*
تقول الدكتورة أوريفيا: أنا طبيبة نساء ووﻼدة بأحد المستشفيات اﻸمريكية.. في يومٍ، أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى فكانت تتألم وتتوجع قبيل الوﻼدة، وحينما قرب موعد انتهاء وقتي أخبرتها أنني سأذهب للمنزل وسيتولى أمر توليدها طبيب غيري، فبدأت تبكي وتصيح بحرارة وتردد: ﻻ، ﻻ أريد رجﻼً!
عجبت من شأنها، فأخبرني زوجها أنها ﻻ تريد أن يدخل عليها رجل ليراها؛ فهي طوال عمرها لم ير وجهها سوى والدها وأشقائها وإخوانها وأعمامها (محارمها).
ضحكتُ وقلت له باستغراب شديد: أنا ﻻ أظن أن هناك رجﻼً في أمريكا لم ير وجهي بعدُ! فاستجبتُ لطلبهما.
وفي اليوم الثاني جئت لﻼطمئنان عليها بعد الوضع، وأخبرتها بأن كثيرًا من النساء في أمريكا يتعرضن ﻻلتهابات داخلية وحمى النفاس؛ بسبب استمرار العﻼقة الزوجية في فترة بعد الوﻼدة، وأخبرتها بضرورة امتناع هذه العﻼقة لمدة 40 يومًا على اﻸقل. وفي أثناء هذه اﻸربعين يومًا أخبرتها أيضًا بضرورة التغذية السليمة واﻼبتعاد عن المجهودات البدنية، وذلك تبعًا لما توصلت له أحدث اﻸبحاث الطبية..
فأخبرتني المرأة أن اﻺسﻼم قد ذكر ذلك؛ فالنفساء في اﻺسﻼم يحرم جماعها لمدة 40 يومًا حتى تطهر، وكذلك تُعفى من الصيام والصﻼة.
عندما سمعت كﻼمها هذا ذُهلت وأخذني العجب! فلقد توصلت أبحاثنا لنفس تعاليم اﻺسﻼم، ولكن بعد تجارب شاقة وكثيرة جدًّا!!
دخلت طبيبة اﻸطفال لتطمئن على المولود، وكان مما قالته لﻸم: من اﻸفضل أن ينام المولود علي جنبه اﻸيمن؛ لتنتظم دقات قلبه. فقال اﻸب: إننا نضعه على جنبه اﻸيمن؛ تطبيقًا لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعجبتُ لهذا أيضًا..!
انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم، وهم يعرفونه من دينهم؛ فقررت أن أتعرف على هذا الدين، فأخذت إجازة لمدة شهر، وذهبت لمدينة أخرى فيها مركز إسﻼمي كبير، حيث قضيت أغلب الوقت فيه للسؤال واﻼستفسار عن هذا الدين حتى هداني الله للأسلام والحمد لله على ذالك