الآتي الأخير
07-10-07, 04:35 AM
إذا كنت عربيّا مسلما وحدث أن اضطررت إلى السفر إلى الولايات المتحدة أو أوروبا فعليك عدم الغضب أو الانفعال أو إبداء مشاعر الاستياء حتى من بحلقة (المدام) وهي تمشي إلى جوارك ... لأنك في بلدان الحرية "مرصود يا ولدي مرصود". هل تعلم أن في مدينة "لندن" وحدها حوالي عشرة آلاف كاميرا مراقبة مبثوثة في نواصي الشوارع والتقاطعات والأسواق تعمل على مدار الساعة وتتصل بغرف مراقبة مركزية توجه من خلالها فرق الدوريات للأماكن والأشخاص لدرجة أن ساكن مدينة لندن - وهو يمارس حياته اليومية- يتعرض لالتقاط وتخزين صورته أكثر من ثلاثمائة مرة في اليوم.
ومادمنا في أوروبا فقد أفادت تقارير علميّة عن جهود بحثيّة متقدمة يجريها علماء ألمان وبريطانيون في علم الأعصاب وفي مجالات طبية مختلفة بحثا عن تكتيكات وأساليب جديدة يتوقعون أن تسمح لهم قريبا بالولوج في شخصية الإنسان وقراءة نواياه العدوانية وتوقع خطواته القادمة قبل أن يقدم على أي فعل. وتعتمد طريقتهم الجديدة هذه على تطوير تقنيات مسح عالي الدقة لنشاط الدماغ يمكن من خلاله توقّع تصرفات الإنسان قبل حدوثها.
وتعدّ بريطانيا من أوائل الدول توسعا في توظيف التقنية الأمنية في التجمعات الجماهيرية للمساهمة في الحد من معدلات الجريمة المتزايدة خاصة في عاصمتها "لندن" فبالإضافة إلى كاميرات المراقبة بدأت سلطات الأمن البريطانية منذ أواخر عام 2004م في اختبار وسائل تقنيّة مطوّرة لمراقبة المجرمين المفرج عنهم على مدار اليوم بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وفي الولايات المتحدة -المعني الأول بمعظم خطط الإرهابيين- يسير مثل هذا المشروع بشكل آخر تحت اسم PHI ويؤمل أن يكون نظاما جاهزا للاستخدام في غضون سنوات قليلة خاصة وان وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تعتزم المساهمة في إنجاح هذا المشروع وربما تطبيقه بغرض قراءة النوايا الإرهابية عند المشتبه بهم دون علمهم وقبل أن يرتكبوا أعمالهم كما يؤمل القائمون على فكرة المشروع. ولهذا فقد ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الأمريكية بدأت بحثّ العلماء وشركات التقنية على تكثيف جهود البحث والتطوير من أجل استحداث برامج جديدة وتسخير التقنيات الحديثة لمساعدة رجال الأمن في تمييز (الإرهابي المحتمل) وسط جموع الناس من خلال القراءة الالكترونية الفاحصة لمعدّل نبضات قلبه، ومدى تصبب عرقه وتعابير وجهه وكذلك حركات الأطراف التي عادة ما تميز الشخصية العدوانية.ووفقا للخططُ الأمريكية التي تعتزم توزيع هذه التقنيات في عدد من الموانئ والمطارات الغربية بحلول عام 2012م سيتم بناء أنظمة متكاملة تستند على آلات تصوير الفيديو وتقنية أشعة ليزر، والأشعة تحت الحمراء، والتسجيلات السمعية وأنظمة مراقبة حركة العيون للبحث وسط الحشود والطوابير عن أي شخص قد يبدي سلوكا غير اعتيادي ليمكن توجيه رجال الأمن للتدقيق في أوراقه ومعلوماته ومعاملته وفق ما تقترح أجهزة تحليل الشخصية والسلوك.
وبطبيعة الحال فان مثل هذه المشاريع تستثير حفيظة وقلق المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات حماية الخصوصية. وفي الولايات المتحدة لوحظ تنامي القلق من تزايد أجهزة المراقبة والتتبع الالكتروني في حياة الأمريكيين خاصة بعد زرع عشرات الكاميرات السرية والعلنية في شوارع "واشنطن دي سي" ما جعل "مركز معلومات الخصوصية الالكترونية EPIC " يطلق مشروع "ملاحظة المراقبة" (Observing Surveillance) بهدف التوعية بحق الناس في الخصوصية وإطلاق النقاش حول مدى شرعية مثل هذه الوسائل.
