الآتي الأخير
09-07-07, 12:23 AM
لأن الإدارة الأميركية لا تسمع ولا تريد أن تسمع، وإن سمعت فهي لا تريد أن تفهم، وإن فهمت حوّرت الحقائق ولوت عنقها لغرض أو لمرض.
لذلك قررت أن اكتب لك أنت كمواطن أميركي عادي، فالحقائق تقول إن الإنسان الأميركي العادي بدأ يتململ من ثقل التبعات التي ألقتها على كاهله سياسة إدارته العدوانية.
الأميركي العادي بدأ يرى بعض الحقائق ويدركها، على رغم الغمامة الإعلامية الكثيفة التي حاولت بها تلك الإدارة واللوبي الصهيوني حجب الحقائق عنه، وأكبر دليل على أن المواطن الأميركي العادي بدأ يفهم ويتململ هو نتائج انتخابات مجلس الشيوخ والكونغرس الأخيرة.
ولعل أهم الحقائق التي أريدك أن تعرفها أنت وكل أميركي، أن الصورة التي ركزها الإعلام المغرض عن الإسلام في أذهانكم بأنه دين إرهاب وعنف، هي صورة زائفة لا تمت إلى الإسلام بصلة.
الإسلام في حقيقته دين سلام ومحبة ووئام، والتاريخ يقول إن ما وجده غير المسلمين في الدولة الإسلامية وديار المسلمين خلال زمن قوتها ونفوذها من أمن وحسن معاملة وعدل، لم يجدوه حتى في الدول التي تدين بدينهم.
لقد روى التاريخ في كل العصور صفحات ناصعة عن سماحة العرب والمسلمين في أحلك المواقف، وانتشرت حضارتهم ومبادئهم السمحة شرقاً وغرباً، مؤكدة سماحة دين الإسلام وحضارة العرب والمسلمين في ذروة مواقف الانتصار أو الانكسار.
فالتصور القرآني لمفهوم الأمن الشامل للجنس البشري مسلمين وغير مسلمين يعطينا بُعداً شاملاً لمفهوم الأمن، ليشمل الكليات الخمس (العقيدة، العقل، العرض، المال، الحياة).
والعدل في الإسلام مطلق يشمل جميع الناس من المسلمين وغير المسلمين - بل يشمل الأعداء - يقول الله تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى».
أي أن خلافكم مع الأعداء ومشاعركم تجاههم يجب ألا تخرجكم عن مقتضى العدل إلى الظلم والجور.
وانطلاقاً من هذا المفهوم فإن المسلم الذي فهم الإسلام حقيقة لا يعتدي على حياة أحد أو عرضه أو ماله. وعلماء المسلمين ومفكروهم ومثقفوهم وإعلاميوهم وغيرهم قد بحّت أصواتهم وهم يبينون للناس هذه الحقيقة، بينما إعلامكم الذي يسيطر اليهود على معظم وسائله قد بح صوته وهو يحاول إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين.
وأنا لو أردت أن أورد لك أمثلة من التاريخ عن ظلم بني جلدتك للإسلام والمسلمين لسودت في ذلك الصفحات الطوال، ولكنني أريد أن أعطيك أمثلة من زماننا هذا المعاصر.
وخير البراهين ما كان مجسداً أمام الإنسان يرى ويسمع، وكل ما سوف اذكره إما أن تكون عشته أو قرأت عنه أو يوجد من عاشه من آبائك وأجدادك، فهو ليس ماضياً مبهماً ولا أحداثاً عفا عليها الزمن. إنه ما زال تاريخاً غضاً ينبض بالحياة.
إنه تاريخ يقول للأسف إن بلادك كانت دائماً تقابل إحسان المسلمين بالإساءة، وعدلهم بالجور، وإنصافهم بالظلم، وصدقهم بالأكاذيب والتلفيقات، وعطاءهم بالإجحاف، وسلمهم ومسالمتهم بالحرب والعدوان، وسوف أعطيك بعض الأمثلة على ذلك:
مثال مشرف جداً هو موقف المسلمين مع الشعب الأميركي عندما وقعت حوادث 11 أيلول (سبتمبر)، فقد بادرت المؤسسات الدينية والعلماء والمفكرون والمثقفون ورجال الإعلام الى الإدانة الصارخة للحدث الإرهابي البشع، لأن الإسلام يعتبر قتل الأبرياء من كبائر الذنوب ولا يتوافق مع أصول الشريعة الإسلامية الغراء.
