بعد أن أعلنت مصر أنها لن تسمح بمرور السفن الإسرائيلية أو السفن التي تنقل مواد إستراتيجية لإسرائيل بالمرور عبر مضيق العقبة .
أردف رجب – الذي كان بكر أبويه من البنين و أخاً شقيقاً لخميس – قائلاً : إن هذا الأمر أثار زوبعة سياسية في إسرائيل التي طالبت الحكومة الأمريكية بتنفيذ تعهداتها بحماية حرية الملاحة في خليج العقبة .
كان الشيخ ينصت لحديث أبنائه باستمتاع و إهتمام وفخر وهو يراهم وقد بلغ البعض منهم مبلغ الرجال وباتوا يتحدثون في أمور الحرب والسياسة بل ويتابعون مستجداتها ويحاولون تحليل الأحداث فاستلم دفة الحديث وقد ندت عنه آهة عميقة قائلاً : ليتكم تعلمون كم هي الذكريات التي أثرتموها بحديثكم هذا ، لقد أرجعتموني إلى ليالي ( العريش ) وأيام خلت و عهد مضى و عمر كان ، ولم يعوضنيه إن كان قد تعوض إلا أقمار وجوهكم التي أنارت ليل غربتي فقد كان يا أبنائي ذلك اليوم الذي وصلت فيه القاهرة يوماً عصيباً إذ لم يكن معي غير جمل و عليه خرج به بعض الزاد وعباءة أحملها على كتفي ولازلت أحتفظ بها حتى اليوم .
، أخذت أبحث عن شخص قريب لجدكم – والدي رحمه الله – وهو الشيخ جابر الذي أحاطني بكل رعايته ولم يبخل ولم يقصر معي و كان حافظاً للود الذي جمعه بوالدي و لأصل القرابة والعهد .
فباع لي الجمل و بذلك حصلت على مبلغ من المال و أشار علي بالعمل في تجارة الأغنام فهي تجارة مباركة وقد صدق قوله حيث أعطاني الله وبارك في أرباحي حتى ذاع اسمي وشيئاً فشيئاً أصبحت من أعيان البلد كل هذا بفضل الله ثم بفضل الشيخ جابر و مشورته يرحمه الله وكل هذا كان في مدة عامين فقط ، و حين رأيت نفسي في تلك السعة من العيش فكرت في امرأة تشاطرني حياتي و أخفف حملي من على الشيخ جابر ولم يطل بي التفكير حيث قررت مصاهرة الشيخ جابر وخطبة ابنته عائشة التي لم تكن تتعد التسع سنوات من عمرها في ذلك الوقت ،
و سكت الشيخ فارتسم الذهول على محيا أبنائه و هم يسمعون هذا القول فستاءل رجب وهو يغالب ابتسامة أخفاها احتراماً لوالده قائلاً : و هل أنجبت أمي أختي ليلى و عمرها عشر سنوات ؟
أجاب الشيخ وهو يشيح بيده في إشارة منه تنم عن عتاب لابنه الذي تعجل القول : لا يا بني لقد عقدت قراني عليها دون أن أدخل بها فقط حتى تتمكن أن تشاطرني المنزل و تقوم بشئوني ، وبعد ثلاث سنوات رزقني الله منها ، ليلى ثم مريم ثم أنت يا رجب ومن بعد خميس ، ثم توسعت في معيشتي واشتريت هذا المنزل الكبير الذي نعيش فيه ، وبعد وفاة الشيخ جابر انتقلت إلى مسئولية كبير العائلة في القاهرة حيث كنت قد أصبحت من ذوي المال ولم يكن ينقصني الجاه كما تعلمون وتوسعت علاقاتيحتى أصبح لدي معارف من الوزراء وكبار المسئولين والحمد لله أصبح اسمي على كل لسان بالذكر الحسن وهذا أجمل ما ترثونه عني ،
وهنا سأل حامد أباه بلهفة قائلاً : ومتى تزوجت أمي ؟
أجاب الأب وقد أرسل نظراته إلى البعيد لقد كان من بعض الذين توثقت علاقتي بهم الشيخ ( زيدان ) شيخ قبيلة ( الدواعنة ) فطلبت يد ابنته رغم أنها كانت مخطوبة لابن عمها ولكن يبدو أن كلانا قد نظر إلى الأمر من زاوية مصلحته حيث كان في هذا الزواج مصلحة للطرفين فقد كان الشيخ والد فاطمة يستفيد من نفوذي في البلد لكي تتسهل أمور تجارته , أما أنا فكان يعنيني أن أتوسع في تجارتي مع رجال القبائل عن طريق قبيلة ( الدواعنة ) الذين زاد أيضاً توثق علاقتي بهم بعد الزواج , وأنجبت لي فاطمة فتحي وحامد وحسن وعفاف وسعد , وتابع الشيخ وهو ينظر إلى ابنه سالم قائلاً : أما أمك يا سالم كانت ابنة الشيخ ماطر صمت الشيخ هنيهة ثم تابع قائلاً : تعلمون يا أبنائي أن أصغركم عمره ستة عشر عاماً باستثناء سعد طبعاً أي أنكمفي سن الزواج أوصيكم باختيار الحرة الأصيلة ولاتظنوا أبداً أنني سأسمح لواحد منكم بالزواج من امرأة مدنية ولن أرضى لكم إلا بنات القبائل وليست أي قبائل فمعيشتنا في القاهرة لا تعني أن ننسى جذورنا و أصلنا ..
و رغم أن الشيخ كان يواصل حديثه إلا أن ابنه حامد غمزأخاه رجب في خلسة من أبيه هامساً : و إيه العمل في حبك لبنت الجيران مرفت ؟
رد رجب خجلاً : اصمت .. اصمت .
و توجه حامد قائلاً لأبيه : إن شاء الله نكون جميعاً عند حسن ظنك بنا .
أجاب الشيخ قائلاً : هذا عشمي فيكم لأنني تركت لكم اسماً كبيراً أرجو أن تحافظوا عليه ...
و انقضى الليل بأجمل الأحاديث ومضى كل إلى حال سبيله سعيداً بهذا الإجتماع الجميل باستثناء رجب الذي قضى ما تبقىمن الليل يفكر في أمر مرفت وما سيكون حالها معه .



