الذيب الشمالي
27-05-09, 07:19 AM
الحلم صفة نبيلة يتميز بها
صدق الشمالي صدره أوسع من الكون
ثامر سودي قمقوم ـ عرعر
لا تقف صورة الرجل الشمالي، عند تلك التي جسدها الممثل محمد الطويان في مسلسل طاش ما طاش، بأنه الرجل المضياف صاحب «الفزعة»، الذي يلبس الجبة (الفروة) وذو الشارب الكثيف، وإنما تتعدى ذلك، إلى الإنسان المتصالح من النفس والطبيعة، وتعارف سكان الجزيرة العربية على أن الشمالي «صدره وسيع» أي حليم لا يأخذه الغضب والتهور.
وعبر أحدهم عن هذه الحالة شعرا بقوله «صدر الشمالي ما يضيق بساع»، أي لا يغضب بسرعة، وقال آخر «صدق الشمالي صدره أوسع من الكون .. بس انتبه لا ضاق صدر الشمالي».
وسعة صدور الشماليين ليس بالأمر الجديد، وإنما هي ثقافة نشأت في المناطق الشمالية، تعود لطبيعة الأرض والمكان وبعض العوامل الوراثية، وينسحب ذلك على أهالي الحدود الشمالية وحائل والجوف وتبوك، ولكنه يزداد اتساعا كلما تعمقت شمالا.
ويؤكد عواد العنزي، الذي تجاوز 80 عاما، أن هبوب الشمال، التي تشرح الخاطر، وتوسع الصدر، أوجدت هذه الصفـــة، لـــتـــضــــاف إلى عــــــادات الكــــــرم والوفــاء و «الفزعة» وحسن الضيافة والاستقبال، في محاولة لرسم صورة حسنة في أذهان الآخرين، ما جعل ذلك إرثا يجب أن يحافظ عليه أبناء الشمال.
وهناك مواطنون من مناطق أخرى، جاءوا للمناطق الشمالية في مهمة عمل ربما لفترة محدودة، ولكنهم استقروا في المنطقة، ولم يستطيعوا مغادرتها، واكتفوا حتى اللحظة بالتردد على مناطقهم الأصلية، وذلك لما ألفوه من صفات جيدة عن أهلها، لعل أبرزها اتساع صدورهم وطيبة قلوبهم، حتى أنهم اكتسبوا هذه الصفة، وأصبحوا أكثر حلما وسعة صدر.
ويؤكد حسين العلي (من سكان الرياض) أن أهالي الشمال معروفون بكرمهم وسعة صدورهم، ولمس ذلك واقعا من خلال معاشرتهم، يقول «كرمهم لا حدود له، وأريحيتهم تتضح لمجرد حديثك مع أحدهم، أما سعة صدورهم وتقبلهم للآخر فلا حدود لها إطلاقا».
وفي الشمال لا تتفاجأ إذا وجدت من يتمسك بك من أجل أن تزوره في بيته؛ لتشرب فنجانا من القهوة، بعد أن تسأله عن مكان لا تعرفه في شارع. وإن رفضت الامتثال لطلبه، تحت أي ذريعة، فإنه لا يبرح مكانه حتى يوصلك إلى المكان الذي تسأل عنه.
وفي هذا السياق، يؤكد الأخصائي النفسي طلال العنزي، أن قوة التحمل، فطرة جبل عليها أشخاص دون آخرين، وربما هي من الصفات المتوارثة عن الآباء والأجداد، ومن يتمتع بمثل هذه السمة يجب أن يتصف بسعة الصدر.
صدق الشمالي صدره أوسع من الكون
ثامر سودي قمقوم ـ عرعر
لا تقف صورة الرجل الشمالي، عند تلك التي جسدها الممثل محمد الطويان في مسلسل طاش ما طاش، بأنه الرجل المضياف صاحب «الفزعة»، الذي يلبس الجبة (الفروة) وذو الشارب الكثيف، وإنما تتعدى ذلك، إلى الإنسان المتصالح من النفس والطبيعة، وتعارف سكان الجزيرة العربية على أن الشمالي «صدره وسيع» أي حليم لا يأخذه الغضب والتهور.
وعبر أحدهم عن هذه الحالة شعرا بقوله «صدر الشمالي ما يضيق بساع»، أي لا يغضب بسرعة، وقال آخر «صدق الشمالي صدره أوسع من الكون .. بس انتبه لا ضاق صدر الشمالي».
وسعة صدور الشماليين ليس بالأمر الجديد، وإنما هي ثقافة نشأت في المناطق الشمالية، تعود لطبيعة الأرض والمكان وبعض العوامل الوراثية، وينسحب ذلك على أهالي الحدود الشمالية وحائل والجوف وتبوك، ولكنه يزداد اتساعا كلما تعمقت شمالا.
ويؤكد عواد العنزي، الذي تجاوز 80 عاما، أن هبوب الشمال، التي تشرح الخاطر، وتوسع الصدر، أوجدت هذه الصفـــة، لـــتـــضــــاف إلى عــــــادات الكــــــرم والوفــاء و «الفزعة» وحسن الضيافة والاستقبال، في محاولة لرسم صورة حسنة في أذهان الآخرين، ما جعل ذلك إرثا يجب أن يحافظ عليه أبناء الشمال.
وهناك مواطنون من مناطق أخرى، جاءوا للمناطق الشمالية في مهمة عمل ربما لفترة محدودة، ولكنهم استقروا في المنطقة، ولم يستطيعوا مغادرتها، واكتفوا حتى اللحظة بالتردد على مناطقهم الأصلية، وذلك لما ألفوه من صفات جيدة عن أهلها، لعل أبرزها اتساع صدورهم وطيبة قلوبهم، حتى أنهم اكتسبوا هذه الصفة، وأصبحوا أكثر حلما وسعة صدر.
ويؤكد حسين العلي (من سكان الرياض) أن أهالي الشمال معروفون بكرمهم وسعة صدورهم، ولمس ذلك واقعا من خلال معاشرتهم، يقول «كرمهم لا حدود له، وأريحيتهم تتضح لمجرد حديثك مع أحدهم، أما سعة صدورهم وتقبلهم للآخر فلا حدود لها إطلاقا».
وفي الشمال لا تتفاجأ إذا وجدت من يتمسك بك من أجل أن تزوره في بيته؛ لتشرب فنجانا من القهوة، بعد أن تسأله عن مكان لا تعرفه في شارع. وإن رفضت الامتثال لطلبه، تحت أي ذريعة، فإنه لا يبرح مكانه حتى يوصلك إلى المكان الذي تسأل عنه.
وفي هذا السياق، يؤكد الأخصائي النفسي طلال العنزي، أن قوة التحمل، فطرة جبل عليها أشخاص دون آخرين، وربما هي من الصفات المتوارثة عن الآباء والأجداد، ومن يتمتع بمثل هذه السمة يجب أن يتصف بسعة الصدر.