وكما دانت الحكومات والعلماء هذه الحادثة دانتها الشعوب الإسلامية، على رغم المرائر التي ذاقتها من أميركا وبطشها وجبروتها، ذلك أن المسلم فطن وفطنته جعلته يفرق بين حكومتكم الظالمة وبين من لقي حتفه من الأبرياء في حادثة الأبراج المشؤومة.
هكذا كان موقف المسلمين من أحداث أميركا، ومن مسلسل اختطاف الطائرات الذي عرف منذ السبعينات من القرن الماضي.
لكن السؤال الملح كيف يكون القضاء على شر الإرهاب؟ الإرهاب لا وطن له ولا أرض ولا حدود، شأنه شأن المخدرات... فقد تم إنفاق عشرات البلايين لمحاربة المخدرات ولكنها كل عام يمر تزداد انتشاراً وتقوى شوكتها.
والحرب ضد الإرهاب لا تختلف عن هذا الوصف... العدو مستتر غير محدد، وأميركا يا صديقي تضم العشرات من المنظمات الإرهابية، وما حادثة أوكلاهوما وقتل الأبرياء في المدارس ببعيد!
الإسلام كدين ليس عدواً للحضارة، أو عدواً للحريات وحقوق الإنسان، والعنف السياسي والتطرف ليسا خاصين بالمفهوم الديني وليسا مرتبطين بديانة معينة.
يا صديقي إذا عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن «طالبان» وابن لادن هم في حقيقة الأمر صنيعة أميركا وليسوا صنيعة الدول الإسلامية... فأميركا من خلال مخابراتها المركزية Cia هي التي صنعت ابن لادن وجعلت حكومة طالبان تسيطر على 90 في المئة من مساحة أفغانستان.
يا صديقي، الشعب العربي والإسلامي تعاطف بشدة مع الشعب الأميركي، بل وتبرع بدمه لأن الإرهاب عدو للإنسان مهما كانت جنسيته ومهما كان دينه، ويحرمه من الأمن الذي هو أساس الحياة الكريمة.
بقلم / عيد مسعود الجهني
لذلك قررت أن اكتب لك أنت كمواطن أميركي عادي، فالحقائق تقول إن الإنسان الأميركي العادي بدأ يتململ من ثقل التبعات التي ألقتها على كاهله سياسة إدارته العدوانية.
الأميركي العادي بدأ يرى بعض الحقائق ويدركها، على رغم الغمامة الإعلامية الكثيفة التي حاولت بها تلك الإدارة واللوبي الصهيوني حجب الحقائق عنه، وأكبر دليل على أن المواطن الأميركي العادي بدأ يفهم ويتململ هو نتائج انتخابات مجلس الشيوخ والكونغرس الأخيرة.
ولعل أهم الحقائق التي أريدك أن تعرفها أنت وكل أميركي، أن الصورة التي ركزها الإعلام المغرض عن الإسلام في أذهانكم بأنه دين إرهاب وعنف، هي صورة زائفة لا تمت إلى الإسلام بصلة.
الإسلام في حقيقته دين سلام ومحبة ووئام، والتاريخ يقول إن ما وجده غير المسلمين في الدولة الإسلامية وديار المسلمين خلال زمن قوتها ونفوذها من أمن وحسن معاملة وعدل، لم يجدوه حتى في الدول التي تدين بدينهم.
لقد روى التاريخ في كل العصور صفحات ناصعة عن سماحة العرب والمسلمين في أحلك المواقف، وانتشرت حضارتهم ومبادئهم السمحة شرقاً وغرباً، مؤكدة سماحة دين الإسلام وحضارة العرب والمسلمين في ذروة مواقف الانتصار أو الانكسار.
فالتصور القرآني لمفهوم الأمن الشامل للجنس البشري مسلمين وغير مسلمين يعطينا بُعداً شاملاً لمفهوم الأمن، ليشمل الكليات الخمس (العقيدة، العقل، العرض، المال، الحياة).
والعدل في الإسلام مطلق يشمل جميع الناس من المسلمين وغير المسلمين - بل يشمل الأعداء - يقول الله تعالى «ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى».
