الحسينية - الجنوب الأردني
تشير الخريطة الاجتماعية للحسينية الى أن عشائر الجازي هم أقدم من سكنها، وهم يشكلون النسبة الأكبر من تعداد المقيمين فيها...
وتشير التفصيلات السكانية للقرية الى أن تحت مسمى عشائر الجازي توجد ثلاث عشائر هي الجازي والعودات والذيابات في الحسينية.
ولكن فتح مخطوط الحياة الاجتماعية في القرية، ومعه التشعبات الديموغرافية للناس فيها، يعيدنا الى مئات السنوات من خط سلالة العائلات في القرية، وهنا تكون ضرورة العودة الى قراءة تاريخ الحويطات في المنطقة، قبل الدخول من الفرع الأكبر الى عشائر الجازي الذين ينتسبون الى الجد حويط الأول، ومع هذا السرد للتاريخ القديم سيكون هناك إطلالة على قصصهم، ومعاركهم في مساحة تحركهم على خرائط مساراتهم في تلك الفترة الزمنية.
الحويطات
وإن تشكيل مشروع حكاية حول الجازي كعشيرة/عشائر، منذ الجد الأول، والبدايات، الى أن يكون الوصول الى نقطة الإستقرار في الحسينية، وقبلها في القرى التي تواجدوا فيها، إذا أردنا لهذا المشروع أن يتحقق فلا بد لأجل ذلك من الاستماع الى بوح كبار القرية حول تاريخ الجازي،
أما حويط، فهو ابن لجماز ، عقّب حويط ثلاثة أبناء هم علوان ، وسويعد، وعمران، كل واحد منهم ينتسب له فرع من فروع الحويطات المنتشرين في جنوب الأردن، وفلسطين، ومصر، و السعودية و لكن ما يهمنا في بوح قرية الحسينية، هم أبناء اقبال بن علوان ، أكبر أولاد حويط، وهم من أهم بطون الحويطات الضاربين في شرقي الأردن، ويعرفون بحويطات الشمال، أو حويطات ابن جازي نسبة الى اسم البيت الذي يتولى زعامتهم.
جبال الشراه
ولقد وردت الإشارة الى الجازي عند الرحالة والسواح حيث وثق بعضا من مشاهداته عنهم السائح بورخارد وأشار الى أنهم كانوا نازلين في جبال الشراة حول قرى ضانا والبصيرة والطفيلة، وقد شيدوا أبراجا عديدة حول هذه الأماكن، انتهوا من بناء أحدها، برج الطفيلة، حوالي عام 1800م.
ومن تتبع شجرة الجازي، وكما أشار لنا الشيخ محمد العودات نجد أن جازي وعودة هما إبنا صباح بن مطلق بن سلامة بن قبال بن علوان بن حويط.
والجد الأكبر جازي، خَلّف نصار وحمد، ونصار ينتمي له الذيابات، بينما حمد خلّف ثلاثة هم عوده ومنه العودات، وكذلك محمد وفرعه يقال لهم أهل الوضحى. أما جازي فقد عقّب نصار، ونصار عقّب عرار وعبطان، وهؤلاء يفصل نسلهم فيذكر أن عرار عقّب حمد، وحمد عقّب نائل، أما عبطان فخلّف اثنان هما عناد ومتعب.
وإن هذا التسلسل في القبيلة حتى فسيفساء البطون في الجازي، يترك مساحة للبحث في قرى أخرى، ومواقع ثانية حول تواريخ عشائر الحويطات في أماكن أخرى، بحسب تجمع تلك العشائر، لذا سيكون هناك وقفات في تلك القرى للحديث عن بقية الفروع من الحويطات.
عرار وعبطان
ما زال كبار عشائر الجازي يتحدثون في ليالي سمرهم عن الأيام الأولى للجازي، ومنها قصة الشيخ عرار بن جازي وأخيه عبطان، والتي يشير لها فريدريك في كتابه بأنه عندما تقدمت الحكومة التركية الى معان عام 1894م، وقامت بتأسيس حكومة في معان، فكان ردة فعل الشيخ عرار أن أغار على القوة التركية المرابطة في معان وقتل عدة جنود منها، ثم بعد فترة تمكنت الحكومة العثمانية من إلقاء القبض على عرار بخدعة وأرسلته الى سجن الكرك.
وعلى إثر ذلك دارت المفاوضات بين المتصرف والحويطات في عام 1896م، وأسفرت عن إخلاء سبيل عرار، في مقابل التعهد بمؤازرة الحكومة ومعاضدتها في جميع أعمالها في المستقبل، ولكن بعد أربع سنوات توفي الشيخ عرار في عام 1900م، وآلت الزعامة إلى أخيه عبطان وهذا له قصص وحكايات في فترة حضوره بعد وفاة أخيه.