التًّعليم باللغة العربية في التًّعليم الجامعي
أ.د. عباس محجوب*
2004-03-01
التًّعليم باللغة العربية في التًّعليم الجامعي باعتبارها لغة القرآن والإرث المشترك بين الشعوب الإسلامية
1/ المقدمة :
لم تكن اللغة العربية للعرب وسيلة تخاطب يومي بل كانت صورة حياتهم الفكرية والعقلية التي مثلت مجدهم وثقافتهم و صورتهم ورسالتهم إلى غيرهم . وقد اكتسبت العربية مكانتها من غزارة كلماتها وتعدد أساليبها و وقوة أدائها وسعة صدرها وقابليتها للنماء والزيادة والتطور والرّقي ، ثم زاد من شرفها و خلودها و رسوخها نزول القرآن الكريم بها ، وتكريم الله لها دون اللغات الأخرى ، فأضاف إليها القرآن أبعاداً جديدة ومصطلحات مستحدثة وجعلها أوسع أفقا و أغزر عطاء وأقدر على استيعاب معطيات الحضارة كما منحها إظهار قدرتها في حمل الأفكار والمبادئ والنظريات السامية في الحياة.
وبفضل القرآن أصبحت اللغة العربية رمز الوحدة الثقافية والاجتماعية لأمة تحتل مساحة ما بين الخليج العربي شرقاً والمحيط الأطلسي غرباً و من آسيا الصغرى والبحر المتوسط شمالا إلى أواسط إفريقيا والمحيط الهندي جنوباً بل أبعد من ذلك حيثما كان للمسلمين وجود[1] .
يقول القلقشندي[2] : " أما فضلها فقد أخرج ابن أبي شيبة بسنده إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : تعلموا اللحن والفرائض فإنه من دينكم، قال يزيد بن هارون : " اللحن هو اللغة " و لاخفاء أنها أمتن اللغات وأوضحها بيانا ، وأذلقها لساناً وأمدها رواقا وأعذبها مذاقا و من ثم اختارها الله تعالى لأشرف رسله وخاتم أنبيائه وخيرته من خلقه وصفوته من بريّته ، وجعلها لغة أهل سمائه وسكان جنته وأنزل بها كتابه المبين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ".
برهنت اللغة العربية بنزول القرآن بها على قدرتها الواسعة ومرونتها الذاتية على الانتقال بالعربية من لغة تواصل وتخاطب وخطابة وشعر إلى لغة تشريع و علوم واستطاعت في القرنين الثاني والثالث ترجمة العلوم الإنسانية وهضمها وتمثلها والإضافة إليها وأصبحت بحق لغة العلم والحضارة التي تتطور بأساليبها الذاتية وقدراتها الإبداعية وإمكاناتها الاشتقاقية الواسعة والعوامل التي جعلت من العربية لغة العلوم والتعلّم هي التي تمنحها القدرة على أن تكون لغة العلوم والتعليم في الجامعات الإسلامية في عصرنا .
كانت إرادة الخالق عز وجل أن تبقى العربية معزولة في أنحاء الجزيرة العربية محافظة على أبنيتها وتراكيبها ومعانيها لا تتأثر بغيرها إلا في حدود ضيقة مرتبطة بالحجيج والتجار الذين يفدون إلى" مكة " بلهجاتهم وفي رحلة الشتاء والصيف حيث تضاف بعض التعابير الجديدة إلى اللغة ، وعندما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالإسلام ، وكرّم هذه اللغة بجعلها لغة الدين الجديد أحدث ثورة لغوية في لغة العرب حيث وجد العرب في لغة القرآن الكريم ما لم يعهدوه في استعمالاتهم اللغوية ولغة خطبائهم وشعرائهم حيث الجديد في الألفاظ والعبارات ، والجديد في المعاني والدلالات ، فأصبحت العربية بفضل القرآن الكريم لغة متطورة تتوسع فيها الدائرة الدلالية للألفاظ ، وتكتسب الألفاظ من السعة الدلالية والمرونة اللفظية ما يجعلها قادرة على التعبير عن كل جديد في الحياة وكل إبداع ومستحدث في العلم والحضارة وذلك عن طريق المعاني الدلالية الجديدة التي اكتسبتها ألفاظ العربية واستعمال الألفاظ في معان مختلفة ذات مصطلحات استطاعت العربية هضمها وتمثلها والتعامل خلال فترة وجيزة جعلتها قادرة بعد قرن من الإسلام وسيلة نقل العلوم المختلفة وظهور طبقة من المترجمين ثم بعدهم المؤلفين الذين استفادوا من حركة الترجمة في الإضافة إلى علوم الحضارة والعلم .
استوعبت العربية العلوم الإنسانية كلها حفظا ونقلا ثم أضافت إليها إبداعا وابتكارا وأصبحت لغة العلوم حتى القرن السابع عشر وكان كل من أراد أن يكتب علما يقرؤه الناس لجأ إلى اللغة العربية . فكتب بها وألف وظلت كتبهم في العلوم الطبيعية المراجع المعتمدة في جامعات أوربا حتى أواخر القرن السابع عشر إلى أن ترجمت إلى اللاتينية [3] .
والقرون الوسطى التي مثلت عهود الظلام في أوربا كانت منارات العلم عند المسلمين حيث كان لهم علم عربي تعهدوه قرونا بلغة قوية متينة ويمكننا أن نقرر أن هذه اللغة كانت في ذلك التاريخ لغة العلم الوحيدة في العالم بأسره فيما بين القرنين الثامن والثالث عشر الميلادي، ثم انضمت إليها اللاتينية بعد ذلك ، أخذت عن العربية ، وأفادت منها فترجم اللاتين قدرا من كيمياء جابر بن حيان وأبي بكر الرازي ، وعنوا برياضيات الخوارزمي وبصريات ابن الهيثم وفلك الميتاني واليتروجي وطب ابن زهر وعلي بن رضوان ، شغلوا بالترجمة عن العربية نحو قرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي واستعاروا بعض الألفاظ العربية كما استعار المسلمون من قبل بعض الألفاظ الأجنبية ولا تزال الألفاظ العربية المستعارة باقية إلى اليوم في اللاتينية ومن بعدها في بعض اللغات الأوربية المعاصرة فأدت العربية رسالتها نحو العلم في الماضي ، ولا يعزّ عليها أن تؤديها في الحاضر وهي متهيأة لذلك تهيؤ اللغات العالمية الكبرى [4].
وكما يقول د. محي الدين صابر فان اللغة العربية أصبحت " لعدة قرون في التاريخ الوسيط هي اللغة العالمية الأولى لغة الفكر والعلم والاقتصاد ، وحرّر الحرف العربي عشرات اللغات غير المكتوبة وأدخلها عالم التدوين ، وتعايشت الثقافة العربية الإسلامية مع ثقافات الشعوب التي ارتبطت معها بالعقيدة ولم تحاول طمسها أو استلابها ، ولكنها تعاملت معها أخذا وعطاء فأغنتها واعتنت بها وقبلت دون تحيّز ولا تمييز من استطاع أن يضيف الي قدرتها بل إنها كرمت ذلك وشجعت عليه " [5].
و منذ قرن أو يزيد بدأت محاولات تعريب التعليم تمثل هاجسا للبلاد العربية تأكيدا لشخصية الأمة وإبرازا لهويتها الحضارية التي تجعل التعريب في حياتها وسيلة معرفية ومشاركة في حلبة السباق الحضاري مع الأمم التي هضمت معطيات الحضارة وأضافت إليها ثم شاركت بها في هذا العطاء الإنساني والتعريب ضرورة علمية لا تستجيب لسيطرة المادية لغيرنا ، ولا تنطوي على ضعف سياسي أو استبداد ثقافي يفرضه علينا الآخرون الذين سعوا لاحلال ألسنتهم محل لساننا وفكرهم مكان فكرنا والأمر متعلق بعملية التعارض الحضاري بين الأمم جميعا كما فعلت أوربا عندما اقترضت معطيات الحضارة الإسلامية قبل أن تكون لها حضارة مميزة. وقد أثارت هذه القضية جدلا واسعا لا زالت أصداؤه حتى اليوم بين مؤيد مؤمن به دون قيد ، ومعارض متشكك فيه ، ومتوسط يؤيد في جوانب ويعرض في جوانب .
ولما كانت الغاية التي تسعى إليها الجامعات تتمثل في إيجاد الفرد النافع لنفسه ومجتمعه ووطنه و دينه فان التفاعل بين هذه الشخصية التي تعدها الجامعة لخدمة مجتمعه الإنساني وبين المجتمع الذي تعد له هذه الشخصية – إنما يتم إذا كانت اللغة التي يتعلم بها تلك الشخصية هي اللغة التي يتعامل بها ذلك المجتمع ويفكر بها ويقدم نفسه للعالم على أساسها وهذا يفرض علينا أن نهتم بالبعد الاجتماعي في مشاكل التعريب فالأمة العربية متعددة الأوطان متمايزة الكيانات والنظم السياسية مترامية الأطراف تعاني مشكلات الأمية العلمية والحضارية على غير ما كانت عليه في الماضي فالمصطلح الواحد ينطلق من بغداد ثم ينتشر في القاهرة و دمشق وقرطبة بخلاف ما هو عليه الآن فالتعريب عند المشارقة هو " صياغة المصطلح الأجنبي على المقاييس الصرفية العربية بحيث يصبح قابلا للتعريف وأخذ الاسم منه والفعل واسم الفاعل واسم المفعول واسم الآلة " ، وعند المغاربة " إحلال اللغة العربية في التعليم محل اللغات الأجنبية وتوسيع اللغة العربية والعمل على أن تكون لغة التخاطب العربية وحدها والدعاية لها ومقاومة كل الذين يناهضون لغتهم للتفاهم فيما بينهم بلغة أجنبية وبالجملة فإن التعريب هو الذي جعل اللغة العربية أداة صالحة للتعبير عن كل ما يقع تحت الحس من العواطف والأفكار والمعاني التي تختلج في ضمير الإنسان الذي يعيش عصر الذرة و الصواريخ " فهذا التعريف الثقافي الشامل أملته الظروف الاجتماعية والسياسية والمنافحة عن هوية الأمة وخصوصيتها الحضارية والثقافية في ظل مواجهة الثقافة الأجنبية التي سيطرت فترة طويلة على بلاد المغرب العربي وهذا تعريف يتجاوز المفهوم الفني الذي ساد في المجامع العلمية واللغوية فترة من الزمن ، وفي هذا الموضوع يقول الدكتور "محي الدين صابر " المدير السابق للمنظمة العربية للثقافة والعلوم : " التعريب ليس قضية لغة بل هي قضية حضارية أساسية تواجهنا حاليا اللغة ليست ألفاظا بل فكرا وبالتالي لابد من تطوير المجتمع العربي واستيعاب حضارة العصر وذلك لا يتم إلا عبر اللغة كوسيلة وكأداة ، اليابان – مثلا – وهو مثل تقليدي أوجدت شخصيتها عبر لغتها الخاصة وقد أضحت اللغة اليابانية لغة تكنولوجيا حديثة ، أي لغة لها عمق تاريخي وتراث ضخم ، من حقها أن تكون مثل اللغات الأخرى. بالنسبة للغة العربية ارتبطت كثيرا بالتراث خاصة التراث الإسلامي ، هذا العامل أغرى الغرب على محاربة اللغة العربية ، الاستعمار حين أسس المدارس الحديثة حرص على إبعاد اللغة العربية وقد أقصيت عن المجالات الإدارية والاقتصادية والتقنية وبالتالي أصبحت معرفة اللغة العربية لا تجدي نفعا في المجتمع العربي ، وهذا وضع شاذ ، لقد حوربت اللغة العربية في عقر دارها ، أساتذة اللغات في الغرب هم أفضل الأساتذة ولا أود أن أتحدث عن وضع أستاذ اللغة العربية في المدارس العربية .
الغرب أراد أن يدفعنا لاحتقار الذات ، لأننا للأسف احتقرنا لغتنا وكما ترى فإن قضية التعريب مرتبطة بمجموع الكبرياء القومي " [6] ، وعن هذا الجانب يقول " د. عبد الصبور شاهين " : " إن للفرد في المجتمع العربي ولا سيما المثقف محليا أو خارجيا جهتا ولاء متعددة ومصادر ثقافية شتى مع فقر الوعي الاجتماعي الذي يعكس الوعي الحضاري ويشد الفرد إلى الفرد بحبل المواطنة وهي هنا مواطنة على مستوى الأمة العربية ذات اللسان الواحد فإذا أضفنا إلى ذلك تفشي الأمية في نسبة كبيرة من المجموع العربي غيرا لمتحضر وتغير الحياة الاقتصادية إلى جانب القطاعات الجاهلة مما يهون لديها قيمة اللغة وأهمية العلم وأثره في تقرير مصير الفرد كل ذلك يقصي قضية اللغة الواحدة ويحرمها من الثراء الحضاري ويباعد بينها وبين هموم الفرد المثقف الممزق الولاء الشديد التعصب حتى ولو كان أعمى لرأيه ونوازعه والغة لا تتطور إلا على أيدي عاشقيها ولا توسع مقاييسها إلا طبقا لحاجات مجتمع يطالبها بهذا التوسيع "[7] .
2/ المصطلح العلمي :
إن المصطلح العلمي كلمة – كغيرها من الكلمات اللغوية – تشير الى شيء حسي و معنوي لابد من إيضاح مفهومه أول مرة ، حتى لابن اللغة نفسه لكي يدرك ذلك المفهوم .
وأيّة كلمة – مهما كانت – هي كلمة علمية ، فان لم تدخل تحت هذا العلم ، دخلت تحت علم آخر . فالبحث عن المصطلحات العلمية معناه – في الحقيقة – بحث في اللغة وإمكاناتها في التعبير عن المستحدثات العصرية .
والاصطلاحات من الأمور الوصفية الاعتبارية ، إذ الكلمات المصطلح عليها في المعاني العلمية ، لا تدل على تلك المعاني – من حيث اللغة – دلالة تامة ، إلا في بعض الأحوال الاستثنائية ، فلذلك ليس من الضروري أن تترجم الكلمة عنها ترجمة حرفية ، بل من الأوفق أن نتحرى الكلمة التي يمكنها أن تدل على المعنى المطلوب على أحسن الصور وأوضحها .
ولما كان يتعسر علينا – في معظم الأحوال – أن توجد الكلمة العربية التي تدل على المعنى المطلوب دلالة تامة – تحتم علينا أن نبحث عن أقرب الكلمات من المعنى المطلوب وأن نخصّصها به ، وإن كان معناها اللغوي الأصلي أعم أو أخص من هذا المعنى .
والمصطلحات وليدة الاحتياجات ، فإنها لا تكون إلا عندما يشعر الناس بالحاجة إليها ، ولا يشعر أحد بالحاجة إليها إلا عندما يفكر في مدلولاتها . واحتياج أمتنا العربية إلى المصطلحات العصرية اللغوية كاحتياجها إلى جميع وسائل التقدم الحضاري ، بل إن حاجتها لتلك المصطلحات تأتي في المقام الأول ، لأنها مرتبطة بأسباب وجودها ، إذ ما عسى أن يكون مستقبل أمة ليست لها لغة تستوعب موجودات الحياة ومعطياتها .
فالمصطلحات العلمية هي الرافد الأساسي للمعاجم والنهوض باللغة على وجه العموم وهي تشمل ألفاظ الحضارة الحديثة وشتى فروعها في المعرفة النظرية ، وفي التطبيقات العملية . ولأهمية المصطلح العلمي العربي أوصى مؤتمر التعريب السابع – الذي عقد "بالخرطوم" عام 1994م – بضرورة تدريس علم المصطلح في الكليات والمعاهد العليا ، إذ إن أهمية المصطلح العربي تكمن في أنه الوسيلة المباشرة للتعريب ، الذي أصبح في بلادنا سياسة واقعة مطبّقة في جميع مراحل التعليم ، ولا سيما التعليم العالي ، ذلك لأن التعريب قضية حضارية و ضرورة قومية و دعوة للاعتماد على الذات لما فيه من استنهاض للأمة ، وترسيخ لهويتها وتأصيل لانتمائها الحضاري .
هذا بالإضافة إلى فوائد التعريب الأخرى ، التي تتمثل في التيسير والتسهيل على الطلبة والدارسين ، وتمكينهم من تلقي العلوم ومتابعة المحاضرات بطريقة أوفى ، حيث إن قدرتهم على الاستيعاب باللغة العربية تفوق ما هي عليه باللغات الأجنبية الأخرى . وتتمثل في إتاحة العلوم الطبيعية والمعارف الإنسانية في جميع مجالاتها باللغة العربية ، لتكون في متناول الدارسين والمواطنين كافة ، مما يمكنهم من المشاركة الفاعلة في النهوض ببلادهم . وتتمثل –أيضا – في توثيق الروابط بين المشتغلين بالعلوم والبحوث والدراسات ، في المجالات التي تهم الوطن والمواطنين .
ولأهمية التعريب بالنسبة للأمة العربية جمعاء جاء في التوصية الثالثة ، من التوصيات المهمة لمؤتمر التعريب السابع ما يلي : " وبناء على ما تقدم يرى المؤتمر انه على الرغم مما حققته مسيرة التعريب حتى الآن من تقدم في الوطن العربي ، وتقديره لما أسهم به العلماء والمتخصصون والمؤسسات اللغوية والتعليمية ، فإنه لابد من أن نخطو خطوة أبعد ، لكي تؤتي هذه الجهود ثمارها ، وهي أن تتخذ الأمة العربية قرارها – على أعلى المستويات المسؤولة – بإلزام جميع الهيئات التعليمية ، من جامعات ومعاهد عليا وسواها ، باستعمال اللغة العربية تأليفا وبحثاً و تدريساً في جميع المراحل . كما ينبغي إلزام المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي ، باستعمال اللغة العربية الفصيحة ، في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية . وجاء في الفقرة الحادية عشرة من نتائج أعمال تطوير منهجية وضع المصطلح العربي وبحث سبل نشر للمصطلح الموحد وإشاعته المنعقدة في عمان سنة 1993م – ما يلي:-
" تفيد التجربة السورية والتجربة السودانية في تعريب التعليم في الكليات العلمية والتطبيقية ، على أساس التدرج سنة بسنة – نجاح هذا الأسلوب . وهذا مثال واضح على أن متطلبات التطبيق مواتية ، والأمر يحتاج إلى حسم والبدء في التطبيق تدريجيا ، ولا سيما بالاعتماد على كل ما وضعته المجامع والمؤسسات العربية المتخصصة من مصطلحات تعد الركيزة الأساسية لتطبيق التعريب " .