أي أن خلافكم مع الأعداء ومشاعركم تجاههم يجب ألا تخرجكم عن مقتضى العدل إلى الظلم والجور.
وانطلاقاً من هذا المفهوم فإن المسلم الذي فهم الإسلام حقيقة لا يعتدي على حياة أحد أو عرضه أو ماله. وعلماء المسلمين ومفكروهم ومثقفوهم وإعلاميوهم وغيرهم قد بحّت أصواتهم وهم يبينون للناس هذه الحقيقة، بينما إعلامكم الذي يسيطر اليهود على معظم وسائله قد بح صوته وهو يحاول إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين.
وأنا لو أردت أن أورد لك أمثلة من التاريخ عن ظلم بني جلدتك للإسلام والمسلمين لسودت في ذلك الصفحات الطوال، ولكنني أريد أن أعطيك أمثلة من زماننا هذا المعاصر.
وخير البراهين ما كان مجسداً أمام الإنسان يرى ويسمع، وكل ما سوف اذكره إما أن تكون عشته أو قرأت عنه أو يوجد من عاشه من آبائك وأجدادك، فهو ليس ماضياً مبهماً ولا أحداثاً عفا عليها الزمن. إنه ما زال تاريخاً غضاً ينبض بالحياة.
إنه تاريخ يقول للأسف إن بلادك كانت دائماً تقابل إحسان المسلمين بالإساءة، وعدلهم بالجور، وإنصافهم بالظلم، وصدقهم بالأكاذيب والتلفيقات، وعطاءهم بالإجحاف، وسلمهم ومسالمتهم بالحرب والعدوان، وسوف أعطيك بعض الأمثلة على ذلك:
مثال مشرف جداً هو موقف المسلمين مع الشعب الأميركي عندما وقعت حوادث 11 أيلول (سبتمبر)، فقد بادرت المؤسسات الدينية والعلماء والمفكرون والمثقفون ورجال الإعلام الى الإدانة الصارخة للحدث الإرهابي البشع، لأن الإسلام يعتبر قتل الأبرياء من كبائر الذنوب ولا يتوافق مع أصول الشريعة الإسلامية الغراء.
وكما دانت الحكومات والعلماء هذه الحادثة دانتها الشعوب الإسلامية، على رغم المرائر التي ذاقتها من أميركا وبطشها وجبروتها، ذلك أن المسلم فطن وفطنته جعلته يفرق بين حكومتكم الظالمة وبين من لقي حتفه من الأبرياء في حادثة الأبراج المشؤومة.
هكذا كان موقف المسلمين من أحداث أميركا، ومن مسلسل اختطاف الطائرات الذي عرف منذ السبعينات من القرن الماضي.
لكن السؤال الملح كيف يكون القضاء على شر الإرهاب؟ الإرهاب لا وطن له ولا أرض ولا حدود، شأنه شأن المخدرات... فقد تم إنفاق عشرات البلايين لمحاربة المخدرات ولكنها كل عام يمر تزداد انتشاراً وتقوى شوكتها.
والحرب ضد الإرهاب لا تختلف عن هذا الوصف... العدو مستتر غير محدد، وأميركا يا صديقي تضم العشرات من المنظمات الإرهابية، وما حادثة أوكلاهوما وقتل الأبرياء في المدارس ببعيد!
الإسلام كدين ليس عدواً للحضارة، أو عدواً للحريات وحقوق الإنسان، والعنف السياسي والتطرف ليسا خاصين بالمفهوم الديني وليسا مرتبطين بديانة معينة.
يا صديقي إذا عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن «طالبان» وابن لادن هم في حقيقة الأمر صنيعة أميركا وليسوا صنيعة الدول الإسلامية... فأميركا من خلال مخابراتها المركزية Cia هي التي صنعت ابن لادن وجعلت حكومة طالبان تسيطر على 90 في المئة من مساحة أفغانستان.
يا صديقي، الشعب العربي والإسلامي تعاطف بشدة مع الشعب الأميركي، بل وتبرع بدمه لأن الإرهاب عدو للإنسان مهما كانت جنسيته ومهما كان دينه، ويحرمه من الأمن الذي هو أساس الحياة الكريمة.
بقلم / عيد مسعود الجهني