يا ليل طوَّلت كنّك غيهبٍ سرمدي
و نجومك تلومني و افهم تعابيرها
**
لو حلّ ما صابني بسْهيل و ألَّا الجَدي
لتْشوف يا ليل كيف يخفّ تنويرها
**
ما علِّني غلطةٍ تكفيرها في يدي
العلّة الغلطة اللي صعب تكفيرها
**
لولا المحكّات لأهل الحقد ما نهتدي
وْما ينعرف شرّ هالعالم و لا خيرها
**
لطمة قريبك تروع و ردّها يُنقدِ
لازم تمرّر و لو يوجعْك تمريرها
**
جيته من الباب كنَي جيت له معتدي
طلاّب قُربى و كنِّي طالبٍ غيرها
**
أثر الحقود القديمة تنسحب للغدِ
لا وافقت ناس مرضانة بتفكيرها
**
أعطيته بغلطتين السيف و المبردِ
هفوة و لا يرتجى مثله بتوفيرها
**
لا صار في ظرف لك محتاج جاك يْعَدي
و إن غبت يحتزِّك بْماضي سواطيرها
**
يا شِين لو حاجتك صارت بكفّ الردي
معزِّة النفس عن ملفاه تصبيرها
**
جرح الكرامة و لو نخفيه يبقى ندي
و كسورها مستحيل يتم تجبيرها
**
جرحٍ ليا هاضني فزّيت من مرقدي
بهْموم و آلام صفَّت لي طوابيرها
**
وشلون أبنسى وجع لامن قضى يبتدي
بنتٍ خيالي غدا مبدع بتصويرها
**
و نْجوم هالليل لا غطَّت على المشهدِ
مثل الخرز لا تلامع في تنانيرها
**
ليت العوض بآدمي له وزن و ألاّ اجودي
المشكلة هيس ما يوزن باظافيرها
**
يا جعلها رغم ذلك تنعم و تسعدِ
ذي قسمة الله و حظي من مقاديرها
**
لا تفرح لغيمةٍ لو تبرق و ترعدي
لا صرت ضمن الذي محروم من خيرها
**
سفينتي صامدة يا ريح مار إركدي
سود العواصيف ما تِرخي مساميرها
**
وْ يا ليل لو طُلْت مثل الغيهب السرمدي
مستني لْطلعة الشمس وْ تباشيرها