و حين تنقس الصبح ارتدى رجب حلته وهو يدندن بأغنية شجية أحبها منذ الصغر إذ تحمل له هذه الأغنية رائحة ذكريات ما زالت تستقر في وجدانه .

ومضى يقطع الطريق من المنزل إلى محطة القطار القديم وقلبه يسابق خطواته وهو يسأل نفسه هل سيكون هذا اللقاء هو الأخير بينه وبين من اختارها قلبه ويكاد هذا القلبيفر من بين الضلوع هلعاً حين يخيل إليه ما سيكون .

ترجلت مرفت من نهاية رصيف المحطة وهي ترتدي ثوباً وردياً حيث أبرز جمالها الهادئ هدوء طفلة وادعة تحب الحياة ، ولعل أجمل ما يميز هذه الطفولة هو ابتسامتها التي كانت تعكس روحاً جميلة ..
هرع رجب إلى مرفت وحثت الخطى إليه حين رأته وهي تقول : حمداً لله على السلامة يا رجب و إجازة سعيدة .
رد رجب بوجوم حاول أن يتغلب عليه قائلاً لها : الله يسلمك يا مرفت إلا أنها أحست أن في الأمر شيئاً فقد تلاشت بشاشة رجب التي كانت تميز كل لقاء لهما ..
فسألته بتعجب : في إيه يا رجب و أنا قلبي من الصبح مقبوض ؟
رد رجب : لا لا مفيش حاجة ، وقد قرر في داخله أن يخبرها بما كان من أمر والده فهو يؤمن بعرف القبيلة و إن كان لا يقره ...
و تابعت مرفت بإصرار قائلة : لا في حاجة وحاجة كبيرة كمان .
وهنا أتت الجرأة لرجب فأجاب : إنت عارفة إن احنا بدو ولينا عوايدنا وصحيح احنا تربينا في المدينة لكن الشيخ علوان يحتفظ بكل موروث القبيلة من العوايد خصوصاً و إنو بقى شيخ ومعروف عند الناس .
وقبل أن يكمل رجب حديثه أحست مرفت ما يود قوله .
فتابع قائلاً : بالأمس طلب منا الشيخ علوان أن لا نتزوج إلا من ابنة عم أو ابنة شيخ ، كانت مرفت تعلم حب رجب لأبيه و أنه لا يمكن أن يخرج عن طوعه فأيقنت في قرارة نفسها أن زواجهما شبه مستحيل إن لم يكن المستحيل بعينه و لكنها تماسكت فلم يكن من اللائق أن تظهر تهافتها على رجب بعد أن سمعت ما سمعت وخاطبته قائلة : طبعاً أبوك ليه عليك حق ولازم تطيعه رضى الوالدين من رضى الرحمن .




رد رجب : بالفعل بس إحنا يا مرفت بنحب بعض و ...
ضحكت مرفت بمرارة قبل أن يكمل حديثه قائلة : الحب مش كل حاجة في الوجود يمكن إحنا نتجوز ونحقق سعادتنا .. بس أكيد راح يكون في جوازنا قطيعة بينك وبين أبوك ودي حاجة ما أرضهاش ولا أحب أكون السبب فيها ..

أطرق رجب بحزن و أسى لكن مرفت كانت أكثر منه تماسكاً وتابعت قائلة : على أي حال شكراً لاستقبالك ليا و أتمنى لك حياة سعيدة .

وغادرت المكان مسرعة فلم تكن تحب أن يطول الحديث بينها وبين رجب أكثر من ذلك فهي تعرف صلابة ما يؤمن به هؤلاء القوم من قيم وعادات وقد كان هذا اللقاء آخر لقاء يجمعهما حيث تفرقت بهم سبل الحياة .




وجلس رجب حزيناً يفكر في كل شيء و من شدة الحزن أخذ يدندن بعض مقاطع من الأغاني التي يحبها ويقول : ويلي لو يدرون يابا ويلي لو يدرون ...
من قلبي أهواه لكن أهلي ما يرضون ، ويلي لو يدرون يابا ويلي لو يدرون ..
قصدهم أتزوج بن عمي وأبعد عن دربه بن عمي ما أريده وإنتي اللي أحبه
ويلي لو يدرون يابا ويلي لو يدرون من قلبي أهواه لكن أهلي ما يرضون ..

وبعد أن دندن بهذه الأغنية أجهش في البكاء ونهض من هذا المكان وهو يجرأرجله جراً وهو لا يدري أين هو ذاهب وبدأ يظهر عليه آثار الحزن و أصيب بالرجفة والسخونة ولم يدر بنفسه إلا وهو واقف أمام منزلهم .
ودخل غرفته ونام على التخت ودخلت وراءه السيدة عائشة وجست جبينه فأحست بالحرارة فأحضرت الماء البارد و أخذت تبلل قطع القماش وتضعها على جبينه ..















عرض البوم صور غنامي   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL