الشريف
07-06-07, 01:45 AM
قبل كل شيء أعترف أنني لا أنكر وجود الجن بل تلك حقيقة لا بد من التسليم بها لثبوت ذلك عبر أكثر من آية، وأيضاً أعترف بوجود الحسد أو العين أو كما نسميه في نجد (النظل)..؟؟ ولكن من حقي واحتراماً لعقلي أجمل نعمة منحها الله للإنسان أن أرفض تلك الحالة من تواجد الجن بيننا كما يدعي الكثير منا..؟؟ جهلاً أو لمكاسب شخصية..
الإشكالية تزداد ألماً حين نجد دعماً لتلك الحالة من بعض الصحف، حيث نلاحظ للأسف بعض الصحف تنشر قصصاً وأخباراً صحفية مؤكدة فيها أن رجلاً متزوج رغماً عنه من جنية، وأن امرأة ورغماً عنها أيضاً متزوجة من جني..؟ وأن سيدة تم تطليقها من زوجها بسبب غيرة زوجها الجني عليها.. وأن أخرى لم تستطع الإنجاب لأنها محسودة من أخرى وربما يتم تجيير الحسد أيضاً لعالم الجن..؟؟
أن تتكون تلك الأفكار في مجتمع غير متعلم غير متدين فإن الأمر يعتبر طبيعياً ولكن انتشارها بهذا الحجم وتفاعل بعضنا معها بتسلم مطلق أمر يثير غير علامة استفهام..؟؟
البعض من الشباب والفتيات يتعاطى أنواعاً من المخدرات التي تدفعه لتصورات وهلوسات غير طبيعية فيتخيل ما شاء له الخيال، وأيضاً بعض المرضى النفسيين أو لنقل المرضى العقليين يعيشون أيضاً بعض حالات الهلوسة والخروج عن أرض الواقع إلى حيث يختلط الخيال بالوهم ويختلط بمجموعة من الثقافات والأساطير بالإضافة للأماني والأحلام..؟ ولأن رغبة الشباب بالزواج بفتاة أحلامه وفق تصوراته ووفق مقاييسه قد تكون صعبة فإنه يلجأ لتحويل الحلم إلى حقيقة مع رغبة استعطاف الآخرين بادعاء الزواج من جنية.. وكذلك الأمر للفتاة..؟ ولأن المجتمع يتوقع من المرأة الإنجاب بعد الزواج ولأن ذلك يعزز مكانتها الاجتماعية لدى هذا المجتمع فإنها ولعدم إنجابها لأي سبب تلجأ لحيل مثل الحسد أو المس..؟ لتنفي عن نفسها الضعف أو العجز..
أعتقد أن مسؤولية الإعلام أكبر من مجرد تضخيم الصورة وتحريك المشاعر والإثارة ليكون الموضوع حديث القراء أو المشاهدين..
لا بد من تعزيز ثقافة الفرد في أساليب المواجهة لواقعه وإن كان سيئاً..؟
نريد رفع مستوى وعي المتلقي للرسالة الإعلامية وليس تكريس عمليات الهروب عبر ادعاء التلبس تارة والحسد تارة أخرى.. مسؤولية الإعلام السعودي في المرحلة الحالية صعبة وحساسة، ليس من المنطق أن نبحث عن الإثارة وترويج الصحيفة على حساب وعي القارئ، وليس من العدل الاستثمار في جيوب وعقول الشباب عبر شريط الرسائل في الفضائيات؟ ولعل الجميع يلاحظ حرص الكثير على متابعة تلك الخزعبلات بل إن رسائل الجوال تزيد في عددها بين الأصدقاء والزملاء بمجرد عرض برنامج يناقش السحر والشعوذة في أي محطة فضائية مهما بلغ استغفال عقل المشاهد فيها..
أعتقد أن مسؤوليتنا كإعلاميين تفرض علينا الاستثمار في عقول المتلقين وليس جيوبهم فقط.. أيضاً مجتمعنا السعودي يعيش مرحلة انتقالية بين ثقافة المرتكز العلمي الصحيح وثقافة الشعوذة للخلاص وعدم مواجهة الحقيقة من قبل البعض.. والإعلام مسؤوليته الانتقال بالمجتمع إلى حيث الحقيقة والعلم وليس الشعوذة والوهم ولتنتهي قصة الزوج أو الزوجة الجنية.. لأن عقولنا تستحق الاحترام فهي أكبر نعم الله على عبيده..
د. هيا عبد العزيز المنيع
الإشكالية تزداد ألماً حين نجد دعماً لتلك الحالة من بعض الصحف، حيث نلاحظ للأسف بعض الصحف تنشر قصصاً وأخباراً صحفية مؤكدة فيها أن رجلاً متزوج رغماً عنه من جنية، وأن امرأة ورغماً عنها أيضاً متزوجة من جني..؟ وأن سيدة تم تطليقها من زوجها بسبب غيرة زوجها الجني عليها.. وأن أخرى لم تستطع الإنجاب لأنها محسودة من أخرى وربما يتم تجيير الحسد أيضاً لعالم الجن..؟؟
أن تتكون تلك الأفكار في مجتمع غير متعلم غير متدين فإن الأمر يعتبر طبيعياً ولكن انتشارها بهذا الحجم وتفاعل بعضنا معها بتسلم مطلق أمر يثير غير علامة استفهام..؟؟
البعض من الشباب والفتيات يتعاطى أنواعاً من المخدرات التي تدفعه لتصورات وهلوسات غير طبيعية فيتخيل ما شاء له الخيال، وأيضاً بعض المرضى النفسيين أو لنقل المرضى العقليين يعيشون أيضاً بعض حالات الهلوسة والخروج عن أرض الواقع إلى حيث يختلط الخيال بالوهم ويختلط بمجموعة من الثقافات والأساطير بالإضافة للأماني والأحلام..؟ ولأن رغبة الشباب بالزواج بفتاة أحلامه وفق تصوراته ووفق مقاييسه قد تكون صعبة فإنه يلجأ لتحويل الحلم إلى حقيقة مع رغبة استعطاف الآخرين بادعاء الزواج من جنية.. وكذلك الأمر للفتاة..؟ ولأن المجتمع يتوقع من المرأة الإنجاب بعد الزواج ولأن ذلك يعزز مكانتها الاجتماعية لدى هذا المجتمع فإنها ولعدم إنجابها لأي سبب تلجأ لحيل مثل الحسد أو المس..؟ لتنفي عن نفسها الضعف أو العجز..
أعتقد أن مسؤولية الإعلام أكبر من مجرد تضخيم الصورة وتحريك المشاعر والإثارة ليكون الموضوع حديث القراء أو المشاهدين..
لا بد من تعزيز ثقافة الفرد في أساليب المواجهة لواقعه وإن كان سيئاً..؟
نريد رفع مستوى وعي المتلقي للرسالة الإعلامية وليس تكريس عمليات الهروب عبر ادعاء التلبس تارة والحسد تارة أخرى.. مسؤولية الإعلام السعودي في المرحلة الحالية صعبة وحساسة، ليس من المنطق أن نبحث عن الإثارة وترويج الصحيفة على حساب وعي القارئ، وليس من العدل الاستثمار في جيوب وعقول الشباب عبر شريط الرسائل في الفضائيات؟ ولعل الجميع يلاحظ حرص الكثير على متابعة تلك الخزعبلات بل إن رسائل الجوال تزيد في عددها بين الأصدقاء والزملاء بمجرد عرض برنامج يناقش السحر والشعوذة في أي محطة فضائية مهما بلغ استغفال عقل المشاهد فيها..
أعتقد أن مسؤوليتنا كإعلاميين تفرض علينا الاستثمار في عقول المتلقين وليس جيوبهم فقط.. أيضاً مجتمعنا السعودي يعيش مرحلة انتقالية بين ثقافة المرتكز العلمي الصحيح وثقافة الشعوذة للخلاص وعدم مواجهة الحقيقة من قبل البعض.. والإعلام مسؤوليته الانتقال بالمجتمع إلى حيث الحقيقة والعلم وليس الشعوذة والوهم ولتنتهي قصة الزوج أو الزوجة الجنية.. لأن عقولنا تستحق الاحترام فهي أكبر نعم الله على عبيده..
د. هيا عبد العزيز المنيع