ام الفهد
09-11-09, 09:49 PM
من مقالاتي القديمة نشر في جريدة الرياض في 22/11/1427هــ أتمنى أن يعجبكم
توتو.. قد يعتقد القارئ العزيز بأن توتو هي قطة مدللة... أو أنها راقصة شهيرة في شارع محمد علي.. أو أن توتو هو مبيد حشري أو مشروب رمضاني جديد.. قبل أن أكشف لكم عن توتو دعوني أذكركم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه). واضح التأثير السحري لمعاني كلمات الفاروق.. وكم نحن مغبوطون بانتمائنا لهذا الدين.. حيث أدرك الأمور البسيطة التي من شأنها أن تبني مشاعرنا وتقوي أواصر المحبة بيننا...
البعض منا يحمل ألقاباً عدة فخالد قد يكون هو د. خالد أو المهندس أو الشيخ خالد والكثير منا له أسماء دلع أطلقها عليه محبوه وعائلته وذووه فعبد الرحمن هو دحيم أو دحومي أو عبودي.. ومهما كبرنا يبقى اسم الدلع من الأسماء المحببة لنا.. يذكرنا بصدق المشاعر ودفئها عند الغالين.. وهذا الاسم قد يصبح مع الأيام تعبيراً عن شخصياتنا.. نرتبط به ولانتنازل عنه بل ونتمسك به في لحظات معينة لأنه يشعرنا بإعزاز الآخرين بنا..
فما هي حكاية توتو
توتو اسم الدلع لطالبة جامعية متفوقة.. فمن الذي دلعها؟ ولماذا؟.. لقد لفتت توتو نظر أستاذاتها في السنة الجامعية الأولى لتفوقها فكن سببا بعد الله في إكمال دراستها العليا بينهن وفي وسط الجو الأكاديمي الذي نشأن فيه.. وتحقق الحلم.. وتحولت علاقة الأستاذية إلى زمالة وصارت توتو زميلة لأستاذاتها المتميزات اللاتي كن مثالا تحتذي به في خطواتها الأكاديمية.. وبحكم فارق السن بينهن كانت إحدى الأستاذات تدلعها باسم توتو.. وهو أقرب تحريف لاسمها.. وشيئا فشيئاً وجدت توتو الصداقة بكل معانيها مع هذه الأستاذة .. فكانت تشاركها أفراحها.. تقاسمها همومها.. تشد من أزرها وقت الأزمات.. تغرقها بكلمات التشجيع كلما مل صبرها من الدراسات العليا.. وحصلت توتو على الماجستير ومازالت في نظر أستاذتها توتو.. وكبرت توتو الصغيرة واشتد عود المحاضرة الصغيرة لتصبح شجرة يافعة تطاول الأشجار الباسقة علوا وشموخا بحصولها على الدكتوراه... وعلى الرغم من روعة اللقب (دكتورة) إلا أنها تحن إلى توتو لتذكرها بطفولة طالبة العلم الجامعية وتذكرها ببراءة صداقة أستاذتها لها فتشعر أنها مازالت في عينيها تلك الطالبة التي عرفتها على مقاعد الدراسة وفي أجواء المحاضرات.. ومرت الأيام وهذه الصداقة تقوى أواصرها بين الطالبة وأستاذتها... لابل بين الأخت وأختها.. ورزقت توتو بولد اسمته نواف وأصبح اسم أم نواف أغلى من كل الألقاب الأكاديمية وتنازلت توتو عن الدال من أجل نواف... ولكنها لم تتنازل عن توتو وتحن إليه حتى وإن كانت الآن تجلس على كرسي منصب رفيع... تلك هي قصة توتو.. نحن في عصر ندرت فيه مثل هذه الصداقات وانشغل الناس فيه عن أقرب ذويه لتسارع وتيرة الحياة.. وقلما ينعم الإنسان بشخص يكون رفيق دربه لأعوام طويلة، لايكدر صفو هذه الصداقة مصالح شخصية أو منازعات اجتماعية أو تنافس أكاديمي...
