مرَّ يوم فيــه كــنّا ســعداء
لم نعش يا ( فهدُ ) دوماً في شقاءْ
يا صديق العمر ماذنب السراج
إن يحٌل دون إضائته غشاءْ
جزت يا عمر الطفولة لم تنِ
كصباحٍ مرّ أو بعض مساءْ
كم مشينا بحبور ودلال
في ثياب الخيش مشيَ الخيلاءْ
ولهونا بين أكوام الركام
وصنعنا من بقاياه بناءْ
آه يا (فهد) وأذكر أنّنا
كم نصبنا من كمين لعلاءْ
ساكنٌ للتّو جاور بيتنا
ذنبه أنّا نعادي الدخلاءْ
ولأنّا في العداوة نهجنا
لا يطول الحقد إن طال البقاءْ
فعلاءٌ صار خلاًّ آه ما
أحلى صداقتنا وما أحلى العداءْ
كم سحبنا الهرّ من أذياله
ما رحمناه و إن زاد المواءْ
أشقياءٌ هكذا لكنّــنا
رغم ما نجنيه كنّا برئاءْ
فرضانا إن غضبنا كعكة
ويسلّينا عن الثأر الحساءْ
كنت يا برّ الطفولة مرتعاً
كلّه أنسُ وعيشُ في صفاءْ
فتركنا برّنا في رحلةٍ
قد تولاّنا بها حكم القضاءْ
آه من بحر الكهولة إنّه
كلّما جزنا به زاد العناءْ
كل ماحول السفينة هائجٌ
كل ما يمكن أن تنظره ماءْ
ودجى المشرق صارت عندنا
كدجى الغرب سواءً بسواءْ
وتمايلت الجوانب عنوةً
في سفينتنا لأن الحمل ناءْ
فإذا مالبحر يا (فهدُ) طما
و أطاح الموج مجداف الرجاءْ
وعلانا الماء فاذكر أنه
مرَّ يوم فيه كنّا سعداءْ