انا من رسم من الأبجديةِ لوحةً ً
و منح الشعور عمقاً سحيقاً
ليتسامى فوق مكامن الشبهات
و انا من مسح مدامع الحرفِ
لينتشي طرباً
فوق مآتم ِالصفحات
و انا من جعل قوارب العشق
تنأى بنفسها عن موانئ
تسكنها السطحية و ازدحامُ الشراعات
و أنا من جعل الفرح يستوطن حيّنا
و يمسح عن مرايا الشمس
شحوب الاغتراب و فتور المساءات
و انا من جعل ربان السفينة
يختال فخراً
رغم ضراوة الإبحار و بعد المسافاتِ
و انا منِ جعل البوح يقطر دماً
لتصبح التفاهة خطاً أحمراً
في زمن المترادفاتِ
و انا من اعطى الفتور
مشاعل دفئٍ
و علم الهشيم معنى الحياة
وانا من جاب الصحاري
و إستأنس صُمَ الحصى
و صَحِبَ الوحش في الفيافي المظلمات ِ
يا حروفي لا تخافي
لست أنا
من يدس له السم في الكلمات
و لست انا من يقلقه العويل
فالصمت أبلغ من
عصف الرياح و كل السخافات ِ
أيا ليل و الغدر فصلٌ خامس ٌ
أيا ليل و الظلماء يجلوها
احتراق الشمع و نجومي السابحاتِ
كل القوافي أصابها مسٌ
و باتت تنفث سمها
و السم بددته سحائبي المدلهمات
فحين يمتزج الجهل المركب
بمكر الثعالب
تلوح في الافق فلسفة الفقاعات
حينها تتجرد المعاني ِمن مفهومها
و ينتحر الكبرياء بلا أسفٍ
و تقتل في خدرها كل المسرات
تموت الأفاعي بسمها
قبل ان تلوث
مكامن الاحساس و طهر مقاماتي
( الآتي الأخير )