وختاماً لأأخفيكم فأنا أغبط توتو على صديقتها....
l]
توتو.. قد يعتقد القارئ العزيز بأن توتو هي قطة مدللة... أو أنها راقصة شهيرة في شارع محمد علي.. أو أن توتو هو مبيد حشري أو مشروب رمضاني جديد.. قبل أن أكشف لكم عن توتو دعوني أذكركم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه). واضح التأثير السحري لمعاني كلمات الفاروق.. وكم نحن مغبوطون بانتمائنا لهذا الدين.. حيث أدرك الأمور البسيطة التي من شأنها أن تبني مشاعرنا وتقوي أواصر المحبة بيننا...
البعض منا يحمل ألقاباً عدة فخالد قد يكون هو د. خالد أو المهندس أو الشيخ خالد والكثير منا له أسماء دلع أطلقها عليه محبوه وعائلته وذووه فعبد الرحمن هو دحيم أو دحومي أو عبودي.. ومهما كبرنا يبقى اسم الدلع من الأسماء المحببة لنا.. يذكرنا بصدق المشاعر ودفئها عند الغالين.. وهذا الاسم قد يصبح مع الأيام تعبيراً عن شخصياتنا.. نرتبط به ولانتنازل عنه بل ونتمسك به في لحظات معينة لأنه يشعرنا بإعزاز الآخرين بنا..
فما هي حكاية توتو
توتو اسم الدلع لطالبة جامعية متفوقة.. فمن الذي دلعها؟ ولماذا؟.. لقد لفتت توتو نظر أستاذاتها في السنة الجامعية الأولى لتفوقها فكن سببا بعد الله في إكمال دراستها العليا بينهن وفي وسط الجو الأكاديمي الذي نشأن فيه.. وتحقق الحلم.. وتحولت علاقة الأستاذية إلى زمالة وصارت توتو زميلة لأستاذاتها المتميزات اللاتي كن مثالا تحتذي به في خطواتها الأكاديمية.. وبحكم فارق السن بينهن كانت إحدى الأستاذات تدلعها باسم توتو.. وهو أقرب تحريف لاسمها.. وشيئا فشيئاً وجدت توتو الصداقة بكل معانيها مع هذه الأستاذة .. فكانت تشاركها أفراحها.. تقاسمها همومها.. تشد من أزرها وقت الأزمات.. تغرقها بكلمات التشجيع كلما مل صبرها من الدراسات العليا.. وحصلت توتو على الماجستير ومازالت في نظر أستاذتها توتو.. وكبرت توتو الصغيرة واشتد عود المحاضرة الصغيرة لتصبح شجرة يافعة تطاول الأشجار الباسقة علوا وشموخا بحصولها على الدكتوراه... وعلى الرغم من روعة اللقب (دكتورة) إلا أنها تحن إلى توتو لتذكرها بطفولة طالبة العلم الجامعية وتذكرها ببراءة صداقة أستاذتها لها فتشعر أنها مازالت في عينيها تلك الطالبة التي عرفتها على مقاعد الدراسة وفي أجواء المحاضرات.. ومرت الأيام وهذه الصداقة تقوى أواصرها بين الطالبة وأستاذتها... لابل بين الأخت وأختها.. ورزقت توتو بولد اسمته نواف وأصبح اسم أم نواف أغلى من كل الألقاب الأكاديمية وتنازلت توتو عن الدال من أجل نواف... ولكنها لم تتنازل عن توتو وتحن إليه حتى وإن كانت الآن تجلس على كرسي منصب رفيع... تلك هي قصة توتو.. نحن في عصر ندرت فيه مثل هذه الصداقات وانشغل الناس فيه عن أقرب ذويه لتسارع وتيرة الحياة.. وقلما ينعم الإنسان بشخص يكون رفيق دربه لأعوام طويلة، لايكدر صفو هذه الصداقة مصالح شخصية أو منازعات اجتماعية أو تنافس أكاديمي...
وختاماً لأأخفيكم فأنا أغبط توتو على صديقتها....
l]