لا تثريب على أية دولة تستثمر في كل ما من شأنه حماية أمنها ورعاية مصالح مواطنيها ، ولكن الخشية تكمن فيما تلقّم به هذه الأجهزة من محددات لشخصية الإرهابي والتي هي بالضرورة صفات تكاد تنطبق على ثلث سكان المعمورة من سكان العالم الثالث ذوي السحنات البنية والسمراء والذين قد لا يكون بالضرورة من المحبين لسياسات الأمريكيين الخارجية.
د. فايز بن عبد الله الشهري
ومادمنا في أوروبا فقد أفادت تقارير علميّة عن جهود بحثيّة متقدمة يجريها علماء ألمان وبريطانيون في علم الأعصاب وفي مجالات طبية مختلفة بحثا عن تكتيكات وأساليب جديدة يتوقعون أن تسمح لهم قريبا بالولوج في شخصية الإنسان وقراءة نواياه العدوانية وتوقع خطواته القادمة قبل أن يقدم على أي فعل. وتعتمد طريقتهم الجديدة هذه على تطوير تقنيات مسح عالي الدقة لنشاط الدماغ يمكن من خلاله توقّع تصرفات الإنسان قبل حدوثها.
وتعدّ بريطانيا من أوائل الدول توسعا في توظيف التقنية الأمنية في التجمعات الجماهيرية للمساهمة في الحد من معدلات الجريمة المتزايدة خاصة في عاصمتها "لندن" فبالإضافة إلى كاميرات المراقبة بدأت سلطات الأمن البريطانية منذ أواخر عام 2004م في اختبار وسائل تقنيّة مطوّرة لمراقبة المجرمين المفرج عنهم على مدار اليوم بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وفي الولايات المتحدة -المعني الأول بمعظم خطط الإرهابيين- يسير مثل هذا المشروع بشكل آخر تحت اسم PHI ويؤمل أن يكون نظاما جاهزا للاستخدام في غضون سنوات قليلة خاصة وان وزارة الأمن الداخلي الأمريكية تعتزم المساهمة في إنجاح هذا المشروع وربما تطبيقه بغرض قراءة النوايا الإرهابية عند المشتبه بهم دون علمهم وقبل أن يرتكبوا أعمالهم كما يؤمل القائمون على فكرة المشروع. ولهذا فقد ذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الأمريكية بدأت بحثّ العلماء وشركات التقنية على تكثيف جهود البحث والتطوير من أجل استحداث برامج جديدة وتسخير التقنيات الحديثة لمساعدة رجال الأمن في تمييز (الإرهابي المحتمل) وسط جموع الناس من خلال القراءة الالكترونية الفاحصة لمعدّل نبضات قلبه، ومدى تصبب عرقه وتعابير وجهه وكذلك حركات الأطراف التي عادة ما تميز الشخصية العدوانية.ووفقا للخططُ الأمريكية التي تعتزم توزيع هذه التقنيات في عدد من الموانئ والمطارات الغربية بحلول عام 2012م سيتم بناء أنظمة متكاملة تستند على آلات تصوير الفيديو وتقنية أشعة ليزر، والأشعة تحت الحمراء، والتسجيلات السمعية وأنظمة مراقبة حركة العيون للبحث وسط الحشود والطوابير عن أي شخص قد يبدي سلوكا غير اعتيادي ليمكن توجيه رجال الأمن للتدقيق في أوراقه ومعلوماته ومعاملته وفق ما تقترح أجهزة تحليل الشخصية والسلوك.
وبطبيعة الحال فان مثل هذه المشاريع تستثير حفيظة وقلق المدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمات حماية الخصوصية. وفي الولايات المتحدة لوحظ تنامي القلق من تزايد أجهزة المراقبة والتتبع الالكتروني في حياة الأمريكيين خاصة بعد زرع عشرات الكاميرات السرية والعلنية في شوارع "واشنطن دي سي" ما جعل "مركز معلومات الخصوصية الالكترونية EPIC " يطلق مشروع "ملاحظة المراقبة" (Observing Surveillance) بهدف التوعية بحق الناس في الخصوصية وإطلاق النقاش حول مدى شرعية مثل هذه الوسائل.
لا تثريب على أية دولة تستثمر في كل ما من شأنه حماية أمنها ورعاية مصالح مواطنيها ، ولكن الخشية تكمن فيما تلقّم به هذه الأجهزة من محددات لشخصية الإرهابي والتي هي بالضرورة صفات تكاد تنطبق على ثلث سكان المعمورة من سكان العالم الثالث ذوي السحنات البنية والسمراء والذين قد لا يكون بالضرورة من المحبين لسياسات الأمريكيين الخارجية.
د. فايز بن عبد الله الشهري