محمد الغنامـي
25-05-10, 01:38 AM
ولعلَّ في قصة ميسون بنت بحدل الكلبية ما يُغني عن كثير من القول، ذلكم أن ميسون لما اتصلت بمعاوية بن أبي سفيان - وكانت ذات جمال باهر وحسن غامر، فأعجب بها معاوية وهيأ لها قصراً مشرفاً على الغوطة وزينه بأنواع الزخارف، ووضع فيه من أواني الفضة والذهب ما يضاهيه، ونقل إليه من الديباج الرومي والموشى ما هو لائق به، ثم أسكنها مع وصائف لها كأمثال الحور العين، فلبستء يوماً أفخر ثيابها وتزينت وتطيبت بما أعدّ لها من الحلي والجوهر الذي لا يوجد مثله، ثم جلستء في روشنها وحولها الوصائف، فنظرت إلى الغوطة وأشجارها، وسمعتء تجاوب الطير في أوكارها، وشمت نسيم الأزهار ورائح الرياحين والنّوار، فتذكرت باديتها وحنت إلى أترابها وأناسها وتذكرتء مسقط رأسها، فبكت وتنهدت، فقالت لها بعض حظاياها ما يبكيك وأنت في ملك يضاهي ملك بلقيس. فتنفست الصعداء ثم أنشدت:
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف
ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحب اليّ من لبس الشفوف
وأكل كسيرة في كسربيتي
أحب إليّ من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطراق دوني
أحب إلي من قط أليف
وبكر يتبع الأضعان صعب
أحب الي من بعل زفوف
وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عنوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى
الي نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا
وماأبهاه من وطن شريف
فلما دخل معاويه عرفته احدى الوصيفات بما قالت ميسون فقال: ما رضيت ابنة بحدل حتى حعلتني علجا عنوفا؟ هي طالق ثلاثا. ثم سيرها الى اهلها في نجدوكانت حاملا بابنه يزيد فولدته في البادية وارضعته سنتين ثم ارسلته الى ابيه غير نادمة
لبيت تخفق الأرواح فيه
أحب إليّ من قصر منيف
ولبس عباءة وتقرّ عيني
أحب اليّ من لبس الشفوف
وأكل كسيرة في كسربيتي
أحب إليّ من أكل الرغيف
وأصوات الرياح بكل فج
أحب إلى من نقر الدفوف
وكلب ينبح الطراق دوني
أحب إلي من قط أليف
وبكر يتبع الأضعان صعب
أحب الي من بعل زفوف
وخرق من بني عمي نحيف
أحب الي من علج عنوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى
الي نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا
وماأبهاه من وطن شريف
فلما دخل معاويه عرفته احدى الوصيفات بما قالت ميسون فقال: ما رضيت ابنة بحدل حتى حعلتني علجا عنوفا؟ هي طالق ثلاثا. ثم سيرها الى اهلها في نجدوكانت حاملا بابنه يزيد فولدته في البادية وارضعته سنتين ثم ارسلته الى ابيه غير نادمة